18 ديسمبر، 2024 10:14 م

مؤيد اللامي .. رجل ومسيرة

مؤيد اللامي .. رجل ومسيرة

احتفلت الصحافة العراقية هذا العام بالذكر المئة والخمسين لصدروها , ففي الخامس عشر من شهر حزيران عام 1869 صدرت اول جريدة في العراق وهي جريدة الزوراء . وقد اعتمد هذا التاريخ ليكون عيدا الصحافه والصحفيين في العراق , ولم يؤخذ بما قالة رزق عيسى صحاب مجلة المؤرخ حين كتب مقالا في مجلة النجم الموصلية الصادرة عام 1934 وذكر فيه ان اول جريدة كان اسمها ( جورنال العراق ) وانشاها الوالي داود باشا الكرخي عندما تسلم منصب الولايه عام 1816 وكانت تطبع في مطبعة حجرية ويتم تعليق نسخ منها على الجدران , واستندا في رايه هذا الى ماقاله مجموعه من الرحالين منهم : غروفس وفريزر وبتلر , لكن المؤرخ عبدالرزاق الحسني قال ( لم نعثر على نسخة من هذه جورنال العراق , لا في المتحف البرطاني ولا في المؤسسات القائة ) .

واصبح يوم صدور , جريدة الزوراء عيدا تحتفل به الاسرة الصحفية لانه مثل بداية مرحلة مهمة في حياة العراقيين كما مهد صدور هذه الجريده الى صدور العديد من الصحف في بغداد والتي كانت تكثر وتزداد في اوقات ويتراجع عددها في اوقات اخرى حسب الظروف التي تسود البلاد .

وقد اسس نقابة الصحفين الشاعر الصحفي محمد مهدي الجواهري عام 1958 . وتوالى على رئاستها بعده محمد طه الفياض وفيصل حسون وصولا الى المرحوم شهاب التميمي الى ان قادها نقيب الصحفيين الحالي مؤيد اللامي الذي فاز براساة الاتحاد العربي كما فاز بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي , وهاتان المنظمتان هما اعلى مؤسستين على الصعيد الاقليمي والدولي , ولهما اهمية بالغة للعراق لانه يشهد تراجعا في موقعه الدولي في مجال التعليم واحتلاله موقعا متقدما في الفساد وغياب النزاهة لدى المؤسسات العالمية التي تهتم بهذه الشؤون . وجاءت هذه المكتسبات التي اعادت العراق الى الواجهة الدولية للنقيب مؤيد اللامي الذي برهن على امتلاكه حنكة ادارية عالية تجسدت في المكاسب على الصعيد الدخلي التي تحققت لصالح الصحفيين والصحافة العراقية التي كانت جزء من مسيرة طويلة لم تكن سهلة لكن الادراة والثبات تاتي بالظفر والفوز .

وكانت الخطوة الاولى التي خطاها نقيب الصحفين مؤيد اللامي بكل عزم وتصميم هو نقل النقابة الى موقعها الجديد والتي بعد ان استقرت على الرغم من كل التحديات الامنه , جاءت المكتسبات الاخرى التي لا اعتقد ينكرها احد . وتواصلت مسيرة النقابة لتكون علامه بارزه في التقدم والمسير الى الامام .

ومن ابرز المنجزات قانون الخدمة الصحفية وهو مكسب ومنجز لكل صحفي ومن الانجازات التي حققتها النقابة برئاسة مؤيد اللامي كان توزيع قطع الارضي على الصحفيين والمنحة السنوية التي قطعت بغير حق عن الصحفين وبذريعة التقشف .

وقد حظي كل صحفي بدعم لا محدود من قبل النقابة على الرغم من قلة الدعم وشحة السيوله .

ويمكننا ان نقول في النهاية ان المسيرة كانت شاقة وما تحقق لم يكن بالسهل اليسير , وكل ما تحقق يعود الفضل فيه الى فكر وادراة مؤيد الالمي الذي كان الدليل لتحقيق نهضة صحفية شاملة يستحقها العراق بتنوعة وثقافته وتاريخه العريق .