20 مايو، 2024 4:01 ص
Search
Close this search box.

مؤشرات خطيرة بعودة العصابات الخارجة عن القانون إلى الشارع

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما جرى من أحداث خلال زيارة نائب رئيس الجمهورية ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري كامل المالكي إلى البصرة , لم يكن حدثا عفويا لمجموعة من الناس أرادت التعبير عن رأيها بطريقة قانونية وحضارية , بل كان فعلا قد تمّ الترتيب والتهيئة له من قبل جهة سياسية دأبت على استخدام الفوضى والخروج على القانون والنظام واقتحام مؤسسات الدولة وتخريبها , طريقا لفرض اجنداتها السياسية على الحكومة والعملية السياسية , كما حدث هذا العام حين اقتحمت مجاميع الغوغاء مجلس النواب بتحريض من قادة هذه الجهة السياسية , وما حدث في البصرة من محاصرة للفندق الذي نزل به السيد نوري المالكي والهجوم على القاعة التي من المقرر أن يلتقي بها مع أبناء مدينة البصرة والاعتداء على من كان في القاعة , عمل لا يمّت بصلة للقانون أو لوسائل التعبير عن الرأي التي أقرّها الدستور العراقي .
وإذا كان نوري المالكي زعيما مرفوضا وغير مرّحبا به من قبل هذه الجهة السياسية وتراه زعيما فاسدا وفرّط بثلث مساحة العراق لداعش , فهنالك شعب يرى عكس ما تراه هذه الجهة السياسية المصابة بالجهل والحمق , ويرى أنّ هذه الجهة السياسية هي أحد أهم أسباب ضعف الجبهة الداخلية التي هيأت الأجواء لدخول داعش , فلو كانت القوى السياسية متماسكة وغير منخرطة في الصراعات الحزبية والأحقاد والضغائن الشخصية , لما انخرط أبناء محافظات الغرب العراقي في التمرّد على الدولة الذي سهلّ لداعش احتلالها مدن ومحافظات الغرب العراقي , ونوري المالكي الذي يراه زعيم وقائد الجهلة فاسدا , لم تستطع حتى الآن أي جهة من تقديم ملف واحد يثبت تورطه المباشر بالفساد , ولم يوّجه له أي اتهام من قبل القضاء العراقي في أي من ملّفات الفساد أو حتى عن مسؤوليته في سقوط الموصل وباقي محافظات الغرب العراقي , بالرغم من فساد معظم وزراء حكومته التي تشترك بها هذه الجهة السياسية .
وما جرى في البصرة خلال زيارة نوري المالكي يؤشر لوضع ومنهج خطير يحمل مؤشرات خطيرة بعودة العصابات الخارجة عن القانون إلى الشارع مجددا بعد أن تمّ القضاء عليها في صولة الفرسان التي اعادت الأمن والنظام لمدن ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط وفرضت القانون بالقوة على هذه العصابات المتمّردة , ومؤشر عودة هذه العصابات إلى الشارع قد بدأت فصوله حين اقتحمت هذه العصابات بناية مجلس النواب العراقي نهاية نيسان الماضي , وها هي تعود مجددا إلى الشارع لتعيد الفوضى وتنذر بعودة اللا أمن واللا نظام التي كانت سائدة قبل صولة الفرسان عام 2008 , حين كانت هذه العصابات تزرع الخوف والرعب والقتل تحت قضاء ما يسمى بالمحاكم الشرية سيئة الصيت , فالذي خطّط لأحداث البصرة كان ينوي إعادة استنساخ جريمة مقتل السيد عبد المجيد الخوئي بذات الأدوات وذات السيناريو مع السيد نوري المالكي , إنّ ما حصل في البصرة من أحداث يتحمّلها قائد وزعيم الغوغاء والجهلة في العراق , وإنّ الاستقواء بالغوغاء والعصابات الخارجة عن القانون , منهج يهددّ الأمن والاستقرار والنظام في البلد , وينذر باندلاع حريق ونزاع مسلّح سيحرق الأخضر واليابس , ومن يعتقد أن قتل نوري المالكي وتصفيته جسديا ممكن أن يتمّ بنفس سيناريو قتل مجيد الخوئي , عليه أن يتحملّ تبعات ما سيحصل من إراقة دماء وقتل وتدمير وفوضى .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب