18 ديسمبر، 2024 9:44 ص

مؤسساتنا التربوية والتعليمية الى اين؟

مؤسساتنا التربوية والتعليمية الى اين؟

تتحمل الدولة بكل سلطاتها ومؤسساتها بناء الانسان وتنمية الوعي وخلق المشاعر الوطنية والانتماء والولاء للوطن ونحن في العراق اليوم اختلط لدينا الحابل بالنابل ومثل هذه المهام المذكورة ليست بسهلت المنال والتحقيق بل تتطلب وتستلزم حضور وتواجد للافكار البناءه تقترن بالجهود المتواصلة والحقائق الجاده وفي مقدمة مؤسسات الدولة التي تتحمل تحقيق مثل هذه المهام والمسؤوليات هي المؤسسات التربوية والتعليمية يشاركها الوزارات والمؤسسات المعنية ببناء القيادات الشبابية والنشاطات والفعاليات التي من شانها الاسهام في تنمية الوعي الشبابي الوطني وتبني مواهبهم والارتقاء بها لنحصل بعدها على الامكانيات واستعدادات التصدي ومواجهة الافكار الغير سوية والانحرافات التي اصبحت اليوم تهدد المجتمع العراقي بشكل عام والشباب بشكل خاص وهذه هي من اولويات مسؤولية مؤسساتنا التربوية والتعليمنية والشبابية المعنيه برفع المستوى الثقافي والعلمي والقيمي و بث ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف وصولا لتحصين الشباب من الافكار المتطرفه وترسيخ قيم الولاء للوطن والانتماء الوطني والوحدة الوطنية من خلال الاحترام والتمسك بالهوية الوطنية العراقية
ان كل هذه المقومات والاسس و قواعد بنائها ترتبط ارتباط جدليا مباشر ببناء نظام تربوي وتعليمي ناجح ومتميز وهذا ما نفتقده في العراق اليوم

المخاطر والمعالجات
تضعضع وتراجع وضعف دور مؤسساتنا التربوية والتعليمية وبات اصحاب الاختصاص والكفاءات والقيادات التربوية الحقيقين يحذرون من المخاطر التي يتعرض لها النظام التربوي و التعليمي في العراق وانعكاساتها على البنية والنسيج الاجتماعي ومردوداتها على نفسية المواطنيين والدولة نتيجة تعدد وتداخل انظمة التربية والتعليم في القطاعات التربوية والتعليمية الخاصة والعامه وملفاتها المقلقه وما يحدث بسبب الاستثمارات الكثيره والكبيره في هذا القطاع و عدم احكام صمام امانها والسيطره عليها كما يجب بعد ان اصبح لدينا انواع من التعليم الخاص وتحت مسيمات مختلفه المدارس الاطاليه واليابانيه والالمانيه والفرنسيه استثمارات بلا حدود ،
وان كل هذا الخليط في مؤسساتنا التربوية والتعليمه فيه محاذير لا تصب في الصالح العام والمستقبل بسبب العديد من المخرجات الطبقية التي افرزها هذا النظام التعليمي الجديد والمفاجأ في العراق والذي حدث بسبب استشراء الفساد الذي توزع على جميع مؤسسات الدولة بدون استثناء ومنها مؤسساتنا التربوية والتعليمية الرسمية ما ادى الى تراجع ونحسار دورها وتعثر ادائها بعد ان ضعفت الدولة وتصدعت هيبتها
ان هذا النظام كرس وافرز نوع من الطبقية في المجتمع العراقي واظهر التفاوت في القدرات المادية للعائلة العراقيه بعد ان صنع هوة كبيرة واضحه ومؤشره بين فئات المجتمع العراقي ما يؤشر وينذر من الاحتمالات السلبية على الوحدة المجتمعيه والنسيج الاجتماعي في العراق بسبب ظهور القوه الكبيره للتعليم الخاص والجامعات والمدارس الخاصه التي وسعت الهوة الطبقية في المجتمع العراقي والتي ربما تنتج صراعا خفيا مكتوم حيث نرى اكثر من مجتمع عراقي واحد في نفس الوقت يشكل خطوره كبيره على سلم التربية والتعليم الوطني العراقي المعني بالصعود الطبقي بعض الاحيان والانتقال من طبقه الى طبقه واحده اخرى لكننا اليوم نشهد صعود سلالم تربويه تعليميه من طبقه الى عدة طبقات مختلفه تفقد التجانس والانصهار السكاني والمجتمعي لان النظام التعليمي الحالي بقطاعاته ومدارسه وجامعاته الخاصة والعامة تنتج لنا في العراق خرجيين من مؤسسات ومدارس تربوية وتعليمية مختلفه تظهر عليها الفوراقات الكبيره في العقليات واساليب التفكير بينها مسافات من الاختلاف بامكان اصحاب الاختصاص والمهتمين بشؤون التربية والتعليميه من التعرف عليها واكتشاف مخاطرها وسلبياتها على الواقع الاني والمستقبل العراقي بسهولة

التطوير والتحديث
ان جميع الاختصاصيين والمعنيين بشؤون التربية والتعليم والشباب والمثقفيين يتحدثون عن التطوير والتحديث والنقلات النوعية من خلال سلالم التربيه والتعليم والمؤسسات الشبابية المعنيه بتطوير الشباب وان يتم هذا التحديث وانتقالاته النوعية من خلال تطوير مؤسساتنا التربوية والتعليمية وتحديث مساراتها واليات واساليب عملها وتقوية رصانتها من خلال سلالمها المعنية القادرة على نقل العمليات التربوية والتعلميه ومؤسساتها من حال الى حال اجابي دون المساس بجوهرها الحقيقي المعني بتقويةالجوانب التربوية والعلمية و النسيج الاجتماعي وعدم خلق هوة وخنادق طبقيه واسعه في المجتمع العراقي علما ان اهم العوامل والاسباب التي تحقق التجانس المجتمعي هي : التعليم + خدمة العلم ( العسكرية) الجيش والشرطه وبقية المؤسسات المشابه الجامعه للتنوع في المجتمع العراقي لان مثل هذه المؤسسات ومخراجاتها تصنع التجانس والتقارب المجتمعي وتحافظ على النسيبج الاجتماعي وتقويته لان الجميع يقف امام العلم العراقي من كل الاديان والطبقات والاعراق والمذاهب والطوائف وكذلك المؤسسات التربوية والتعليميه الجامعه لكل ابناء الوطن الواحد وهم على قدم المساواة لا تمايز طبقي بين الجميع الغني والفقير في مؤسسات الدوله التربويه والتعليمية في بودقه واحده والجلوس على رحلة واحده جنبا الى جنب ولا مشكله في الدين والمذهب والعقيده الكل سواسيه لا فرق بين عراقي واخر

تصنيف جديد
صنعت سلالم التعليم الخاص والعام وانظمة الاستثمار في التربية والتعليمه وانتشارها في العراق تصنيف جديد لنظام التعليم بشكل ملفت للانتباه فيه العديد من الاشكالات بسبب التعدديه التعليميه وارتباطها بالتوزيع الطبقي والمادي للعائلات والافراد وهي ما يشبه مشاكل النقل والمواصلات في العراق اصحاب المليارات يتنقلون بسياراتهم الخاصة الفاره واخرين بالدراجات الناريه والبيسكلات والفقراء بالتكتك هؤلاء اصحاب التكتك يعني من حصة المؤسسات التربوية والتعليمية العامة الحكومية التي تعاني من المشاكل والاشكلات بكل انواعها خاصة في احيائنا الشعبية التي تتكدس فيها النفايات بعد ان غادرتها الخدمات العامه
خاصة والعراق اليوم يعيش سواده الفقر والتفاوت الطبقي بسبب الفساد وتراجع دور الدولة في احكام صمام الامان للحفاظ على المجتمع وتجانسه وانسجامه بعد ان اصبحت شريحة الفقراء في العراق هي الاكبر وبامس الحاجه الى بناء وتعزيز وتفعيل واعادة الحياة الى مؤسسات القطاع العام التربوية والتعليمية كما عشنها في السابق حيث كانت المدرسة الواحدة تضم أولاد الأغنياء والوزراء والطبقة المتوسطة والفقراء دون تفرقة أو تمييز كان ابن المحافظ او الوزير والمسؤول يجلس جنبا الى جنب مع ابن فراش المدرسه وعلى نفس الرحلة الواحدة فحفظ ذلك وحدة العراقيين وما لها من تاثيرات قيمية وعلميه ومجتمعية على ابناء الشعب العراقي الواحد هذه المدارس التي كانت بيت للفقراء والاغنياء ومن مختلف الطبقات الثقافيه والاجتماعيه والماديه وكان اسلوب التفكير والتعابير الانسانيه والاجتماعيه والوطنيه وواستقرار الافكار لها الفضل الاول والاخير على تعزيز المنظومه القيميه والدفاع عنها حفاظا على وحدة الوطن والمجتمع وعلاقاته الانسانية

خطه ونهج مدروس

اصبحنا نحن العراقيين اليوم في موقف لا نحسد عليه بعد ان غاب عنا وجود التصور الوطني الموحد القادر على ارساء قواعد ومنطلقات وضع الاسس والخطط والمسارات الواضحه لمؤسساتنا التربوية والتعليمية التي يشارك فيها كل اصحاب الاختصاص والكفاءات التربويه والتعلميه اصحاب الارادة الحقيقية في التغير وبتصور وطني واجتمناعي وعلمي ومهني لوضع خارطة طريق لانتشال مؤسساتنا التربوية والتعليمية العامه من الغرق ان هكذا دور واهمية وافكار وما شابهها اصبحنا الان نحتاجها بشده لخلق مجتمع وجيل قادر على البناء والابداع وهو الامر الذي يجب ان تهتم به مؤسساتنا التربوية والعليمية لخلق واعداد قادة من الشباب وفي جميع الاختصاصات بعتماد الخطط الستراتجيه وفعاليات ثقفافيه وعلميه وتربوية ذات اهمية من ضمن الخطط الستراتجيه لخلق اجيال قادره على تحمل مسؤولياتها الوطنيه والاجتماعيه والعلمية اعتمادا في ذلك على ما يملكه العراق من كفاءات ومفكرين من اصحاب الاختصاص في التربيه والتعليم القادرة على دعم واحتضان المواهب والقدرات الفائقه الموجودين في مدارسنا وجامعاتنا وفي جميع المراحل الدراسية باعتبار هؤلاء هم التنمية الوطنيه المستدامه في الحاضر والمستقبل وعلينا ان ندرك هذا الموضوع ونقف عنده قبل فوات الاوان لان ما يحدث اليوم من انفصام مجتمعي هوه سحيقه بين افراد المجتمع بسبب التفاوت والفوارق الكبيره والسحيقه بين مؤسساتنا التربوية والتعليميه وما يصرف على قطاعات التعليم الخاص من ارقام فلكية علما انا لست معارضا او بالضد من الاستثمار في المؤسسات التربوية والتعليمه بل اطالب بعدم الصمت اتجاه ما يحدث من تراجع ونحسار او تخلف في مؤسساتنا التربوية والتعليميه العامه ان الفواراق بين التعليم الخاص والعام ستشكل خطوره على المجتمع والدولة والتفوق العلمي والتربوي في وقت واحد
و لابد من دراسه مهنيه علميه موثقه تضع الامور في محتواها ونصابها تسمح للنهوض بقطاعاتنا التربويه والتعليمية العامه تسمح للعراق والعراقيين مواكبة روح العصر في جميع المجالات العلميه والتكنلوجيه ومفاصل البناء والاعمار والزراعة والصناعة كما تعيش دول العالم المتطور على المستوى الاقليمي والدولي وهذا يتطلب من المعنيين الاستماع الى الراي العام المطالب ببناء وتحديث وتطوير المؤسسات التربوية والتعليميه للقطاع العام بالابتعاد عن تجارب الخطأ والصواب انطلاقا من الحرص على السلامه المجتمعيه والوطنيه وضمان الغد المشرق والعيش الكريم للعراقيين .