نظراً للأخلاق العالية التي يتمتع بها المعلم، من حسٍ وطني، ومثابرة في تحسين الواقع الإجتماعي، وتضحية وإيثارٍ، وطموحٍ في تنشئة جيلٍ قادرٍ على بناءِ دولةٍ مدنيةٍ، وصفاتٍ أُخرٍ لا حصر لها، تم إستغلال المعلم من قِبل مؤسسةٍ فاسدةٍ، وبمعاونةِ وزارة التربية!
وزارة التربية، التي من المفترض أن تدافع عن حقوق المعلم، شاركت في النصب والإحتيال على المعلم مع هذه المؤسسة! التي لا نعلم عنها سوى أن مقرها في العاصمة البريطانية (لندن)، وأن صاحبها هو أحد أبناء أهوار ميسان إسمهُ(عمار)، كان يتيماً بعد مقتل والديه وأهله، في القصف الذي طال منازلهم من قِبل حكومة صدام اللعين.
تبنت (عمار) عائلة إنكَليزية، وحينما كبر(عمار) أراد أن يساهم في نهضة إخوتهِ من أطفال العراق، فكان له مشروع إنشاء مدارس للتلاميذ المتسربين، بسبب ضروفهم المعيشية الصعبة، التي إضطرتهم للعمل وترك مقاعد الدراسة، فيكون موعد إستقبالهم في هذه المدارس الجديدة، يومي الجمعةِ والسبت، أي في أيام العطلة الرسمية، ليتم إستغلال بنايات المدارس الرسمية.
تم فتح هذه المدارس، وفق ما تعاقدت عليه هذه المؤسسة مع وزارة التربية، وذلك بمنح المعلم المستلزمات المطلوبة مع راتب شهري مقداره(100$)، وبدأ العام الدراسي 2014-2015، ولم يتم تسليم أية مستلزمات للمعلم! ونظراً للرحمة التي يحملها قلب المعلم، وللصفات التي ذكرناها سالفاً، بدأ المعلم بشراء المستلزمات على نفقته الخاصة، بالأضافة إلى الجهد الذي يبذله أيام عطلتهِ، فقد أصبح يعمل سبعة أيام في الإسبوع!
قام مدراء المدارس بالإتصال مع التربية وإعلامهم، أن لم يتم تزويدهم بأية مبالغٍ مالية، فكان الرد من قِبل المديرية: أن تحويلها لم يأتي بعد من (لندن)؛ وإستمر المعلم في عملهِ، حتى نهاية العام الدراسي وتوزيع النتائج، وتم حصولهِ أخيراً على عطلةٍ يرتاح فيها، عطلة نهاية العام الدراسي، ولكن فوجئ بكتاب شكر لم يأت بعد، وإنما أُبلغ فيهِ المدراء، وينص هذا الكتاب، على أن العمل كان تطوعياً مجانياً!
والآن نريد أن نعرف:
هل مؤسسة عمار ضحكت على وزارة التربية!؟
أم وزارة التربية ضحكت على المعلم!؟
بقي شئ…
نطالب وزير التربية ونقابة المعلمين من متابعة الموضوع، وإسترداد حقوق المعلم من هذه المؤسسة، ونطالب كافة الأخوة الزملاء من الإعلاميين نصرة المعلم، وعمل تحقيقات صحفية في هذا الموضوع وفضح الفاسدين.