12 أبريل، 2024 11:46 ص
Search
Close this search box.

مؤسسة السجناء السياسيين وحقدها على السجناء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم أرَ في حياتي ولم أسمع أو أقرأ عن مؤسسةٍ وُضِعتْ وتأسستْ لمراعاة وحماية وخدمة شريحة مقهورة معذبة حاق فيها ظلم وغدر أقسى دكتاتورية عرفتها الدنيا  ..  تعامل تلك الشريحة المتعبة  بفوقية سلطانية وبروتين قاتل وبحقد دفين وغريب ، مثل معاملة مؤسسة السجناء السياسيين للسجناء أنفسهم .. كان السيد (وزير الرياضة والشباب ) ومدير المؤسسة السابق أكثر حرصاً وحباً وحناناً واحتضاناً للمعذبين من السجناء.. واقولها للتاريخ : كان يبحثُ عن تمويل للمؤسسة وزيادة أموالها من خارج عباءة الحكومة وقد كتبَ مقالات بخصوص ذلك ، ولو قدر له أن يستمرَّ لفعل شيئا لها ولنا .. ولقد كتبتُ بحثاً لم ير النور كان سيرفد هذا التوجه .. ومنذ أن تغيرت هيكلية المؤسسة الإدارية .. تغير تعامل المؤسسة مع الذين يجب أن تخدمهم وتريحهم من الظلم الذي لحق بهم وأصبح السجناء بالنسبة لها مجرد زبائن عاديين  مثلما تتعامل البنوك مع زبائنها والشركات مع مراجعيها ، عليهم أن يقدموا جميع أوراقهم ويثبتوا ولاءهم ونسيتْ تلك المؤسسة  أن أغلبهم قد فقد ذاكرته وصحته وصبره تحت سياط التعذيب النازي في أقبية الآمن البعثية .. لست أقول هذا من باب التجني والاختلاف مع الآخرين فانا لست منتمياً إلاّ للعراق ولعذابات فقرائه ومظلوميه . وسأسوق لكم مثلاً لا يحتاجُ إلى دليل : في سنة 2011 قررت ْالمؤسسة مساعدة السجناء بمبلغ لغرض السفر وقدمته مشكورة كان ذلك قبل الادارة الحالية! بعض السجناء الذين يستطيعون السفر سافروا ولكن بعضهم مرضى ومقعدين صرفوه على مراجعات الاطباء وسددوا بعض ديونهم … ومن يومها توقفت المنح للسفر .. واليوم (2013 )  قرر مجلس الوزراء مشكورا صرف منحة للسجناء عن كل يوم سجن (40) الف دينار ولمدة خمسة أشهر فقط .. رغم أن يوم واحد في سجون العفالقة وتعذيبهم يعادل سنوات ..  ولكن هي إلتفاتة كريمة وحانية من رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وانتظرناها مثل انتظار منفي لعودته الى وطنه .. وبعد سحب وجر وتجاذب ويأس جاءت الصكوك ..  وهنا كانت المفاجأة بل الطامة الكبرى بشروط تسليم المنحة لمستحقيها وهي : الشرط الأول : أن يقدم السجين وثيقة السفر( جوازه ) فيها تاشيرة تدل على سفره ( ما علاقة منحة أيام السجن مع فلوس السفرالتي صرفت قبل ثلاث سنوات !! اللهم لا اعتراض !! ) .. الشرط الثاني أن لا يكون مشمولا بإجراءات المساءلة ( ولا أدري هل نريد أن نقدم كأعضاء للبرلمان العراقي المعطل وهل طبق هذا الشرط على غير السجناء السياسيين ).. والشرط الثالث .. أن يكون غير مشمول بإجراءات حجز أمواله … يحتاج كل سجين سنوات ومراجعات ليفلت من هذه الشروط المجحفة والقاهرة . بربكم هل هذه منحة للتخفيف عن السجين أم إهانة وتعذيب  له .. ولو كانت المؤسسة حريصة لتنقية وتصفية السجناء لكان بمقدورها عمل ذلك في الأيام العادية وعن طريق مخاطبات سرية خاصة بين دوائر السجون وأرشيف السجناء .. لا أدري ما سبب كل هذا الحقد علينا نحن المسجونين في زنزانات المقبور صدام  والمتجرعين لإرهاب أزلامه وزبانيته … في وقتٍ يعيش فيه سجناء القاعدة والآرهاب العفلقي  في رفاهية ورغد ، لا كهرباء تنقطع عنهم ولا غذاء يحرمون منه ..  ويتصلون عبر الانترنيت بذويهم  وبالمحطات الفضائية وهناك برلمانيون يطالبون بحقوق إضافية لهم … أما نحن فحتى لو أكرمتنا الحكومة تقوم مؤسسة السجناء بالتنغيص علينا وحرق ما تبقى من أعصابنا … إلا لعنة الله على الظالمين .. لم تعد هذه المؤسسة تمثلنا ولن نثق بمن يديرها في الوقت الحاضر وبتنا نخاف منهم كخوفنا من صدام ونظامه والله المستعان وإليه المشتكى .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب