9 أبريل، 2024 3:59 م
Search
Close this search box.

مائة يوم وثمان سنوات 

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثيرون لا يحبون السياسة لأنها صارت أما نارا أو تيارا جارفا أو مجرد ثرثرة تحرق القلب وتثير الشجون , ومع هذا صار لها رواج تجاري إمتد من الريف بهيئة شيوخ عشائرإلى المدينة  باحثة  لنفسها إسما وجاها ومنصبا .  وفي المدينة إحتل المتعاطون بها شاشات التلفزة وواجهات   الإعلام حتى صاروا بفضل بعض الفضائيات والمزورين  وجوها محللة أو ناقدة أو مدافعة أو معارضة مع تطبيل وعودة للوراء أقلها كان طريد النظام السابق . حتى إرتقى أغلبهم الواجهات ثم زحفوا إلى الكراسي وإستلام المسؤوليات وبسرعة نهبوا ما تحت اليد وما فوقها تنسيقا وترتيبا مع صاحب البيت الذي
 ساهم في وصولهم , وصارت لهم أحزاب وواجهات منظمة بل قلما تجد حزبا أو قائمة أو شخصية ليس لها ميليشية تطارد المعارضين وترهب الجمهور وتحوش لنفسها حيزا منظورا وغير منظور.
سياسيو العراق غيرهم من سياسي العالم لأنهم أصلا ليس سياسين  بالمعنى الحرفي للكلمة  لهذا وصل بهم الحد التجاوز على  قيمهم الشخصية وأحزابهم وقوائمهم وصار القفز من قائمة لإخرى كقفز الزانه وصار اللعب على الحبال كسيرك لا يجيد غير ذلك . نحن منذ الإحتلال البغيض أصبحنا رهناء حزب الدعوة المحترم إبتداء بالجعفري عام 2005 وإنتهاء بالمالكي 2013 , وبقدرة قادر إلى حزب الدعوة بل إلى  أحد أهم وجوه حزب الدعوة هو العبادي , ومع ذلك نشعر أنه ليس منهم كليا رغم علمنا المطلق بخلفيته لذلك يساورنا الأمل وننشد الفرج , كأن ثقل طابوقة عبعوب إنزاح منا . وفعلا جاء
 الرجل بِنَفس مختلف أوقل أنه ينشد التتغير مثلنا لأنه رأي بعينه ولمس بيده حالة الشعب  والبلد الذي بات بين الموت والحرمان والضياع  لهذا هوالآن غيره من حزب الدعوة , هو الآن رجل إصلاح وتقويم وتصحيح ولكن كيف يكون ذلك وقد تسلم بلدا محتلا من أخطر تنظيم تكفيري كل العالم يحيط به وهو كمرض أوبيلا يتحول حتى من خلال الأطباء ليوقع الموت بين البلدان والناس .
هذا الرجل الآن بين ضغوط الأحزاب المكونة للعملية السياسية وبين ضغوط الأخطار ومصالح دول صار لا لها شأن ووجود على الساحة العراقية والأدهى أن هناك عين طامعة لا بل مُتأمرة تريد العوده المستحيلة مع  قناعتها أنها  غير قادرة , لكن أملها بما تبقى لها بفعل مخلفاتها بالجسد الحكومي للدولة العراقية المتفسخة ,  ومع أن  قناعتها بأن ذلك امرا مستحيلا لكنها تعتبره الورقة الأخيرة هي قشة الخلاص . فإذا ما تحرر العبادي من بعض قيوده وجعل العراق وليس حزب الدعوة مذهبه وسنده  سيذهب المالكي وبطانته  إلى مقصلة العدالة . فهو منذ تسلم مسؤولية مجلس الوزراء
 إستطاع أن ينجز الكثير رغم تنقله  بين حقول الألغام . إن ثمان سنوات من حكم المالكي ذهبت بخزينة العراق إلى جيببه وجيوب  الفاسدين من بطانته  حتى صاروا مؤثرين دوليا ووطنيا وصارت النزاهة حالة سيئة تستوجب القطع من جسد النهب اليومي المنظم , والأخطر أنهم يملكون تأثيرا إعلاميا وذمما متوحشة ما عادت قادرة على العيش بدون السرقة والإحتيال  وأخطر ما يطرحون الآن ويتبعهم  البعض ربما بحسن نية أو من منطلق وحي آخر عن  المائة يوم التي  قضاها العبادي في السلطة ، وكأنهم نسوا مائة يوم المالكي قبل  سنتين  مضت, أو نسوا ثمان سنوات أشد عجافا من سنوات يوسف ,
 قضاها المالكي وهو الأوحد  مع  معرفتهم بمدى حرية العبادي في إتخاذ القرار. ومن كثرة تأثير المالكي نشعر أن هناك رئسيي وزراء واحد علني مقيد ومكبل وآخر متهم بمئات القضايا لكنه يسير بلا مراقبة ولا ضغط , إن أول مهمات العبادي هي الإعلان عن من يملكون وثائق وأدلة وحقوق يتقدموا للقضاء  , سيقول  وغيره  وما يمنعهم من ذلك ؟ .  سنقول يمنعهم المنصب الذي منحته العملية السياسية له , فحين يجرد من منصبه سترى حجم الشكاوى المقدمة ضده .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب