الوصول للسلطة, وسيلة لتحقيق غاية أو هدف, قد تكون أحيانا غاية بذاتها؛ غير إنها تتطلب العديد من البرامج والآليات لتحظى بشرعية مناسبة ومقبولية؛ إما اللجوء للأدبيات القديمة والبالية, فلن يحقق سوى مزيداً من الدمار للشعب والبلد..!
هذا ما جنيناه طيلة العقد المنصرم, فبعد إن تحقق حلم زوال الديكتاتورية البغيضة؛ نصطدم بعقبات كأداء مستوردة عبر التاريخ من جحور ذلك النظام العفن..ذات الآليات التي تحكّم بها الطاغوت المقبور نجدها اليوم, ولم يختلف سوى عناوينها؛ فبعد إن كانت القومية شعاراً مناسباً لديمومة حكومة الأستبداد العفلقي, تقلبت الحكومة الجديدة بين شعار الوطن مرة, والطائفة أخرى!..عجزت كل الأصوات من إسكات صراخ المجانين الداعمين لحكم الصبية؛ والمسؤولية تقع على عاتق الجماهير؛ إن أرادت التغيير نحو الأفضل ؛ فلتقيّم قبل الأختيار..
قد يعجز الجميع من إيجاد فرص التقييم؛ فالناتج يصعب تقبّله, بيد إن رأس السلطة الحاكمة ومرشح الولاية الثالثة, ألزم نفسه الحجة قبل أن يلزم ناخبيه.. “ثمان سنوات كافية لتحقيق البرنامج” هذا ماقاله السيد المالكي؛ وأردف “إذا لم يكن لديه برنامج فلماذا نجدد له؟!”..بغض النظر عن المنجزات, فالرئيس يتحدث عن برنامج, بمعنى القدرة على تحييد المخالف وكسب المنافس على المستوى السياسي, والشروع بتنفيذ الخطوات العملية في مجال الأمن والإعمار والخدمات, أي أنه يفنّد نظرية المؤامرة, ولا شيء يعيق من يمتلك البرنامج..!
أنتهت الولاية الأولى, وشارفت الثانية على الإنقضاء, دون أي تقدّم, سوى في أعداد الموتى والأزمات والكوارث, بشقيها الطبيعي والبشري. لازال مالك القرار مصراً على الإستمرار؛ فماذا يعني لنا بقاءه في هرم السلطة؟!
قد تنتهي الأزمة, ويحدث الإنفراج في الربع الأول من دورته الثالثة, إن جدد له؛ لكن سبيل التجديد لن يأخذ غير المنحى الذي سار عليه, فالتنازل للكرد, أو للسنة لا يقضي على أساس المشكلة, ولعل إبقائها قائمة يدخل ضمن حسابات اللعبة الإنتخابية والسياسية؛ فهي الخيط الوحيد الذي يربط رجال الحكم ببعض الجمهور, وعليها تبنى الأفكار الإنتخابية والحديث التلفزيوني, لو أنتهت لن تجد الأبواق ما ستتحدث به سوى الفشل..
الصراع وقوده السلم والأمن الأهلي, وشعلته الأولى هم الجنس البشري المتبقي من العهد السابق, أولئك الذين لا يمكنهم العيش في بيئة طبيعية, فتحولوا من العربدة لــ (حامي البوابة الشرقية) إلى الطرب على أنغام مفخخات (حامي حمى المذهب)..!
ملاحظة رياضية/ لو أحصيّ عدد الشيعية المغدورين في حكومة المالكي, لفاق أعداد شهدائهم في عصر الطاغية.. ياله من مؤتمن خان الأمانة؟!