18 ديسمبر، 2024 9:02 م

مئآلات تصارع الشرق والغرب للإستحواذ على منطقتنا العربية

مئآلات تصارع الشرق والغرب للإستحواذ على منطقتنا العربية

والرمال المتحركة التي ستبتلع كل الاطراف!
ان ما شهده الشرق الاوسط من نزاعات و صراعات مبرمجة ومخطط لها مسبقا خلال عقود طويلة,..
وصولا ً الى ما آل اليه الحال اليوم من صراع هستيري و علني لفرض النفوذ و للإستحواذ و السيطرة على منطقتنا العربية,
بين الدول الاقليمية التابعة , و الدول الكبرى اللاعبة,
و التي تُحكم السيطرة على العالم كله اليوم,
وفق شريعة الغاب الذي جعلته هذه الدول بمثابة الدستور الذي يحكم العلاقات بين شعوب وامم العالم لتضمن إستمرار هيمنتها على الشعوب ومقدراتها..
و اندفاع هذه القوى اليوم لفرض وجودها على منطقتنا العربية كأمر واقع,
وفرض خرائط جديدة على منطقتنا العربية وشعوبها سواءا ً كانت جغرافية ام سياسية,
وبالرغم من ان هذه هي السياسة المعلومة والهوية المتعارف عليها لكل مستعمر,
لكن اندفاع هذه القوى المارقة كلها في آن واحد الى منطقتنا العربية وفي المكان والرقعة الجغرافية ذاتها يؤشر الى عدد من الحقائق,
وكما يؤشر الى عدد من النتائج الحتمية الوقوع ,
فأما الحقائق فهي مسلم بها:
و هي ان كل الاطراف اللاعبة اليوم على خريطة شرق الاوسط ومنطقتنا العربية,
يجمعها مستوى واضح ومعلوم من التحالف والتفاهم والتواطؤ فيما بينها على تقاسم المنطقة العربية,
والمشاركة في رسم الخارطة الجغرافية للمنطقة العربية من جديد وتقاسم مناطق الهيمنة والنفوذ و على حساب شعوب امة العرب و أرضهم و ثرواتهم,
وهذه هي الحقيقة المجردة الناصعة البياض..
مهما حاولت هذه الاطراف الادعاء عكس ذلك,
ومهما حاول ملالي طهران الادعاء بنزاهة المقاصد او التمسح بشعارات الانتصار لمذهب الاجداد آل محمد او الادعاء بالحرب على الارهاب مع شركائهم.
فأطماعهم التوسعية و القواعد التي يرتكز عليها دينهم الذي جاء به ابن سبأ و اسماعيل الصفوي والخميني,
وما فعلوه بالعراق وشعبه منذ عام 1980م مرورا ً بمرحلة الغزو و قيادتهم لحرب الابادة الشاملة ضد اهل العراق منذ 14 عام وحتى يومنا,
وما اقترفوه من فضائع ومجازر في كل مدينة وقرية في العراق,
وما اقترفوه من مجازر وفضائع في سوريا وتهجير اهلها والتنكيل بهم,
وما اكملوه من جرائم في اليمن ,
كل ذلك كفيل بمعرفة النوايا التوسعية والاطماع والاحقاد المجوسية الهوى ضد امتنا وارضنا وديننا وثرواتنا,
وما كان ظهورهم في زماننا و علوهم شانهم الا مسار مرسوم ومخطط له مسبقاً,
و أداة من ضمن الادوات التي اوجدتها و احيتها الاطراف التي تعمل من وراء الكواليس,
لإستثمار الحقد التاريخي على الامة العربية الاسلامية والذي يمثله المجوس وقوميتهم ونارهم المقدسة ودولتهم الغابرة,
و التي زالت على يد الاجداد العرب الفاتحين واطفئوا نارها المدنسة..
و قد وظفتهم هذه الاطراف الظلامية التي تعمل من وراء الكواليس بإتجاه تذليل العقبات والمساعدة في طمس الوجود العربي الاسلامي من المنطقة العربية!
لإستبدال الشعوب العربية الاسلامية بشعوب اخرى دخيلة على الامة !
وهذه ما اتقنته دولة المجوس القائمة في طهران ومنذ ان اعتلى الخمني سدة الحكم هناك بعد ثورتهم البائسة.
بالاضافة الى ذلك فمهما حاول الترك ايضا التمسح بزمن العثمانيين الغابر ودينهم المصطنع و مهما حاولوا التمسح بالدفاع عن الاسلام للضحك على ذقون السذج والمغيبين والمغرر بهم,
او أتباعهم من الاخوان المتأسلمين فلن يمحوا عنهم تاريخهم الاسود المليء بالخيانة والغدر والاطماع,
فما اقترفه العثمانيون اصلا من مجازر بحق شعوب الامة ومحاولاتهم على مدى قرون لطمس معالم وهوية الامة العربية الاسلامية,
لتغييب ارثها ودورها الحضاري, كفيل بمعرفة حقيقة معادن هذه القبائل البربرية التي قدمت الى المنطقة من اواسط اسيا,
وبعد ان امضوا قرون في خدمة العرب و خلفاء بني العباس,
فأنقلبوا على الامة واستغلوا ضعفها واسقطوا الخلافة العباسية الهاشمية القرشية الشرعية!
فلم يوفروا جهدا ً و على مدى قرون في البطش بالامة و قطع ماضيها بحاضرها ونهب ثرواتها,
و محاولاتهم لجعل ابناء الامة خدما وعبيدا عندهم,
ويكفي من التاريخ ذكر مجازرهم المتوالية في الشام و العراق ومصر و جزيرة العرب,
ومحاولاتهم التي لم تتوقف حتى سقوط اخر سلطان عثماني في طمس الوجود العربي لكيلا يعود العرب الى تاريخهم ليعلموا بان العالم كله قد فقد بوصلة الحق والنور المبين عندما ابتعد العرب عن قيادة الامم,
و ان من عمد الى تغييب الوجود العربي الاسلامي هم الغزاة العثمانيون البرابرة,
الذين لم يكتفوا بكل ما فعلوه من جرائم و نهب للثروات وقتل لابناء الامة و تغييب للهوية,
بل جعلوا كل شعوب الامة العربية الاسلامية مجرد خدم وعبيد عن السلاطين العثمانيين ومجرد رعايا في خدمة العرش العثماني البربري!!
فمحقهم الله الى غير رجعة!
ومن السخرية بمكان ان نجد بعض لقطاء التاريخ وهم يحاولون طمس الحقيقة للتغرير بانباء الامة ,
عندما يسوقون بانه لولا العثمانيين لما توقف المد الصفوي الفارسي ضد الامة و ان العثمانيون لهم الفضل في الدفاع عن امة العرب!!
وكأن العرب قطيع من الخراف تحتاج الى ضباع وكلاب لتدافع عنها!!
فاي تزييف وتزوير للتاريخ هذا؟!
وهل كانت الجيوش التي قاتلت الصفويين الا عربية خالصة؟!
و سوادهم من ابناء الامة الذين كانوا يساقون كالأنعام للخدمة الالزامية في خدمة العرش العثماني؟!
وهل كان حروب العثمانيون ضد الصفويين او ضد الغرب هي لنشر الإسلام العربي؟!
ام لنشر القرآن العربي ؟!
ام للحفاظ على شعوب العرب و الحفاظ على هويتهم العربية التي هي هوية الاسلام الحقيقي ؟!
ام هو للحفاظ على ما نهبه العثمانيون من ارض الامة وثرواتها لتبقى اقطاعا ً خاصا ليتمتع بها صعاليك ولصوص بني عثمان؟!
وجاء من بعدهم الملاعين الترك من علمانيهم وتبعهم اخوان الترك ,
الذي لم يتوقفوا يوما عن التأمر على الامة وشعوبها وبكل اصنافهم وهويتهم وتوجهاتهم,
و يلبسون لبأس الضأن وفي حقيقتهم ضباع تنهش في جسد الامة!
ويكفي ما اقترفوه من جرائم في حلب والباب و ريف حلب وادلب لتكون آية لكل ذي بصيرة,
بعد ان استولوا على انطاكيا العربية الاسلامية وراحوا يحاولون الى يومنا طمس هويتها العربية الاسلامية,
وغيروا اسمها واسم شوارعها وجبالها ووديانها !
على امل ان تاتي اجيال جاهلة بالتاريخ ولا تطالب بها؟!
وتناسوا بان هذه الارض عربية , بل وتتنفس وتتكلم بلغة الضاد!
و من قبلها الاناضول العراقية الاشورية الأكادية العربية الاسلامية الاموية ومن ثم العباسية.
والتي لم يكتفي الترك بأستباحتها بل انهم يشيعون على لسان مسؤوليهم اليوم بان الموصل وكركوك وصلاح الدين هي من املاك عبد الحميد سلطانهم!!
ولا نعلم هل كانت ايضا مدينة القدس الشريف من املاكه؟!!
ولذلك وهبها للبريطانيين مقابل ان يبقوا عليه جالسا على العرش,
ولكن البريطانيين على عادتهم في الخيانة لم يفوا بوعودهم فبعد ان اعطاهم فلسطين, خلعوه وارسلوه الى مزابل التاريخ مع اجداده وهو مكانهم الطبيعي!!
وكذلك فمهما حاول الروس التباكي بدموع التماسيح على شعوب العالم وخوفهم من استفراد الامريكان شركائهم في الطغيان بالعالم ,
والادعاء بان دخولهم الى منطقتنا العربية هي بدعوه من حلفاءهم في دمشق,
ومهما رفعوا من شعارات زائفة كالحرب على الارهاب وغيرها من شعارات زائفة انتجتها وروجت لها اقبية الاستخبارات الامريكية والروسية والبريطانية,
ومهما حاولوا الادعاء بعدم وجود اطماع لهم في منطقتنا العربية وثرواتنا,
فيكفي ذكر مجازرهم بحق شعوب الشيشان و افغانستان وطاجكستان المسلمة,
لنعلم حقيقة الحقد الدفين على امة العرب والاسلام!
ونعلم حجم الجرائم التي ارتكبها هؤلاء قرناء الشيطان بحق كل ما يمت للامة العربية الاسلامية بأية صلة!
ويكفيهم جرما بحق الامة والعالم … ان كان ولا زال الخزر الاشكناز القوقاز اليهود من رعاياهم ويكفيهم جرما بانهم كانوا ولازالوا يعملون جاهدين لجعل هؤلاء الاشكناز هم المسيطرين على العالم كله وليس فلسطين وحدها,
وهل من يحكم امريكا وبريطانيا و كيان بني صهيون واغلب دول اوربا الا من هذا العرق والاصل؟!
اما دولة الطغيان العالمي امريكا..
فجرائمها واطماعها في كل ركن من اركان العالم معلومة لكل فرد من بني البشر,
و لقد استجار منها كل بني البشر على اختلاف السنتهم والوانهم,
بل لم يبقى فرد من بني البشر وفي كل ركن من اركان العالم الا واصابه لهيب من نيران هذه العاهرة ,
التي احرقت العالم وشعوبه بطغيانها واطماعها وعنجهيتها واستكبارها,
و اطماعها في ارضنا العربية و بشكل خاص لا تحتاج الى نظريات او براهين,,
لذلك فمهما حاولت اي من هذه الاطراف خداع العالم و شعوب المنطقة بنزاهة غاياتها فذلك لا يمرر الا على نوعين من البشر,
السذج والمغيبين و هوائم الناس,
او المتواطئين مع هذه الاطراف من العملاء والخدم و المرتبطين عضويا بهذه الاطراف كل حسب مصلحته وانتماءاته العقدية و القومية,
ومهما حاولت اي من هذه الاطراف الادعاء بعداء مزعوم ومزيف مع الاطراف الأخرى!!
فذلك يندرج ضمن لعبة تبادل الادوار المتفق عليها بين هذه الاطراف,
لخداع شعوب العالم وشعوب المنطقة العربية بشكل خاص حتى اكمال المخطط,
لذلك نراهم دائما ما يتبادلون الادوار لضمان بقاء واستمرار اللعبة قائمة حتى الانتهاء من تحقيق الاهداف المرسومة للمنطقة!
وفق ما خططت له الجهة التي تحرك كل هذه الاطراف سواءاً الاطراف الدولية العظمى او الاقليمية الطامحة الطامعة بشيء من ما قد يجود به الكبار عليهم!
وكذلك فانه من انصع الحقائق على الارض,
هي ان كل الاطراف المتنافسة على رقعة اللعب في الشرق الاوسط قد اجتمعوا على التأمر على امة العرب والاسلام!
سواء كانت هذه الاطراف اقليمية طامعة كأيران و تركيا ام دولية إستعمارية كامريكا وروسيا وكيان بني صهيون وبقية دول اوربا ,
وأعتبروا بان العرب اليوم هم الوليمة التي اجتمعت عليها هذه الضباع,
وأن الوجود العربي هو المستهدف في هذه المؤامرة,
فالعرب اليوم يمثلون اليوم الحلقة الاضعف في هذه الصراع بعد ان جردوا الامة من كل الادوات والوسائل التي كان من الممكن ان تستعملها لتفرض على كل الاطراف المتآمرة الوقوف عند حدها..
و اما من اهم النتائج الحتمية التي نراها ونبصرها بعين اليقين والحقيقة..
بان العالم كله اليوم محكوم بما ستؤول اليه نتائج هذا الصراع على ارضنا العربية,
وان حلبة الصراع باتت حدودها واضحة بالعراق وسوريا و سيأتي دور مصر لاحقا ً,
و هذه الحلبة هي من سترسم آلآليات التي سيُحكم بها العالم كله وليس الشرق الاوسط فقط وبعد نهاية هذا الصراع!
فلا يمكن ان يبقى العالم محكومًا بنفس الآليات او الاطراف التي سيرت النظام العالمي خلال القرن الاخير,
كما لا يمكن ان يبقى العالم خاضعا لذات المنظومة و النظام الذي فرضته بريطانيا على شعوب العالم,
يوم كانت تسمي نفسها الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس!
انه من المسلم به .. بل لا يختلف عليه اثنان ..
بإن انتقال الصراع بين ما تسمى القوى العظمى,
من منافسة سياسية و تسابق في التسلح و بسط نفوذ من خلال عقد التحالفات مع دول العالم المختلفة,
ليتحول هذا الصراع اليوم للاستحواذ على منطقتنا العربية و ليدور ايضا على جغرافية وارض منطقتنا العربية,
هو بسبب الأهمية الحيوية والإستراتيجية و الجيو سياسية لمنطقتنا العربية،
بالرغم من ان هذا التحول و الصراع قد يفضي في نهايته الى حرب عالمية شاملة قد تُهلك كل الاطراف المتصارعة,,
لان هذه الحرب في حال اندلعت فلا يمكن لاحد ان يتنبأ بنهايتها,
لكن يمكن لنا ان نجزم جميعا ً بأنها لن تكون تقليدية!
وهذا ما تم التخطيط له مسبقا ..
من قبل الجهة التي تحرك كل هذه الاطراف في الخفاء والعلن,
و التي ساقتهم الى منطقتنا العربية مستغلة طمعهم وعنجهيتهم وحبهم للسيطرة و النفوذ و الثروات و الاستحواذ,
وبعد كل هذا فطبيعي جدا ً ان تعتقد هذه الجهة و التي كتبت فصول وحلقات هذه الرواية بأن النتائج ستكون محسومة لصالحها في النهاية!
وانها قادرة على التلاعب في كل شيء سواءاً كانت الادوار ام الشخصيات التي تؤدي هذه الادوار ام السيناريو,
وانها قادرة ايضا على التحكم في حيثيات هذا الصراع وتواريخه و مكانه!
ولكنها اغفلت اهم جزئية تخص هذه المنطقة..
وهي ان هذه الارض و شعبها مرتبطين بقدر أزلي سماوي, والتاريخ اكبر شاهد على ذلك,
فكم من الامبراطوريات الطامعة قد مرت على هذه المنطقة,
والتي خرجت بخفي حنين ولم تستطع ان تقتلع او تزيل عروبة هذه الارض ولن تزيل اسلامها,
فهذا القدر لم يخطه احد من البشر..
ولا يمكن لاي جهة مهما كان لها من القدرة والامكانات او التأثير على ان تغير هذا القدر,
و لن يكون لهذه المنطقة وشعبها الا ذلك القدر الازلي ..
القدر الذي محى اي وجود للامبراطوية الساسانية والرومية و العثمانية و البريطانية بالرغم من غزوهم لها لقرون طويلة,
و ان الحقيقة التي تذهب اليها كل الاطراف الطامعة سواءا ً الاقليمية أو الدولية و التي تتصارع اليوم على ارضنا,
و معهم كذلك الجهة التي تحرك كل هذه الاطراف و تحرك الاحداث بما يخدم تحقيق الاهداف التي خططت لها مسبقا..
هي بأن كل الاطراف لن يكون لهم اي نصيب في هذه المنطقة..
وان وجودهم على هذه الارض سيكون سببا مباشرا ً لزوالهم في القريب العاجل,
سواء بحروب مباشرة فيما بينهم طمعا ً بالاستفراد بها من قبل هذا الطرف او ذاك,
او من خلال غرقهم بالرمال المتحركة التي دائما ما ابتلعت امبراطوريات قبلهم على هذه الارض,
وان ما يجري اليوم هو استدراج حقيقي لهذه القوى المارقة المتغطرسة,
اقليمية كانت ام دولية,
ليكونوا وقودا للنيران التي ستستعر و في اية لحظة.