18 ديسمبر، 2024 3:59 م

مؤيد اللامي..ونقابة الصحفيين.. مسيرة حافلة بالنجاحات في عيدها الـ (152 )

مؤيد اللامي..ونقابة الصحفيين.. مسيرة حافلة بالنجاحات في عيدها الـ (152 )

في وقت تستعد نقابة الصحفيين العراقيين للإحتفال بالذكرى الـ (152) لعيد الصحافة العراقية ، مايزال نقيب الصحفيين العراقيين الأستاذ مؤيد اللامي، هو ربان هذه السفينة منذ أكثر من 15 عاما، وهو من يقود مسيرتها المكللة بالنجاحات والتألق الى شاطيء الأمان!!

ومن محاسن القدر أن وهب الله نقابة الصحفيين العراقيين وخصها بكفاءت ونخب وكوادر ثقافية وإعلامية متمرسة ، منذ عشرات السنين، وهي تشارك نقيبها المثابر عبء مسيرة رايتها وشعلتها الوهاجة مع كواكب الأسرة الصحفية ونخبها المثقفة، التي تحملت عبء مسيرة أن تبقى هي السلطة الأولى ، التي تتصدر واجهة الأحداث، لتثبت أنها قادرة أن تعيد لها عنفوانها وشموخها،الى حيث يتمنى العراق أن يكون!!

ونقابة الصحفيين العراقيين ، تحظى بإحترام الشعب العراقي وتقدير كل أحراره وشرفائه ، وأعمدة تأريخه المضيء من رجالاته الأشاوس، لما لها من دور طليعي، في أنها ستبقى منارة الإبداع ، وقد تجاوزت مكانتها الى ساحة الوطن العربي حيث ترأس السيد مؤيد اللامي أكبر منظمة عربية وهي إتحاد الصحفيين العرب، الذي يفخر بأن العراق هو من يحمل لواءها، في أكثر ساحات المواجهة تحديا ، ليكون قائدا للعرب، ولراية صحافتهم ، في حين لاتولي الحكومات العراقية إهتمامها لنقابة الصحفيين داخل بلدها ولا تقدر المكانة التي وصلت اليها ، برغم انها تعد مفخرة للعراقيين وكل العرب!!

والصحفيون والإعلاميون والشعراء وكل النخب الثقافية والفنية وفي مختلف سوح الإبداع ، كانوا على الدوام هم من بنوا لصاحبة الجلالة القصور التي تليق بها، وهي وإن ارتبطت بذكرى تأسيسها في جريدة الزوراء عام 1869 ، إلا أن التأسيس الفعلي لدورها إنطلق منذ أيام قبائل العرب في العصر الجاهلي ، حيث كان الشعراء العرب ومن يعدون واجهة إعلامها هم الناطقون والمتحدثون بإسمها ، وهم فرسانها الى حيث تصهل الكلمة ويشع بريقها لتناشد الضمير والوجدان، وتحيي قيم الخير والفضيلة ، ويبقى عنفوان البطولة والتصدي للتحديات ، هو الواجهة الأولى لمن تحمل عبء أن يكون هو في مقدمة الركب ، ومن كانوا قناديل تضيء درب مسارهم الى مناهل العز والكبرياء ، ولم يكن عصر الإسلام بأقل شأنا في الإهتمام بوجوهها البارزين من الشعراء والناطقين بإسمها، وبخاصة ممن إنبرى منهم ليقود رسالة الاسلام الى حيث يأمل العرب أن يوصلوا تلك الرسالة الى أصقاع الارض، وتوالى تأثيرها من بعده على مر الأزمان والعصور، وهي تؤدي رسالتها على أكمل وجه!!

لقد بذل السيد نقيب الصحفيين العراقيين الأستاذ مؤيد اللامي كل جهده ، ولفترات متعاقبة، طيلة تلك السنوات العجاف، مع الرئاسات الثلاث وكل المعنيين بالشأن الإعلامي، وبذل الرجل جهودا مضنية مع الجميع، وشرح لهم ما تعانيه الأسرة الصحفية وكوادرها من هموم ، وما ألم بها من محن ووطأة العيش الثقيلة على عوائلها، وبرغم كل الوعود التي قدمها رؤساء الوزارات ورئاسات الجمهورية والنواب ، وحتى السلطة القضائية، إلا أن كل تلك الجهود لم تسفر عن نتيجة تحل أزمات هذه الشريحة ، أما ” المنحة الموعودة” التي قطعت عنهم ظلما لسنوات طويلة، فقد وصلت أخبارها الأخيرة الى أرقام مخجلة ، تكاد تعد “إهانة” للأسرة الصحفية وليس تكريما لها، وما وصلت أليه أحوال تلك النخب لايسر في كل الأحوال، لكن الرجل إتخذ من بعض المبادرات الشخصية تجاه زملاء المهنة ، منها تكريم إبداعات البعض منهم بشكل شخصي، أو بمساعدات من صندوق النقابة ، بما يرفع عنهم غائلة الحاجة والحرمان، لكنها تبقى قاصرة ولا تداوي جرحا كما يقال!!

وبرغم ظروف ما حل بالبلد من أزمات ومصائب حروب وأمراض خارج إرادة الكون، في عصرنا الراهن، وما جرى من تجاهل لدور صاحبة الجلالة وإهمال لروادها ومنتسبيها ، من قبل الحكومات المتعاقبة في عصور الديمقراطية التي يدعون، وعدم منحهم ما يستحقون من إهتمام ورعاية، ترتقي الى حجم التضحيات الجسام التي قدمتها وقوافل شهدائها الأبرار في ساحات المواجهة مع أعداء العراق، وميادين الإبداع التي رسمتها عقول نخبها وكوادرها وخطتها أناملهم ، وهم الذين حافظوا فيها على شرف أمتهم وبلدهم لتبقى رايته خفاقة في الأعالي، الا أن تلك الشريحة الواسعة التي تضم خيرة نخب العراق ومثقفيها وحاملي مشعل نهضتها، أبوا إلا أن تستمر مسيرة دربهم ، غير آبهين بالتحديات ونوائب الدهر، وهم مايزالون سارية شموخ العراقيين الى حيث المعالي، والى أن يضعوا لبلدهم العراق ، خارطة طريق نهوضه وتقدمه ، وهو الذين كان على الدوام، مشعل حضارات المنطقة وبريقها الأزلي المتوقد عطاء وابداعا وبطولة وكبرياء!!

لقد وقفت الصحافة العراقية وكل الإعلاميين الشرفاء الى جانب الشعب العراقي وشرائحه وحملت همومه وآلامه ، ووقفت الى جانب ثوار تشرين وشبابه الباسل في عنفوانه ووطنيته الأصيلة ، حيث تحترق قلوبهم على ما آل اليه مصير بلدهم، من خراب ودمار وضياع لمستقبل أجيالهم، ووقفت الصحافة العراقية بكل عناوينها، مع مطالب شعبهم العادلة المشروعة في أن يحلموا بوطن يلجأون إليه، وحضن آمن شريف يرتمون فيه، وجيش وقوات أمنية يكون ولاؤها للعراق وليس لنزوات السياسيين وأحلامهم، وفضحت فساد المفسدين وعرت من تلاعبوا بمقدرات بلدهم ، ومن باعوا ضمائرهم ، ومن راح يبيع ولاءه للآخر بثمن بخس، وبقي ولاء العراقيين الأصلاء لبلدهم وشعبهم، وهم ، أي رجالات الصحافة وشاباتها وشبانها، مايزالون خط الصد الأول في الدفاع عن شرف الوطن وكرامة البلد من الإمتهان، وهم لن يقبلوا بعد اليوم، أن يباع الوطن بشعارات ديمقراطية مزيفة ، كان خداع الشعب بها واضحا، والكثيرين من ساسة السلطة كبارهم وصغارهم، هم من مارسوا التضليل والمراوغة ونهبوا ثروات العراق ، وأبقوه على هذي الحال التي لا تسر، ولا تليق بالعراق أن يكون عليه!!

والعراق، بشهادة كل أحرار العالم ومنظماته يستحق حكومة تليق به ، تنصاع لمطالب شعبها وتعيد له كرامته المسلوبة، ولمكانته الريادية التي كان عليها، وبسبب مواقف النخب الصحفية والثقافية والفنية المساند لطموحات شعبهم، والرافضة لإذلاله ، فقد تم معاقبتهم بالتجاهل والحرمان، وهم، أي شريحة الصحفيين والإعلاميين وكل نخب العراق المثقفة الآن وبخاصة الادباء والفنانين منهم ، هم من أكثر الشرائح المسحوقة في المجتمع، ومن تعاني عوائلهم شظف العيش والحرمان!!

تحية للنخب الصحفية والثقافية والفنية الإعلامية المبدعة.. في عيدهم الوطني الكبير الـ (152).. وهم سارية علم العراق وأنواره الزاهية.. ولابد من أن يأتي اليوم الذي يعيد لهم هيبتهم ومكانتهم، وتحية لنقيبهم المثابر الأستاذ مؤيد اللامي ، حامل مشعل نهوضهم وتقدمهم، وأعضاء النقابة وكل منتسبيها الأشاوس وعناوين دربها المضيء كواكبا ونجوما وكوادر لامعة ، وهي تضم الآن عشرات الآلاف ضمن مسيرتها..لهم كل محبة وإجلال وتقدير..وكل عام وصاحبة الجلالة وسلطان صحافتها ، بألف خير ، بعون الله!!