وتلك ألآيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين 140- – البقرة – نال الخلافة أو كانت له قدرا .. كما أتى ربه موسى على قدر
في السياق العام لاتخرج حوادث ألآيام عن سنة مقدرة من قبل الله تعالى في اللوح المحفوظ , ومن هنا يكون علم الموهبة مكملا لعلوم تفسير وتأويل القرأن على الوجه الذي يبعث على ألآطمئنان , لآن المشتغلين بعلوم التفسير محكومون بتحصيل علوم اللغة العربية التي تبلغ ثمانية وعلوم الفقه وأصول الدين والناسخ والمنسوخ , وأسباب النزول والقصص , والمجمل والمبهم , ويبقى علم الموهبة حصرا من أختصاص المعصوم , وهنا تكمن علة ألآلتباس وأشكالية المعرفة التي يعاني منها كثير ممن لقنوا عدم وجود العصمة أو ممن أقتطعوها حيث لايجوز ألآقتطاع وأجتهدوا حيث لايجوز ألآجتهاد مقابل النص , فألآصطفاء وألآجتباء هو للآنبياء وألآوصياء ” أي ألآئمة ” وهذه الصفات مقرونة بالعصمة قال تعالى ” والنجم أذا هوى – 1- ماضل صاحبكم وماغوى -2- وماينطق عن الهوى -3- أن هو ألآ وحي يوحى -4- سورة النجم – هذه نصوص كريمة كاشفة للعصمة التي يكذب بها الجاهلون , وهناك نص كاشف للآصطفاء وألآجتباء في ألآية – 33- و -34- من سورة أل عمران وهذا النص من ألآية التي أفتتحنا بها مقالنا هذا وهو ” ويتخذ منكم شهداء ” والشهداء هنا هم المصطفون والمجتبون وهم المقصودون بالنص الكريم في سورة ألآنعام ” .. الله أعلم حيث يجعل رسالته .. ” – 124- ألآنعام – وعلى قاعدة القرأن يفسر بعضه بعضا قال تعالى ” ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألآرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” – 5- القصص – وكذلك النص المبارك في سورة الحجرات ألآية – 3- ” أن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ” ومعلوم أن هذا النص يشمل كل من ينطبق عليه مفهوم الصحبة لرسول الله وأن بعضهم لم يغضوا أصواتهم عند رسول الله “ص” فهم غير مشمولين بحديث أصحابي كالنجوم بمن أقتديتم أهتديتم , وأن هذا الحديث يخالف النص القرأني وعليه لايؤخذ به عند من يحترم النص القرأني ويعرف مداخيل الرواية وما أصابها من وضع شمل التدليس والعنعنة والقطوع التي لاتصل المنبع .
لقد قرأنا وسمعنا من يتحدثون عن مئة يوم من حكومة الدكتور حيدر العبادي وهم على قاعدة الناس بين قادح ومادح , والقدح هو الجرح في مصطلح الفقهاء الذين يتقدمون على رجال القانون لآن القانون في العراق والمنطقة مستمد من الوضعية الدولية , والوضعية الدولية لاتتطابق مع سنن العدالة ألآلهية ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالعدل ” ولكنها تظل أفضل بكثيرمن تطبيقات داعش والعصابات التكفيرية التي عاثت في ألآرض فسادا . وبين الوضعية الدولية وهوس عصابات التكفير تكون حكومة الدكتور حيدر العبادي في موقف حرج ومعضل , ومعضلات المواقف تحتاج عقول أهل البصائر وهم خبراء حل ألآزمات السياسية وألآجتماعية بما فيها ألآمن وألآقتصاد , وحكومة العبادي ليس فيها من تلك العقول , بل فيها من يعادي العقول المفكرة ويعمل على أقصائها , وهذا هو معنى التعطيل الذي طبع الحكم العراق بالفردية ونزواتها , وما يؤيد صحة هذا ألآستنتاج الموثق هو ظهور وجوه مع العبادي هي من تركات ومخلفات أحزاب وحكومات صنعت أزمة العراق بكل مستوياتها ألآخلاقية وألآقتصادية وألآمنية والسياسية , وهذه الوجوه شوهدت في مكاتب العبادي التي لانعرف عنها شيئا وعلى العبادي أن يكون شفافا ويصارح الشعب في كل شيئ لاسيما فيما يتعلق بالوجوه التي تناط بها مسؤوليات حساسة ويراد لها أن تكون في تحضير صناعة القرار , وفي موقع حل مشكلات الناس وأصلاح الفساد , وأعادة النظر بهيكلية الدوائر الحكومية وتحريرها من شرنقة الروتين الوظيفي الذي أصبح حصنا يتحصن به الفاشلون وأصحاب ألآمزجة المعقدة بعيدا عن الجهات الرقابية التي فشلت جميعها نتيجة ولاءات المحاصصة التي أصبحت وباءا لوث مناخ ومياه العراق وجرادا أكل خضرة العراق وأرزاق العراق , والجراد هم ألآحزاب والحكومات التي تعاقبت على العراق والتي لانأمل أن يكون العبادي ومكاتبه منها حتى لاينطبق عليه قول الشاعر :-
أذا كان أكل الجراد حرث قوم .. فحرثي همه أكل الجراد ؟
فأكل الجراد لايحل المشكلة في علم الجينوم والوبائيات وعلوم المناخ والضغط الجوي وتسونمات العصر ومستجداتها التي دمرت ربع مليون أنسان في لحظة صعق كوني غير محسوب بشريا وغير مسيطر عليه تقنيا , وداعش وألآرهاب التكفيري هو تسونامي ألآرهابي محسوب بحسابات اللوح المكتوب ومعدود من قبل الحفظة وهم الملائكة الموكلين بالبشر ” وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ” والدكتور حيدر العبادي في ثقافته يعرف هذا , ولكن في تطبيقاتها خلال المئة يوم لم نجد له مصداقا مما يضاعف مسؤوليته وسيطول موقفه أمام الله يوم الحساب وهذا ما لانتمناه له وأذا كانت خطوات التقارب مع الجوار جيدة , ألآ أننا ننظر للمضمون وليس للشكل , كما أن خطواته في محاربة الفساد لم تكتمل أذ شابها أستبدال وجوه مقطوع بفسادها بوجوه غير مقطوع بكفاءتها ونزاهتها وأخلاصها , وتبقى عملية أعادة بناء الجيش والشرطة وألآمن وألآستخبارات هي مسؤولية الجميع ولكن بشرط أن ينفتح العبادي على العقول المفكرة ولا يتردد في حسابات لم تعد مقبولة بعد كل الذي تعرض له العراق , ومما يؤخذ على الدكتور حيدر العبادي أنه لوحظ بروز بروقرطية أستعمال الهاتف والموبايل فهو لايرد على مكالمات من لايرد لهم طلب في عرف الشرع الذي أمر الحكام أن يقفوا على أبواب العلماء ونهى العلماء أن يقفوا على أبواب الحكام , كما أن الدكتور حيدر العبادي لايعذر في عدم معرفته بموقف النبي يوسف “ع” الذي لم يمنعه موقع النبوية من أن يقترح على فرعون مصر أن يجعله على خزائن ألآرض لآنه صاحب علم ينفع به الناس بأصلاح أقتصادهم وزراعتهم ” أجعلني على خزائن ألآرض أني حفيظ عليم ” – 55- يوسف – لذلك لم يكن العبادي متنورا بالنص القرأني عندما تلكأ وتباطئ الى حد ألآعراض كما نعلم عن مقترحات بعض ألآختصاصيين من أهل الفكر والمعرفة الذين من حرصهم على الوطن والمواطن قدموا مقترحاتهم التي ستظل حجة على من يعرف معنى الحجة بمعناها الشرعي .
أن مايقال ويكتب عن المصالحة الوطنية والحرس الوطني يفسده الحديث عن الحشد الشعبي التطوعي بلغة طائفية جبل عليها البعض بما يحقق قول الشاعر :-
لكل داء دواء يستطب به .. ألآ الحماقة أعيت من يداويها
والدكتور حيدر العبادي يواجه ومع كل المخلصين هذا التحدي الذي واجه أنبياء الله والمصلحين ولو أخذ ربك بما كسبت أيد الناس ماترك على ظهرها من أحد , وهو معنى ألآية وليس نصها , والذين حضروا مؤتمر أربيل أخطأوا مرتين : مرة لآنهم لم يقدروا ظرف العراق الذي يحتاج التكاتف والوحدة في مواجهة داعش أنطلاقا من بغداد , ومرة أخرى لآنهم أصبحوا مادة عملية لتصريف مقولة جوبايدن في تقسيم العراق وهو صاحب التصريح المدان ” أنا صهيوني ” والصهيونية هي من تتبنى المشروع الوهابي التكفيري وأدواته مثل داعش وجبهة النصرة وعلاج جرحى عصابات ألآرهاب التكفيري في مستشفيات أسرائيل هو دليل غير قابل للنقاش حول وجود تلك العلاقة التي ترتسم في المنطقة بشرنقة تضم ألآكراد كأستخدام لآغراض مشروع المحور التوراتي , وتركيا الدولة وليس الشعب هي أستثمار وظيفي من قبل أمريكا وألآوربيين , وهذا ألآستخدام لن يكتب له النجاح الدائم لآن ثقافة الشعب التركي هي لآبي حنيفة , ولصوفية محي الدين بن عربي ورقصة المولوية من علاماتها .
ولذلك على الذين حضروا مؤتمر أربيل أنهم بضاعة مصادرة في مزاد أمريكا التي عجزت عن حصار كوبا , وستعجز عن حصار الجمهورية ألآسلامية في أيران , مثلما ستعجز عن حصار روسيا وجزيرة القرم , وستعجز عن محاولاتها في تفتيت سورية والعراق , وأن حققت نتائج جزئية فأنها لن تتحول الى حالة دائمة لآن التخدير الذي تعرض له الشعب العراقي في وعيه وثقافته هو ألآخر لن يدوم , وستكون صحوة الوعي الباطني الذي يختزنه الشعب العراقي والذي لازالت مسيرات الزيارات الدينية الى كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء تشكل تحديا مستمرا لتوليد ثقافة القيم وأستنهاض روح الثورة المثقفة بألآيمان لآسقاط تراكمات سايكس بيكو ومستجدات مايسمى بالربيع العربي ومخططات الطوق النظيف والشرق ألآوسط الجديد والفوضى الخلاقة وظاهرة داعش المخطط لها في دهاليز صناع تلك المشاريع المعادية لحرية الشعوب وحقوقهم التي بلغت منتهى التعسف لما جرى للشعب الفلسطيني المظلوم ومايجري للشعب البحريني من أعتماد تجنيس ثلاثين ألف من الباكستانيين وألاف غيرهم لجعل أتباع مذهب أهل البيت هم ألآقلية , وأمام هذه التوجهات عقبات تصل الى حد ألآستحالة ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” .
وعلى أخواننا في محافظات نينوى وألآنبار وصلاح الدين وكركوك أن يعوا ويتيقنوا أنه ليس لهم من حاضنة أمنة سوى وحدة العراقيين ووحدة العراق , وسيكون للآخوة ألآكراد نفس المصير من خيبة أمالهم من كل الدعوات والمشاريع الغربية الصهيونية .
وعلى الدكتور حيدر العبادي أن يعرف أن ألآشكالات التي حدثت مع الصحوات ومع ولاءات بعض رؤساء العشائر العربية ومع بعض العاملين في السياسة وهم ليسوا ساسة حقيقيين ستظل تشكل مشكلة للحكم الفدرالي المركزي في العراق , ومشكلة من هذا النوع لايمكن مواجهتها بعقول غير مجربة سياسيا وغير معروفة فكريا , وبعد مئة يوم لازال الدكتور حيدر العبادي بعيدا عن العقول المفكرة ولم يتحرك بأتجاه تشكيل خلية عقول لحلول أستراتيجية , وما رأيناه الى ألآن من تغيير لايتعدى أنتقالات لاتمس عمق التراكم والهيكلية التي أنتجها الفساد بحيث أصبحت بعض الوجوه الفاسدة تركب موجة مايسمى بألآصلاح ولم يكن أصلاحا حقيقيا , وأنما هو تدوير زوايا ليخدع المواطن وتبقى المراوحة تعطي لعصابات ألآرهاب التكفيري مزيدا من فرص البقاء العبثي والذي لايملك قابلية على ألآستمرار والحياة لولا أجندات خارجية , وحاضنات لاتعرف ماذا تريد وأين تتجه سوى ترديد شعارات طائفية
الوضع العراقي خطير لجهة ألآمن بعد دخول داعش ألآرهابية وألآقتصاد لجهة أنخفاض أسعار النفط , والفساد لجهة تمدده في مفاصل الدولة والمجتمع , وحالة من هذا المستوى تحتاج الى معالجات طارئة وسريعة مثل : أيقاف هدر المال في دوائر الدولة مثل سحب السيارات من رؤساء ألآقسام في كافة دوائر الدولة , أيقاف توزيع كارتات الموبايل , أيقاف ألآيفادات كافة بأستثناء البعثات الدراسية العلمية منها , سحب أفواج الحمايات , ألغاء صحة الصدور بأستثناء مايخص الشهادات المدرسية , أعادة النظر بالمعتمد البريدي , وتنظيم بريد ألآتصالات بما يضمن عدم هدر الوقت , سحب ألآراضي والعقارات التي أعطيت للوزراء والنواب وقادة الجيش والشرطة وأصحاب الدرجات الخاصة , سرعة ضبط التحويلات المصرفية , أن سرعة أصدار القرارات لاتحتاج الى وقت طويل وأصدار مثل هذه القرارت هي اشارة لكل المسؤولين وأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس المحافظات أن لايضلوا غير مكترثين بأحترام المواطن فقد نقل لي هذه ألآيام من أثق به أنه في شارع دمشق في بغداد تقوم حماية بعض المسؤولين بمضايقة سيارات المواطنين وأسماعهم كلمات نابية , كما نقل لنا من نثق به أن عضو مجلس محافظة في بابل يزور ضابطا مسؤولا لآحد أقسام الشرطة ويقول له من يتعرض لك ” أكسر ظهره ” علما بأن ذلك الضابط كما يقول الثقاة هو من المتورطين بالفساد , فأذا كان لايزال لدينا مثل هذه النماذج المسيئة والحكومة على ماهي عليه من تأخير الآصلاح والحسم , فأن الفاسدين سوف يستغلون ذلك لزيادة الفساد وألآفساد .
ويبقى الدكتور حيدر العبادي معروفا بنزاهته وأخلاصه , ولكن اليد الواحدة لاتصفق , والمسؤولية مسؤولية الجميع وألآمر لايتوقف على مائة يوم فأمامنا مزيدا من ألآيام أن شاء الله والتي جعلها الله مداورة بين الناس وتلك حكمة وعدالة.