كيف اظهرت مجزرة سبايكر انعدام القدرات الفردية والجماعية للجنود
(1)
مجزرة سبايكر كانت نتاجا طبيعا لسوء الادارة والفساد والمحاصصة والتامر الذي طبع القوات المسلحة بعد عام 2003 وكانت مظهرا صارخا لفشل المنظومة السياسية الحاكمة منذ عام 2003 التي انتجت دستورا ملغما بانواع العبوات والقنابل الموقوته ومصائد المغفلين وهي بالتالي نتاج للفكر السياسي للمعارضة العراقية التي كانت تقاتل النظام السابق ليس من اجل حرية ولاديمقراطية بل من اجل السلطة والمال والفرهود وتقسيم العراق وبيعه بالجملة والمفرق.
الاخوة الاكراد ومعهم الاخوة الدواعش السياسيون جعلوا العراق بلد بلا موازنة ومنعوا تنفيذ قانون الطواري بعد احتلال ربع العراق من قبل الاخوة الاكراد وداعش- ومنعوا تشكيل قوة جوية وتسليح الجيش وهم يشترطون لاقامة حكومة اشتراطات ماانزل الله بها من سلطان في بلد (ديمقراطي) تمت مصادرة راي الغالبية لصالح الاقلية التي نفختها مثل الضفدعة حتى تنفجر وتفجر معها العراق!.
(2)
كيف يمكن لدولة يحتل جزء كبير منها خلال ايام وتنهار فرق عديدة وتسلم معداتها ومخازنها ويقتل الاف الجنود والضباط وتستباح الحرمات والاثار والاموال ويهرب السجناء والارهابيون وتجري المجازر مثل جزر الجزور دون ان يكون احد ما مسؤول عما حصل؟….. كيف يمكن ان يبقى وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني وحواشيهم ومفرشي اكتافهم وسماسرتهم دون ان يصيبهم كلم؟.
(3)
كما حصل في تفجير الامامين عام 2006 وماجر من مجازر طائفية مرتبة ومعدة لها سلفا- يتم الان استغلال مجزرة سبايكر طائفيا وسياسيا مع ميني-مجزرة جامع مصعب بن عمير ( وفقا لسكيل او مسطرة المجازر في العراق الحديث) دون ان نفهم من هو المسؤول – في محاولة لانكار مسؤولية الاحزاب الحاكمة ونظامها السياسي ودستورها عما حصل ويحصل في العراق.
مالذي سيحصل لو كان الشهداء من بغداد وليس من جنوب- وبغداد تشهد المجازر اليومية دون اكتراث من احد؟.
لماذا لم تتم تصفية تركة النظام السابق ومجرميه؟
لماذا يطلق سراح المجرمين كلما شكلنا حكومة وفق قوانين العفو؟.
لماذا لانطبق القانون على الارهابيين والقتلة والفاسدين وتلك العملية سرعت و شجعت على تدمير العراق؟.
لماذا نعطي الحق للاكراد والارهابيين في تشكيل الحكومة وفقا لرغباتهم والعراق لايسيطر على مناطقهم؟.
لماذا يجوع العراق ويعرى والاقليم ياخذ 17% كل عام من الموازنة ويحتضن القتلة والارهابيين ويتباهى علينا ويجعل ذلك سببا لتدمير العراق؟.
لماذا ندفع رواتب من رحب بالارهاب ونمنعها عن شهداء القوات المسلحة على اثر انتكاسة حزيران؟.
لماذا نقبل صدقة من الاردن ونحن من نتصدق عليه؟.
لماذا لم نبني قوة جوية وصاروخية واجهزة استخبارات ومخابرات وامن فعالة؟.
الاف اللماذات لن تجد جوابا لها من العمي البكم الخرس.
(4)
لو فرضنا تواطوء القيادات وهروبها وتركها لمواقعها دون خشية من احد ودون خجل من الناس والتاريخ- ولو فرضنا نقص فادح في الغذاء والعتاد-
ولو فرضنا توقف عمل الاتصالات بين القيادات والقواعد-
ولو فرضنا وجود حالة اللاقيادة وانعدام الوزن حيث لايعرف احد مايجب عمله بسبب الصدمة والهول والرعب وانعدام التدريب والتخطيط –
ولو فرضنا اعطاء اوامر انسحاب عشوائية لايعرف احد من اصدرها ولمن توجه-
ولو فرضنا شن حرب اعلامية ونفسية عبر الموبايلات – اين هي الاستخبارات والمخابرات-
ولو فرضنا ولو فرضنا – وسنفرض مادمنا لانعرف تماما ماحصل ولايخبرنا ولاة الامر شيئا نافعا …..
في سبايكر:
كيف يمكن ان يقود عدد محدود من الارهابيين هذا العدد الكبير من شبابنا بمثل تلك البساطة …. ولنفترض السيناريوهات المحتملة لقوات تم تدريبها واعدادها جيدا:
اولا: يقوم هولاء بالفرار بمختلف الاتجاهات وسيسقط البعض ولكن نسبة النجاة لاباس بها.( راينا في الافلام الجوية كيف يفر الارهابيون بعد أي ضربة جوية لمختلف الاتجاهات وسرعة تنم عن تدريب جيد لاتمتلكه قوات مسلحة..يفترض ان عملها الاساس هو التدريب على البقاء في مختلف الظروف).
ثانيا: ان يتم الهجوم على الارهابيين المرافقين من قبل الجنود والقضاء عليهم ويمكن ان تسقط اعداد كبيرة من الجنود ولكن نسبة النجاة عالية.
لم يحدث كلا الامرين بسبب:
اولا: سهولة خداع الجندي العراقي بوعود العفو لعدم تدريبه فكريا وامنيا ووطنيا.
ثانيا: لايوجد تدريب بدني على أي مستوى في القوات المسلحة ( طبعا يستثنى من ذلك وحدات النخبة).
ثالثا: لايوجد تدريب على البقاء وسط ظروف صعبة.
رابعا: لايوجد تدريب على القتال الاعزل.
خامسا: والاهم- عدم وجود غريزة التعاون وعمل الفريق الواحد في صفوف الشعب العراقي كله ربما وبالتالي جيشه.
سادسا: عدم وجود سياق يتم من خلاله تسلم القيادة بسلاسة على كل المستويات وفي كل الظروف ( يجد الجندي امامه سياسيون يتصارعون على السلطة ولايوجد تداول سلمي لها وقادة معينون حسب الولاءات والدرجات الحزبية وقادة مدمجون لايملكون أي مؤهلات او شهادات وفوق ذلك لايجد الجيش باسره قانونا يمنع تامر المتامرين وخيانة الخونة وفرار الفارين).
(5)
ليس تحقيق الديمقراطية والحرية والتقدم في العراق امر مستحيل ولكن هل يمكن ان يتحقق ذلك على يد الدكتاتوريين الشموليين والعبيد والمتخلفون واعداء التقدم؟.
هل يمكن ضمان وحدة العراق التي هي شرط اساس لتقدمه ومنعته تحت نظام سياسي واحزاب تعمل في السر والعلن على تقسيمه وتهشميه بالتعاون مع الخارج؟.
ليس تحقيق اكتفاء القوات المسلحة من الغذاء والعتاد والسلاح والتدريب والقيادات الجيدة بالامر المستحيل ولكن طبيعة النظام السياسي والذي انعكس على القوات المسلحة جعل ذلك مستحيلا او صعبا…
الفساد في الدولة والقوات المسلحة هو كائن يتنفس ويعيش بيننا وامامنا مثل الشمس الساطعة يحس بها كل من يرى العراق –حتى لاول مرة– لنضرب الامثلة:
اولا: اذهب الى الباب الشرقي والعلاوي ستجد محلات بيع الملابس العسكرية والتجهيزات المختلفة التي تصرف للقوات المسلحة ولاتراها هناك بل تراها هنا مثل ( لايتات- نواظير-حراب-سكاكين- اجهزة ليزر-اجهزة صعق كهربائية صغيرة على شكل تورجات او لايتات- الخ)
ثانيا: امشي في الشوارع ستجد سيطرات كثيرة مع اجهزة كشف متفجرات ليس لها جدوى حيث دفعت الاموال الطائلة لها وفشلت ومازالت تستخدم رغم محاكمة بريطانيا للتاجر الذي صدرها.
ثالثا: انظر كم تنفق وزارة التعليم العالي من اموال وكم تخرج من اصحاب الشهادات وانظر في الاطاريح الجامعية -لن تجد اطروحة علمية واحدة تخدم الامن والقوات المسلحة.
رابعا:اذهب لمدارس العراق وكلياته لن تجد أي اهتمام بالرياضة ولا الفنون الجميلة التي تغرس حب الحياة والرغبة في البقاء ولاتجد أي شي يوحى بتدريس التفكير العلمي وليس العلم بحد ذاته ولن تجد منهجا يوحد العراق.
خامسا: تجول في المدن العراقية ستجدها غنية بالجوامع والحسينيات عديمة او فقيرة بمراكز الشباب والرياضة والثقافة- والثقافة اهم ما يوحد شعبا من الشعوب.
سادسا: تجول في الفضائيات ستجد على الاغلب العمائم السوداء والبيضاء وكل يكفر كلا- وافتح الراديو في الصباح ستجد ان اغلب الاذاعات هي اسلامية من مختلف الاتجاهات وهي لن تعمل الا على تقسيم هذا الشعب.
سادسا: لن تجد أي شخص يركض في الصباح على الاغلب بل ازدحام وسيارات تنفث عوادم البنزين الردي المستورد على الارجح.
سابعا: لن تجد حضارة العراق وعظمته وكبرياءه في المناهج المدرسية بل تجد ان عظماء العراق مغيبون لاسباب طائفية او سياسية.
ثامنا: ستجد وسط ثقافي –كسول ومهمل ومتواطيء وذليل ومتسول – على الاغلب.
تاسعا: للقوات المسلحة لن تجد او تسمع عن معمل واحد لانتاج الاغذية الجافة او انتاج الماء -ربما يوجد واحد تركه الامريكان- ولا عن مستشفى عسكري او مخابز عسكرية او معمل واحد لانتاج السلاح او العتاد … في بلد يقاتل بلا هوادة منذ 11 عاما وقبل ذلك 23 عاما.
عاشرا: سر في الشوارع والميادين ستسمع ان عشرات السيارات تفجرت في موقع واحد ولاتوجد كاميرات ولامراكز قيادة تراقب – والاخوة الحاكمون جاء الكثير منهم من بريطانيا التي لاتوجد فيها سيطرات بل كاميرات بالملايين تراقب كل شخص من خروجه من بيته لحين عودته!!!..وتم من خلال ذلك كشف كل جرائم الارهاب او جلها والجرائم العادية كذلك.
حادي عشر: اذا كنت تمتلك ذاكرة او ارشيف ستجد ان من كان عقيدا او مقدما عند سقوط النظام السابق قد اصبح بقدرة قادر فريقا او فريق ركن!!!! بعد سنوات قليلة ولم يعرف عنه أي مؤهلات او كفاءات وبعضهم اعضاء فرق في الحزب او اكثر من ذلك وقد مسحت خطاياهم لانهم من نسل الالهة او تجري في عروقهم دماء زرق.
ثاني عشر: اجري كشف عن مؤهلات وزراء ووكلاء وزارات العراق والكادر المتقدم!! في الاحزاب السياسية ستكتشف العجب؟!.
(6)
تامين الغذاء والماء والعتاد والادامة لمليون مقاتل مثلا ليست امرا مستحيلا على بلد مثل العراق – كيف استطاع وزير الصحة (من الاخوة الاكراد) ان ينقل مئات الاطنان من الادوية من بغداد الى السليمانية واربيل وغيرها عبر ديالى وهي تشهد القتال بشاحنات الوزارة- بكل سرعة وكفاءة فيما تنقطع الامدادات عن قوات تقاتل في اماكن اكثر امنا من ديالى!!!…
لو كان كل مقاتل مثلا يحتاج الى 100 كغم من الماء والطعام والعتاد يوميا سنجد ان الفوج الذي يتالف من 1000 مقاتل يحتاج الى 100 طن يوميا واذا كانت لدى الفوج شاحنات بحمولة 20 طن او حتى 10 طن سيحتاج الفوج يوميا الى 10-20 شاحنة لتامين ادامته… هل ان هذا الامر مستحيل وقد افترضناه اكبر من الواقع!!!…
بيد ان الارزاق والعتاد ينهب ويباع وتبقى افواج لايام دون عتاد وطعام- لعدم وجود رادع – وتقدم ارقام غير واقعية عن الصرفيات- والجندي العراقي غير متدرب على الاصابة الدقيقة وهو يفرط في استخدام العتاد اذا توفر- ولكن ماذا عن الطعام ونوعيته ولماذا لايتم بناء مصانع للغذاء الجاف- ارزاق معركة- ومعامل مياه نظيفة ومستشفيات للجرحى- ومؤسسات ترعى عوائل الشهداء والجرحى!!- لماذا لايتم تكريم المضحين لاعلاء شان القوات المسلحة ورفع المعنويات ولمصلحة من يحدث ذلك؟.
الشؤون في وزارة الداخلية والاستخبارات في الدفاع يجري رشوتها او تهديدها او عدم الاكتراث بتقاريرها لان الفساد قد تحول الى جزء حيوي في الجسد العسكري العراقي وفي جسد الدولة.
(7)
مع وجود غذاء ودواء وقادة جيدون وسلاح وعتاد يمكن تدريب افضل القوات بابسط الوسائل:
اولا: نشر كراريس عن كل المواضيع الامنية ( الحرب النفسية- التعبيات- خصائص العدو- تاريخ العراق وحضارته- محاربة الطائفية – حب الوطن) وكراسات علمية وثقافية- واقامة فضائية وراديو ومركز لانتاج افلام تعليمية وثقافية وعلمية .
ثانيا: التدريب على السير يوميا ل 10 كم مثلا.
ثالثا: التدريب البدني والقتال الاعزل.
رابعا: التدريب الليلي.
خامسا: التدريب على البقاء في ظروف صعبة ( في الوديان والجبال والغابات).
سادسا: التركيز على مهنة الميدان التي انتهت بعد سقوط النظام السابق وبروز نظرية الخصخصة في القوات المسلحة التي بداتها الولايات المتحدة والتي فشلت في العراق تماما (وسنرى ذلك في مقال قادم).
(8)
ولكن هل يريد الحاكمون حقا امنا وقوات مسلحة قوية وقد جاءوا تحت لافتة القضاء على الانظمة العربية العسكرية التي ضمنت الامن والمنعة والاستقلال ونوع لاباس به من العدالة الاجتماعية… وتم تعميق تلك اللافتة بنظرية الربيع العربي التي انهت او اهلكت القوات المسلحة كشرط لازم للدخول في عصر الفوضى الخلاقة ليتم تقسيم البلدان العربية وادخالها في حظيرة الاسلام السياسي بكل الوانه واطيافه؟ لتحقيق هدف اسرائيل البعيد في تقسيم الدول العربية القريبة منها مصر-سوريا- العراق-السعودية.
هذا ماقاله ضاحي الخلفان قائد شرطة دبي الاكثر وعيا من وكلاء الوزراء والوزراء والسياسيون في عراق الديمقراطية والتعددية والفساد!.
تحدثوا كثيرا عن فوائد الفدرالية وضربوا لنا مثلا –الامارات ولكنهم لايريدون سماع شخص انتجته الفدراليه مثل خلفان لانهم متورطون واذناب في عملية تدمير العراق.
(9)
مقالات قادمة ولمن يريد الكتابة ايضا……
اولا: يالثارات المالكي
ثانيا: سقوط نظرية الخصخصة في القوات المسلحة في العراق.
ثالثا: نظرية السادة والعبيد في العراق (الحر الديمقراطي).
رابعا: لماذا اهتزت الشوارب الغربية والعراقية على اربيل؟.
خامسا: لماذا الصمت على مجازر بغداد اليومية محليا واقليميا ودوليا؟.
سادسا: لماذا لم يجد المهزومون في حزيران غير المرجعية امامهم وهم اكثر الناس عقوقا بها؟.
سابعا: كيف ستقام دولة كردستان على اشلاء العراق؟.
ثامنا: الرقص على انغام ثلاثية الاسلام السياسي التركي -الايراني –القطري والسعودي- وثنائية التحالف البرزاني- الاسرائيلي.
تاسعا: (عرب) مستكردون اكثر من الاكراد.
عاشرا. داعش السنية وداعش الشيعية.
حادي عشر. كيف استغل الاكراد اليسار العراقي ومن ثم الاسلام السياسي والارهاب لصالحهم.
ثاني عشر. ماكنة الدجل الاعلامي الكردي –هل ينحني غوبلز في قبره للسيد فواد حسين -مثلا؟.