18 ديسمبر، 2024 7:47 م

مااعظم القدر وما اصغر الحياة

مااعظم القدر وما اصغر الحياة

الحياة فيها سلسلة من الأقدار ، فالبشر أنواع منهم من يعتبر الأقدار مكتوبة لا مناص للهروب منها ، والقسم الآخر يرى إن الإنسان هو من يصنع قدره وغيرهم لا يرى ولا يفهم ماذا تعني الأقدار .
الكل يعتقدون أن القدر هو أصغر من الحياة أو لنقول القدر هو تابع للحياة لكن من يعشق بصدق يرى أن القدر هو اكبر من الحياة ، يعتقد أن نجاحه في علاقته بمن يحب هو هذا القدر وكل الحياة مرهونة بهذا القدر وأنا احد هؤلاء وأنتمي بالقوة لا بالفعل لهذا الرأي.
إذ أعتقد أن كل حياتي كانت مرهونة لهذا القدر وكل ما واجهني من أقدار سواءٍ كانت أقدار فيها من الحظ الجميل أو فيها من الصدمات ما هي إلا هواءُ في شبك ، قدري هو واحد وحياتي كلها مرهونة بهذا القدر وهو من انتظر وهو من ابتهل إلى الله أن يكون كما أرغب أن يكون .
قدري الذي انتظره وهو عندي أكبر من هذه الحياة بكل ما تحمل أفراح وأحزان أن يأتي يوم بل حتى لو ساعة واحدة بل حتى لو برهة من الزمن التقي بمن أحب وأرى في عينيها ذات البسمة التي انتظرتها طويلا ، كم هي قاسية بحقي ولكن الجميل بالموضوع والمؤلم لها بنفس الوقت دون أن تعلم هو إني استلهم القوة من قساوتها ، استلهم الصبر، اجتر الإصرار من قساوتها وهي لا تعلم أن بقساوتها جعلتني أكون اقرب لها دون أن تشعر ، فلو شعرت أن بقساوتها معي سأكون هكذا لعزفت عن القساوة وتقربت لي ولكن كيف لي أن اخبرها عن موقع قوتي وسلاحي الذي لا تستطيع هي أو غيرها أن تقهرني ، كيف أكون كما تريد دون أن تهتم بي ، كيف أكون لها مطيع إن كانت هذه الطاعة تسلبُ مني أحلى شي في حياتي ، كيف أكون لها عبداً وهي ترفض أن أكون عبداً مؤمناً ، أما أكون مؤمناً ملتزماً وعبداً ناسكاً ورعاً أو لا أكون ، كيف أكون لكِ وأنتِ لا تنتمين لعالمي ، هل في عالمي رذيلة أم في عالمي الأمن والآمان ، هل في هذا الكون بما يحمل من جمال وطيبة أن تجدي من يفكر بك طيلة الثواني وعشر الثانية ويتمنى أن يقدم لك ما لا يستطيع أن يقدمه الأب والأم لابنها الوحيد ، لقد نخر الحب كياني فلا تنظرين لي وأنا شامخ واقف معتد مغرور متباهِ متغاوُ بل انظري لداخلي لتشاهدي التاغ والهذيان والقلق والموت البطيء والظلم والقهر والجنون والحيرة وقلة الصبر والدموع الممزوجة بقيح الدم كلها مجتمعة في كياني المجوف ، هل تعتقدين إن هروبك مني سيجعلك بحال أحسن ، أنت واهمة والأيام بيننا وستعرفين في يوم إن ظلمك كان أكثر من ظلم المشركين لخاتم الأنبياء واشد قسوة من ظلم اليهود للمسلمين وأكثر جفاءٍ من الصحراء ، حينها ستعلمين أن الله قسم القساوة إلى قسمين فالأول في قلوب الناس اجمع والقسم الآخر في قلبك فحسب ، لا افهم هل إن الله يريد أن ينتقم مني في الحياة الدنيوية ويمنحني الأمان في الحياة الأخروية لهذا وضعك في طريقي لأكون بهذا الحال ، أم إن الله يستلذ بعذاب عبده وهذه الفكرة هي من العقائد التي يتكلم بها من كان ينتمي لأديان وثنية لا توحيدية ، عذابي جعلني أتخبط حتى في عقائدي فالحب قد غير كل ما اعتقد به وخوفي على البقية الباقية من إيماني المترنح أن لا اخسر هذا الجزء البسيط وأخرج من العناية الإلهية وأنتِ سبب خروجي من الرحمة ، كان الله في عوني وليرشدني فهو خير الراشدين .