احتفلت الحكومة العراقية بمئوية الدولة العراقية في ظل تراجع الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية وعدم الاستقرار الذي يواجه شتى طبقات المجتمع العراقي وهم يعانون من شغف العيش ومنهم الملايين ممن يعيشون تحت خط الفقر والبلاد تصنف من بين اغنى بلدان العالم بوجود شتى أنواع الثروات ولكن بغياب العدالة وسوء استخدام السلطة و انتعاش كبير لمافيات الفساد حرم المواطن الفقير من التنعم بهذه الثروات . على مدى عقود طويلة لم يستقر العراق وفيه كثير من الازمات والحروب والسرقات وتزامن كل ذلك باحتلال البلاد سنة 2003 وتقسيم المكونات وتنامي الجماعات الارهابية والتكفيرية والحرامية وسقطت بعض المحافظات بين تلك العصابات ووقعت التضحيات وزادت المعاناة بظل هدر الثروات وتوزيع غير عادل للموازنات الضخمة والانفجارية وجلها ذهبت بجيوب اللصوص والحرامية ولم يستفيد بعض الملايين من طبقات الشعب المحرومة في ظل وجود وزارة تخصص لها المليارات ويبقى المواطن حيران ويفكر بالإيجار وبالكهرباء وارتفاع مستمر للمواد الغذائية وزاد الطين بله ارتفاع سعر الدولار وزادت نسبة الفقر والحرمان
عدم وجود الاستراتيجيات والتخطيط الصحيح من جراء تسلط بعض الاحزاب السياسية الماسكة للسلطة بالنار والحديد بحجة الديمقراطية والحرية والمواطن يتحسر على أبسط الخدمات البلدية والصحية والغذائية .
مضت 100 عام على إعلان دولة العراق الحديثة، حيث وجد القائمون على الدولة العراقية اليوم في تنصيب فيصل الأول بن الحسين ملكا على بلاد الرافدين عام 1921 مناسبة لتكون العيد الوطني للدولة. وفي بغداد وداخل المنطقة الخضراء، احتفل زعماء سياسيون وعدد محدود من الضيوف بمئوية الدولة العراقية على أنغام الموسيقى التراثية، وفي أجواء لم يظهر عليها التجاذب السياسي، في حين غابت الاحتفالات عن شوارع وأحياء العراق والاحتفال الذين يتربعون على عرش السلطة ويتنعمون بخيراته إيرادات البلاد . أما خارج أسوار المنطقة الخضراء فلم تكن هناك أي مظاهر للاحتفال بهذا اليوم وقد مر مرور الكرام . كأن العراقيين ينتظرون بسط الدولة سيطرتها على كل مفاصل الأرض العراقية كما يجب، لتبدأ الاحتفالات بعراقهم المنشود بلا أي صراعات مسلحة أو مذهبية، وفق متابعين وكل الساسة ديدنهم الوصول الى السلطة وتهميش المواطن وترك الوطن فيما بعد . يوم 23 آب 2021 هو الذكرى المئوية الاولى لتتويج ملك لأول دولة تحمل اسم “العراق”. فالبلاد لا تشهد ایة فعاليات تخليد تلك الذكرى ولم و لن تعلن السلطات عن ایة احتفالية حتی ولو بسيطة في آي شبر من اراضيها، لا في الايام الماضية ولا في الأيام المقبلة او على مدار هذه السنة. وهذا بعكس مما رأيناه في بعض دول الجوا إجراء الاحتفالات الجماهيرية في البلاد شكل روتني اعلامي لغرض تسويق الانجازات الوهمية والشكلية في ظل هذا النسيان والتجاهل المتعمد للشعب واكل المحافظات تعاني من نفس المشاكل والازمات باختلاف الاوضاع و والشعب ينتظر ماهو احسن بعد هذه المئوية المؤلمة لغرض النمو والاعمار للأجيال القادمة حصريا .