9 أبريل، 2024 10:49 م
Search
Close this search box.

ماالعمل بعد انتكاسة حزيران؟-2

Facebook
Twitter
LinkedIn

نحو اعادة نظر سريعة بمفاهيم المعارضة العراقية
لم تكن انتكاسة حزيران نتاج طاريء للخيانة او لقوة داعش ولكنها كانت نتيجة طبيعة لطبيعة الدولة العراقية التي اقيمت بعد عام  2003 والتي حملت امراضا وعلالا خطيرة واخطر مافيها هو تلك المفاهيم او الثوابت او اليقينيات التي شكلتها وركبتها المعارضة العراقية بمختلف اجنحتها واطيافها على الواقع العراقي ومنها :
الدستور المؤقت: كانت المعارضة تعتقد ان العراق بحاجة الى دستور دائم وانتجوا ذلك الدستور بسرعة عام 2005 وحمل ذلك الدستور الدائم (حقا) علالا خطيرة اولها انه مكن ثلاث محافظات او بعبارة اخرى اقليم الشمال من التحكم بالعراق والغى اية امكانية لتغييره وقد انجز ذلك الدستور على امل تغييره وفق المادة 142 ولكن ذلك لم يحصل واعطى لاقليم الشمال حقوقا وامتيازات لم يحلم بها احد , في الوقت الذي صوت فيه مواطنو الاقليم باغلبية ساحقة لصالح الانفصال!! ومكن هذا الدستور الاقليم من التحكم بمفاصل خطيرة في الدولة العراقية واعطى لهم نسبة كبيرة من موارد الدولة دون حساب .. باختصار شديد اقام دولة كردية شبة مستقلة تتحكم في العراق ككل عن طريق جعل انتخاب الرئيس بنسبة ثلثي اعضاء مجلس النواب وهذا امر مستحيل تقريبا بدون موافقة الاكراد. … كان النظام السابق يستند الى دستور مؤقت بسبب الظروف الذاتية والاقليمية والمتغيرة مما مكن النظام من التاقلم بسرعة مع اي متغير فيما يعجز الدستور الدائم الحالي عن حل ابسط معضلة مهما طالت المدة.. والمعنى ان الدستور الدائم كان يجب التريث بسنه وكان ينبغي نزع الالغام الخطرة فيه وان يكون قابلا للتغيير وفق ارادة الامة العراقية لا ان يكون جامدا وفق رغبة القيادات الكردية… 
    عسكرة المجتمع: كانت المعارضة العراقية تصرخ وتتالم من عسكرة المجتمع وتصفه بانه ظاهرة عدوانية تنفق فيها الاموال الطائلة وتوجه للحروب العدوانية وكانت ومازالت بعض اطراف المعارضة العراقية او القوى الجديدة بعد التغيير ترفض تسليح الجيش وتعمل على محاربته وشل فعاليته وضم عناصر ومجاميع بعضها خائنة وفق نظام دمج المليشيات .. الخ… ماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة ان داعش وصلت لتكريت ومعها البيشمركة واحتلوا معا نسبة كبيرة من الارض العراقية بمائها وارضها وشعبها وثرواتها وعادت الحكومة لتعمل على تسليح الجيش بسرعة وتوسيعه… اما نظام الخدمة الالزامية الذي ورد في الدستور فلم يتم تفعيله وبدلا من تدريب قوات احتياطية كثيرة حسب تلك الخدمة اكتفوا بتدريب المتطوعين الان لعدة ايام!! وبالتالي تعريضهم للموت بسهولة!!!.
    تجريف البساتين: من اهم ادعاءات المعارضة ضد النظام السابق كانت تجريف البساتين, وفي الحقيقة ان تجريف البساتين بحد ذاته عمل سيء لانه يؤدي الى الاضرار بالاقتصاد والبيئة ولكن ماذا عن حقن دماء الجنود!!! ان منطقة مثل جرف الصخر سقط فيها عدد كبير من الشهداء لو جرفت مناطق فيها هل كان الجيش سيقدم نصفهم او ربعهم!!!.
    سجن نقرة السلمان: كتبت عنه القصص والقصائد والمذكرات وبعد غلقه شهدنا الفرار الجماعي للسجناء من السجون الاخرى او اطلاق سراحهم من قبل الارهابيين بسبب ضعف الحراسة او الموقع السيء او عدم وجود مخاطر لمن يهرب من السجن وهكذا دفعنا ثمنا باهضا لغلق سجن نقرة السلمان او لفكرة بناءه في منطقة منعزلة.
    الفرهود: كل الاطراف اتفقت على فرهدة البلاد بمسميات مختلفة منها منح الرواتب الضخمة للسجناء السياسيين او الشهداء او سجناء رفحة وكأن للنضال ثمن اما اطراف مختلفة فقد افتت بسرقة الدولة لتعويض المناظلين وغيرهم والاطراف الحاكمة عاملت المنصب والدولة وكانه ملك صرف لها يحق لها سلبه بمختلف الوسائل وفي النهاية كان طوفان الفساد هو الذي اغرق البلاد قبل طوفان الارهاب.
    الارتباط بالخارج: كل الاطراف بنسب مختلفة ارتبطت بالخارج والمخابرات الاجنبية وحللت جلب الاجانب لاحتلال العراق واسقاط النظام اما الان فقد استمرت الطاحونة ونفس الاطراف حللت الان الاستعانة بداعش لاحتلال العراق وتقاسمه!!..
    تعظيم دور بارزاني والحركة الكردية : كتبت القصص العربية من عرب عن مصطفى البرزاني ومنها ( مسار السنونو) وكتبت المقالات مثل ( اربيل عروس الشرق الاوسط) وحق تقرير المصير في الوقت الذي وافقوا على دستور لايوجد فيه حق تقرير المصير.. الى الحد الذي وجدت فيه القيادات الكردية ان لها الحق بامرين الانفصال والسيطرة على العراق وبنفس المسار!!! لان هناك دعم عربي كبير من اطراف المعارضة العراقية.. المفارقة ان قوى المناطق الغربية صمتت عن احتلال كركوك والمناطق المختلف عليها وهي مناطقها ثانيا وعراقية اولا.
    احتقار القومية العربية وفكرتها: ايران دولة قومية ذات مظهر ديني طائفي وتركيا دولة قومية اصبحت الان ذات مظهر ديني طائفي والاقليم هو اقليم قومي صار طائفيا بعد الاتفاق المبرم مع داعش ويسعى لوحدة كل الاكراد في الدول الاربعة ومابين السطور نستنتج ان تلك الوحدة لن تقوم الا  بتدمير اربع دول وقد تم تدمير دولتان لحد الان والتدمير بدا بحل جيش احداها وتدمير الجيش الثاني بخرافة او نكتة الربيع العربي… الان اين العرب في العراق من قوميتهم في محيط يهاجم العرب ويسعى لتدميره وقضمه وتقسيمه ويدافع عن مصالحه ويحافظ على نفسه بالدعوة للقومية؟…

 

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب