18 ديسمبر، 2024 3:13 م

مؤيد البدري اخر (دينار ) رياضة فلا تفرطوا به

مؤيد البدري اخر (دينار ) رياضة فلا تفرطوا به

في العراق فرط السالب وقبله المسلوب من الحكام بكل ثروات العراق وارثه وتاريخه وحضارته بل وصل التفريط حتى بوحدته الوطنية وحصلنا على ( صفر ) في كل تنافس في جميع المجالات و( خراب ) في مناحي الحياة كلها ولم يتبقى لدى العراقي غير الاطلال وذكريات مرة وقبور احلام موءودة وارقام مبالغ نهبت في وضح النهار ومن هذا الذي تبقى لنا وهو الان على حافة السرقة دينار عراقي اصيل برائحته ونكهته وقيمته اسمه (مؤيد البدري ) صاحب الوجه الضحوك الذي دخل كل البيوت العراقية ضيفا مرحبا به منتظرا بشوق مساء كل ثلاثاء ورسم البسمة على الوجوه يوم شحت البسمة .. كان البدري عراقي الصوت واليد واللسان والقلب والغيرة وكان سخيا كريم النفس عاشقا للعراق وللرياضة فعشقه العراق واهله ..كان يصرخ كنمر جريح يوم يتعرض العراق الى ظلم حكم في ساحة لعبة كرة قدم ويصرخ فرحا كطفل بريء يوم يحقق العراق نصرا , نستمع له على مدار ساعة ونصف ينقل لنا ملحمة العراق احد طرفيها فلا نسمع منه اسفافا او هذرا او كلمة بلا معنى . كان رياضيا وعراقيا حد النخاع , برع في انجاز كلما كلف به وابدع في كل موقع شغله وربما هو من القلائل الذين تسنموا رئاسة اتحاد كرة القدم بكفاءته ان لم يكن الوحيد بينهم ويوم رأى ان مسار الرياضة ابتلعته السياسة والسلطة ذوى مثل الشمعة بصمت بعدما عجز من صد رياح السلطة الغاشمة فحمل جرحه وحقيبته المحشوة بالامال والذكريات ورحل بعيدا . ان مؤيد البدري الذي يمثل عملة عراقية نادرة في مجال الاخلاق والرياضة والحب للعراق يتعرض اليوم لظرف هو اكبر من طاقته ويعاني من امراض الشيخوخة والام اخرى والتغاضي عن اسعافه واهمال حالته وتركه لظروفه الصحية يكابدها وحيدا يضعه على طريق الضياع مثلما ضاعت ثرواتنا واثارنا وخصوصياتنا الاخرى بعد ان اهملت او تركت في العراء للصوص الزمن وعلى رئاسة الحكومة ووزارة الرياضة ان تتخذ الموقف الذي يليق بمؤيد البدري تاريخا وانجازا واسما وعراقة لكي تنتشله من محنته والا سيكون اخر (دينار ) ذهب عراقي فرطنا به .