15 نوفمبر، 2024 5:03 ص
Search
Close this search box.

مئة عامٍ من الحروب يا عرب!!

مئة عامٍ من الحروب يا عرب!!

الإعداد لحرب المئة عام بين العرب يمضي على قدم وساق , وهو على أشده منذ إفتراس العراق في عام ألفين وثلاثة , ولن تقوم قائمة للدول العربية التي سقطت بين مخالب المفترسين , ولن تستعيد أنفاسها , وإنما ستبقى مضرجة بالدماء, وتنهال عليها الصولات من كل حدب وصوب.

فالعرب ربما ينفذون مشروع حرب المئة عام وأكثر , حتى تجف منابع النفط , وتصبح أرضهم خاوية على عروشها , وعندها سيكونون أضياعا وكينونات مملوكة وتابعة للقوة التي عليها أن تتسيد , وتتحكم بمصيرهم وتستعبدهم إلى أبد الدهر.

بدأ المشروع في العراق وقفز إلى ليبيا وسوريا واليمن , ونجت منه مصر بأعجوبة , وهو في حالة إستعداد للقفز إلى دول عربية أخرى , لا تزال على قائمة الأولويات وسيحين وقتها , وسقوطها في جحيم الويلات المتأجج , والذي يبدأ إيقاده في النفوس والعقول أولا , ومن ثم التعبير عنه بالسلوك الدموي الفتاك.

تلك حقيقة المأزق العربي المعاصر الذي يتنامى ويستعر , والدنيا الأجنبية والإقليمية تشيح الطرف عنه, أو تسعى لصب الزيت على نيرانه , فلا أحد من القوى الإقليمية والعالمية يريد إطفاء النيران , وإنما مصالحها تقتضي أن ينشغل العرب بتدمير بعضهم , وإنهاك وجودهم , والتنازل عن ثرواتهم ونفطهم , مما يوفره بأسعار زهيدة جدا للعالم المتحضر المتنعم بخيرات النفط , والعرب يحترقون بنيرانه.

قد يقول قائل ما يقول , لكن الواقع الأليم يتكلم بوضوح صارخ , ويقول , أنك إذا أردت أن تصادر ثروات أي مجتمع فعليك أن تشغله بنفسه , وتثير الفتن والإضطرابات فيه , وتجعله يعتمد عليك في السلاح , الذي ستورّده إليه وتأخذ منه ثرواته بأبخس الأثمان , لأن الأطراف المتنازعة ستكون مؤهلة ومتهالكة للإعتماد على الآخرين بمدها بالقوة والسلاح , أي أن جميع الأطراف تتحول إلى دمى وآلات لتنفيذ مصالح القوى الطامعة بثروات البلاد.

وهكذا فالعرب مقبلون على قرن الإفتراس الحضاري اللذيذ الذي بدأت طلائعه في العراق , وستمضي إلى بلاد العرب أوطاني , ما داموا يتعاملون بآليات الحمل الوديع , ولا يثقون ببعضهم , ويرتمون بأحضان الطامعين بهم , ويرفعون شعار صديق عدوي صديقي.

وهي حقائق مرعبة تكشفها الأحداث والتطورات , والتفاعلات الساذجة أو المبرمجة , التي تقوم بها العديد من الأنظمة , التي ربما تؤدي دور الوكيل أو الدمية في تطوير هذا المشروع التدميري التخريبي البشع , الذي إستشرى في أصقاع كبيرة من أرض العرب , ولا يمكن تبرأة الأنظمة والحكام من المساهمة في إطلاقه , توهما منها بأنه سيحافظ على بقائها في سدة الحكم , وتتناسى إن الذي يفعل هكذا يكون عرضة للرمي في سلال النسيان والهوان.

فهل أدرك العرب متوالية الدمار التي يتحركون فيها كأرقام , وهل سيعودون لعروبتهم , ويتحدون لكي يرعوي المفترسون وينهزم الظلام؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات