19 ديسمبر، 2024 12:37 ص

مؤسسة آفاق للثقافة والفنون تحتفي بالشاعراللبناني الكبير وديع سعادة

مؤسسة آفاق للثقافة والفنون تحتفي بالشاعراللبناني الكبير وديع سعادة

متابعة :

أقامت مؤسسة آفاق للثقافة والفنون- سيدني،  أمسية  إحتفائية  بالشاعر اللبناني  الكبير  وديع سعادة  تحت عنوان ”   شخص  ذائب” على  مسرح  النادي الثقافي الرياضي –  فيرفيلد  وذلك  مساء يوم الجمعة  المصادف  21 – 6 – 2013  وبحضور  جمهور كبير.

 إستهلت السيدة سلوى المسعود تقديم أولى فقرات الأمسية مرحبة بالحضور وأشارت إلى ” إننا في  باكورة  نشاط “مؤسسة آفاق للثقافة والفنون”  نحتفي  بالشاعر  العربي الكبير وديع سعادة ، وفي هذه الأمسية الاحتفائية  لدينا الكثير من  الحب  لنملأ  به  قلوبكم  اليوم” ، وقدمت  نبذة   عن حياة  الشاعر سعادة  إجتماعياً وإبداعياً .. ثم دعت  الدكتور خلف المالكي رئيس المؤسسة الذي إرتجل كلمته  مرحباً بالضيوف الكرام ومنوّهاً  بأهمية الشاعر وديع  سعادة  ، لافتاً الى أن  الادب والشعر اللبناني  موضع تقديرنا   دائماً، مشيداً بالحضور الكبيرعراقياً وعربياً وأسترالياً ،  رسمياً  وإعلامياً  وجماهيرياً ، شاكراً سعادة القنصل العراقي في سيدني الاستاذ  ظافر الجبوري على دعمه  و حضوره الدائم   لنشاطات الجالية  العراقية  المتنوعة  …

ثم جاء دور القراءة المسرحية  لنص  الشاعر ”  إستعادة  شخص مذاب ” وهي من إعداد واخراج عباس الحربي وإداء فرقة آفاق للفنون المسرحية:  أميل عامر ، منال شريف ، فريال منتصر ، ، صفاء الحربي ، شاهين العنزي، رحيم جعفري ، طارق العنزي ، أوميد جعفري ، مصطفى حسيني ، اوراس الخميسي ، يوسف السعدون، محمد االضفيري .. .
– مدير المسرح :  عبد الله البصري
– الأزياء : سهام الرديني
– الإنارة والديكور: توفيق الموسوي
– الموسيقى:  إبراهيم الحربي
– رسوم : رافد فلاح
– الأصوات: منير العبيدي ، ماركو ، منال شريف ، أميل عامر ، نهى فرنسيس وعباس الحربي
– مدير الانتاج : جوزيف عيسى
بعدها دعت عريفة الحفل الشاعر وديع سعادة لاخذ مكانه على المسرح  والشاعر وديع شامخ  لإدارة الامسية .. وقال  شامخ في   بداية حديثه عن  الأسباب التي دعت  المؤسة  للإحتفاء  بوديع  سعادة  أولاً وفي باكورة  نشاط  آفاق  تحديداً ،  وقال ” عندما  يهرب الشاعر من سطوة  الدولة والحالكم   والقبلية والحزب  والطائفة  وكل السجون، فإن الشعر يصبح  نشاطا  بلا جدوى ، كي يخلص من جدوى الآخرين  ومشاريع تجييرهم له .. ولاشك ان  الجدوى الاقتصادية ستكون غائبة حتما عن نشاط الشاعر ، فالشاعر العربي لا يأكل خبزا من شعره فقط ، ” مع قلة من الاستثناءات  .. لذا  فهناك  اسباب  كثيرة دعتنا للاحتفاء بوديع سعادة  في باكورة نشاط  مؤسسة آفاق للثقافة والفنون “.
وأضاف شامخ: “لقد  اتخذت مؤسسة آفاق على  عاتقها الإحتفاء بالمبدعين الأحياء أولاً  لأننا  ننتمي الى ثقافة الحياة ومبدعيها ، والسائد في الثقافة العربية  هو النوم  في مقامة الماضي  وتذكَر الأموات فقط … ووديع سعادة  حيّ بيننا وهو شاعر إنساني مبدع ، وان هويته  الوطنية  اللبنانية  تجعلنا  كمبدعين عراقيين  نتذكر درس بيروت  الكبير في تقديم الإبداع  العراقي في أنصع  تجلياته  الحداثوية .. بدءاً  من شاعر الحداثة العربية الأول  بدر شاكر  السياب الى ىسعدي يوسف  وسركون بولص وصلاح فائق  ومبدعين غيرهم  الكثير ..”
 
ثم عرّج  على  ببلوغرافيا تعريفية  تأريخية  عن  نتاجات  الشاعر  سعادة،  مع ورقة  نقدية عن دور وديع بوصفه من المساهمين في ارساء دعائم  الحداثة  الشعرية الثانية في المشهد الشعري اللبناني والعربي .. ودعا  شامخ الشاعر شوقي مسلماني لالقاء شهادته عن المحتفى به ..

الشاعر  مسلماني   قال عن تجربة سعادة ” وديع سعادة متميّز في الشعر العربي الحديث، شِعرُه يُقرأ، وتجربته يُنظَر إليها بعين الرضا العالي، بما هي تجربة ناطقة في شؤون النفس وكأنّها نسائم تقرعُ أبوابَ القلوب”.

وفي ثاني شهادة  عن الشاعر، دعا  وديع شامخ الدكتور رمزي برنوطي  لالقاء شهادة الناقد العراقي الدكتور حسن ناظم  الذي  أعلن  فيها أن  “وديع سعادة  يكتب  شعرَه  بيدين اثنتين:  يدٍ ملأى ويدٍ فارغة. اليدُ الملأى “تلتقط كلَّ الأشياء”، كما يقولُ في نصّ “يدٌ أخرى”، واليدُ الفارغةُ “ترفعُ مزهوّةً قبضةَ فراغِها”. نصُّه المليءُ يستوطنُه فراغٌ هو صنوُ كينونةِ الإنسان، أو هو أمنية لاواعية لوديع سعادة، أمنية أن يختفي متحرّراً من أعضائه وذكرياته، من وجوده برمّته. في نصٍّ آخرَ عنوانه “الوصول”، لا يتحقّق الوصول إلاّ حين يتحقق الفراغ، فالشاعر-الإنسان لا يصل بفعل ثقل الحمولة، حمولة أعضائه وذاكرته، وما عليه إلاّ أن يتخلّص من ثقلها..”

 أما الاديب اللبناني  عصام عياد  فقد قرأ  شهادة  الشاعر شوقي بزيع والذي جاء فيها: “إستطاع الشاعر وديع سعادة أن يفرض مكانة له خاصة داخل جغرافيا قصيدة النثر العربية، وان ينأى، مع قلة قليلة من مجايليه والمتأخرين عنه،  بهذه القصيدة عن الترهل والابتذال والاستسهال…”

وقبل تقديم بقية الشهادت الكتابية عن شعر وديع سعادة تم عرض شهادة  بصرية سينمائية عن الشاعر   في فيلم قصير من اعداد واخراج الفنان متينا الريس .

 ثم كان للفنان والشاعر  الشاب أميل عامر  رؤيا عن وديع  سعادة  إذ  قال ” ان الشعر موجود في كل شئ ، في الطب، الكيمياء، الاحياء، الفيزياء، الكرسي، حاوية القمامة ، كل شئ … وهذا ما تنطوي عليه مهمة وديع سعادة الشعرية فهو يُحيي الاشياء ليطلقها حرة. لايحييها ليحتكرها في شعره. بالضبط كطائر العنقاء…عندما يدخل المعبد الشعري ينحني صامتاً ليحرق نفسه من اجل القصيدة، متعرياً من الضمير المنفصل ليصبح حياً  في كل الضمائر ، متخلياً عن الاطلال والمتنبي والنرجسية في الشعر…”

ثم حانت  فترة استراحة تخللّها تقديم  ضيافة  مشتركة  من قبل ادارة النادي الثقافي والرياضي  ومؤسسة  آفاق .. وعلى هامش الإستراحة تم عرض فيلم عن براعم  آفاق الرياضية  ..  إذ  لأول مرّة  في أستراليا ، براعم العراق  على ملعب الأولمبيك.  في  بادرة رائدة من قبل مؤسسة آفاق للثقافة والفنون والرياضة تمت مشاركة البراعم  على ملعب الاولمبيك في مدينة سيدني ، خلال الكرنفال الرياضي الذي شهده الملعب أثناء مباراة العراق واستراليا في التصفيات  المؤهلة  لكأس العالم في البرازيل 2014 ، حيث نزل براعم  العراق  للعب في فترة ما بين الشوطين  وقدموا استعراضا مهاريا  وجماليا  رائعا  كان مبعث استحسان الجمهور الكبير الذي غصت به مقاعد الملعب .. وكان أيضا موضع تقدير وامتنان الاتحاد الأسترالي  لكرة القدم . وهذا الانجاز يعدّ خطوة مهمة  في مسعى مؤسسة آفاق لاستقطاب البراعم والشباب في الحقل الرياضي .

وفي  العودة الى الشهادات  من قبل المبدعين  بحق المحتفى به ، كان للروائية دينا سليم  بوح عذب وحميمي  إذ  قالت ” الشاعر المحتفى به وديع سعادة  شاعر كبير يمتاز برهافة حسه، عندما تقع عينه على مشهد مؤلم، حوصلة يمامة مليئة وهي تختنق، وعندما تشاغله نفضة فراشة، أو عندما يناديه طير الكنار من على غصن شجرة، هذا الانسان الرقيق يستحق هذه الحفاوة، أرسل لكم هذه الكلمة المتواضعة من عاصمة العشق (بريزبن) الجميلة، سلامي إلى أعضاء مؤسسة آفاق للثقافة والفنون، وللحضور الكريم مع حفظ الألقاب، أطلي وجهي بلون السعادة، أمد يدي مهنئة، وأهديكم زهور الاقحوان وأقول لكم بالتوفيق دائما”.

ثم كان للشاعر اسكندر حبش  رسالة  بعثها  من بيروت  قال فيها ” أعترفُ بأن شعر وديع سعادة لا يمثّلني فقط ، بل غالباً ما تمنيّتُ أن أكونَ أنا كاتبَه.  تمنيّت أن أكون ذاك «القاعدَ في هواءٍ مستعملٍ وأفكرُ بالحيوانات»، ولن أقولَ للعابر الذي يجتازه، أن يعود، إذ كذب علينا وديع حين تحدث عن مَقعدِ راكبٍ غادرَ الباص، فهو لا يزال بيننا، ومن الصعب أن يصعدَ راكبٌ آخر ويجلسَ مكانه…”
ثم  شهادة  للشاعر العراقي  المبدع صلاح  فائق،  قرأها  الاعلامي اللبناني يوسف أبو عمار جاء فيها: “ينبغي الاحتفاء بالشاعر وديع سعادة بين عمال مناجم ، فهو احدهم . الفرق بينهما هو هذا: هم يحفرون في اعماق الارض ، هو يحفر في الهواء ، الذاكرة الشخصية والجماعية. يحفر ظله ويطلق مخياله  ليجلب ما في الشعر من كنوز…  كثيرون يدخلون إلى غابة الشعر عبر بوابة لامرئية ، هذه الغابة حافلة بأصوات وأشباح ، غير أن قلة تخرج وقد تعلمت كيف تلتقط المأثرة . وديع سعادة خرج حاملاً مآثر،  خرج شفافاً وصامتاً. وفي هذا الصمت ، كتاباً بعد كتاب ، ومنذ أربعين سنة ، يعرض مشاهد مآثره ويدعو إلى مشاركتنا  فيها . أستطيع أن أقول ، بفرح ، ان في مقدوري وضع يدي على قصائده حتى دون أن يكون اسمه عليها . أعرفها لأن تجربته الحياتية ، في الطبيعة والمجتمع ، وصيغ تعبيره  متفردة وتشير إليه.. .”

ثم تلت عريفة الحفل  ما جاء في برنامج الامسية قائلة: ” في مبادرة كريمة  من قبل مؤسسة المثقف العربي لمشاركتنا الاحتفاء بالابداع والمبدعين  وبالتنسيق مع مؤسسة آفاق للثقافة والفنون  تقرر  تكريم   كل من الشاعر وديع سعادة  بشهادة تقدير  صادرة عن مؤسسة المثقف العربي  في سدني ، عرفانا  وتقديرا لمنجزه الشعري الكبير ، والشاعر شوقي مسلماني الذي فاز بجائزة المثقف عام 2012. وقد تم التكريم بحضور الاستاذ ماجد الغرباوي  رئيس مؤسسة المثقف العربي  والدكتور خلف المالكي رئيس مؤسسة آفاق للثقافة والفنون ..

ومسك ختام الشهادات، شهادة الشاعر العراقي الكبير  سعدي يوسف والتي  قرأها  المترجم  محسن بني سعيد، حيث  دوّن سعدي  شهادته  بالقول  ”  وديع  سعادة  شخص مختلف  وشاعر مختلف . هو  في منتبذهِ  لكنه يدمع العالم  بين ذراعيه ويطيل التحديق .قصائد وديع سعادة أعتبرها خارج السائد، والسائد هذه  الأيام  في بانوراما الشعر العربي لا يغري كثيراً. فمن الصعب أن تجد  أنامل الشاعر الفعلية في النص، وهناك دائماً  تعالٍ كاذبٍ على الحياة  وأشيائها . وديع سعادة  ليس هكذا  إطلاقا”.

ثم قرأ الشاعر سعادة  بعضاً من مختاراته الشعرية  والتي  كانت محل تقدير وإعجاب  الحضور .. وبعدها   إفتتح  وديع شامخ  باب  التعليقات  والاسئلة  بين الجمهور والشاعر ،  حيث كان للإعلامي محمد  حسين  مداخلة  طيبة  عن  عزوف  الشعراء الشباب عن الشكل العمودي وأعقبه الشاعر  حيدر كريم ” عضو الهيئة  الإدارية لمؤسسة آفاق ”  في التفاتة  نقدية  تتعلق  بالصورة الشعرية ودورها في بناء النص الشعري  … وقد اجاب الشاعر عن التساؤلات التي طرحت ، وفي نهاية المداخلات  قدّم  سعادة شكره وتقديره العميقين لمؤسسة آفاق  والقائمين على هذه الأمسية الاحتفائية الكبيرة .

 وفي ختام الأمسية  شكر  وديع شامخ الجميع على المشاركة الفاعلة في نجاح الأمسية  حضورا ومشاركة .. مخاطبا الحضور  “إن مؤسسة آفاق لا تطير  بجناح واحد .. فقد كنتم مِلح جمالها .. ونحن نعد  المبدعين  بهكذا عرس  دائما .. كما ان عملنا سوف لا يختصر على  الاحتفاء   فقط .. لدينا مشاريع  قادمة  متنوعة ..” وأضاف ” بدأنا من القمة  ولن نتازل  عن  هذا المستوى .. وسنكون جناحا  لكل من يريد الطيران معنا في آفاق الجمال والابداع ” .
……………………..

الأمسية  من تصوير :
الفيديو : المخرج سمير  قاسم  من قناة  الفضائية العراقية ..
الفوتوغراف :  الفنان فرانك دبابنه
………..
شكر وتقدير

تشكر مؤسسة آفاق للثقافة والفنون  الجهود الرائعة التي بذلها السيد شربل مع ادارة النادي الثقافي والرياضي  بتوفير القاعة وضيافتها مجانا  ..