22 ديسمبر، 2024 2:26 م

مؤشرات لا تقبل الجدل,,,

مؤشرات لا تقبل الجدل,,,

ان من أهم مؤشرات الافلاس الفكري والتبعية وخواء الشخصية والعمى السياسي والمسؤولية وانحطاط الذات ان يدافع ساستنا ومسؤولينا عن العراق ليس باعتباره بلدهم ووطنهم وشعبه يستحق الوقوف من اجله ضد المخاطر والمعضلات والازمات او ان تدفعهم الروح الوطنية والايثار والتضحية , بل باعتباره ( عين فلوس) دائمة الجريان وانه الحديقة الخلفية (البقجة) لاسيادهم واولياء نعمتهم الذين ترعرعوا برعايتهم ورضاعاتهم وحليب الخسة الذي رضعوه من توجيههم وغسل ادمغتهم , والاّ فكان الاجدر بهم النأي تماما بالعراق واهله وسيادته واقتصاده بعيدا عن الارتباطات المباشرة بالاقتصاد الاجنبي الخبيث وانقاذ الشعب من مآسيه ومشاكله بعد ان استلموا زمام الامر والسلطة والحكومة وكل مفاصل الدولة , فبدلا من النهوض بالعراق بمشاريع حيوية عملاقة تغير وجهه وتنجيه من ربقة التخلف ونتائج الحروب والتاخر عن ركب التطور والتقدم والاهتمام بمشاكل الشعب ورعاية حقوقه والسهر على أمنه وسلامته واملاكه والمال العام , راحوا يتشاطرون العراق كلّ له وجهة واطماع وميول ودسائس وسرقات ومشاريع وهمية كلفت البلد مئات المليارات من الدولارات وشاركوا في قتل الروح الوطنية والهوية واستبدلوها بالولاء المذهبي المقيت الذي لم يحافظوا هم انفسهم عليه وعلى مصداقيته واساؤوا الى اصل الدين وسماحته ونهجه وجعلوه عنوانا كبيرا للارهاب والقتل والتكفير لدى العالم اجمع , شاركوا فعليا في اسقاط سمعة الاسلام اولا ومن ثم سمعة العرب ثانيا وثالثا ساهموا بتمييع الهوية العراقية تماما كما عملت اسرائيل على تمييع الهوية الفلسطينية وشرذمتها في المحافل الدولية ونجحت في اصدار قرارات اممية قاتلة اعتبرت الكفاح المسلح ومقاتلة المحتل ارهابا وعنفا وجريمة حتى صارت القضية الفلسطينية (عتيقة) ممجوجة لا يستساغ الحديث عنها او الدفاع عنها او المطالبة بالنظر لها بعين الانسانية على الاقل ولشعبها المتشرد والمنفي والمحاصر والمقتول يوميا , صار ساستنا ومسؤولينا ونهجهم الارعن الخاطىء مكائن تفريخ سريعة الانتاج وبمعدل غير مسبوق انتجت لنا طبقة او طبقات منوعة من المهازل البشرية والفكرية والنفسية , نوعيات غريبة مستهجنة من المسؤولين عديمي الصلة والارتباط بضمير المسؤولية وشرفها وامانة المنصب ونزاهته وثقة المواطن الذي يقال انه انتخبهم بيد ان كل الانتخابات التي جرت وبدوراتها جميعا تعرضت الى التزوير الهائل وبشهادتهم هم انفسهم , انتجوا لنا اناس دأبوا على اعتبار المنصب والمسؤولية غنيمة وفرصة سانحة للاثراء على حساب الشعب المقيد المهان قليل الحيلة والامكانية بسبب تسلطهم عليه وتعميتهم له بالدجل والكذب والخيانة والمكر , المكر يا اخوان الذي اعتبروه سياسة , والسياسة اذا خلت من المروءة والشرف والامانة والصدق اصبحت عهرا ودعارة تصيب صاحبها اولا ورويدا رويدا يفقد اهليته لحماية عرضه وشرفه هو بعد ان عجز عن حماية الشعب وكرامته وحقه ,