19 ديسمبر، 2024 12:52 ص

لمن ينظر لهذه الأرقام ، واذا كان من هواة تشجيع كرة القدم ، سيكون انطباعه الفوري ، أنها خطة أعدها المدرب زيكو لمنتخبنا الوطني  لمباراته القادمة ،لكن بإعادة النظر للأرقام مجددا سيجد بأنها تزيد أثنين عن فريق كرة القدم فالمجموع هنا ثلاثة عشر ، بينما الفريق 11 ، لكنه سيقع في الخيبة والكآبة عندما يعرف بان هذه التشكيلة يتوقف عليها مستقبل العملية السياسية ولا أقول مستقبل العراق ، لأننا وبعد سلسلة ماسي ونكبات وأزمات منذ سقوط المقبور على يد قوات العم سام وصلنا لهذه النتيجة ،وربابتنا عن فخر هم من سيجتمعون مجددا وفق التشكيلة التي ذكرت ، وهذه التشكيلة لن تخلو وحتما ، من  الطالباني ، البرزاني، الجعفري ، فؤاد معصوم ،خالد العطية ، همام حمودي ،علاوي ،  وأخونا أبو إسراء ، وبهائيات الاعرجي وأمير الكناني  كلهم ، لاعبون أساس في شوط العملية السياسية منذ السقوط في 2003 وليومنا هذا ،ولازالوا على استعداد للعب لعشر سنوات قادمة ، ففي هذه اللعبة ، لعبة المناصب والكراسي ،لا يوجد فيها أهداف ولا مدة زمنية محددة ، وتجري ليس بوجود مشجعين ” الشعب العراقي ” بل بوجود متفرجين هم المستضعفين من الشعب ، وهذه التشكيلة هي من شكلت الدستور وضمنته مصطلحات ، مثل قومية اكبر، قومية ثانية ، مادة 140 ، مادة 142، وأقرت إقامة الفدراليات ، فديباجة الدستور تقول بان العراق ، بلد ديمقراطي ، اتحادي ، فدرالي ، وهذه التشكيلة لم تقر قانونا للأحزاب لغاية يومنا هذا ، ولا قانون انتخابات عادل ،ولا قانون للنفط والغاز ، وهم كانوا  رؤساء وزراء ورؤساء جمهورية ، ورؤساء مجلس النواب  والوزراء والمستشارين ، ووكلاء الوزرات ، والمدراء العامين ،والنواب ، شكلوا الحكومة “الديمقراطية كما يدعون ”  بالتوافق ، والشراكة ، المشاركة ، وبالمكونات ،لكنها محاصصة بامتياز كما صرح أبو إسراء في مؤتمره الصحفي قبل زيارته لكوريا ، والمحاصصة تعني توزيع الغنائم ، هذا لك وهذا ، والويل لشعبنا المتعب ان اختلفوا ، وهم لم يتفقوا  ليومنا هذا ،  وركبهم قادنا ووضعنا الدولة الثانية في الفساد في العالم لا تسبقنا سوى الصومال حسب الشفافية الدولية ، وتبلغ نسبة الفقر عندنا 23% بتصريح الأمين العام للأمم المتحدة ، والبطالة 30% ،والأمية 24% ،ووفيات الولادات لكل ألف ولادة 48 %، مما يؤشر وضعا صحيا مزريا ، أخوننا الذين ذكرت تصرفوا بميزانية قدرها 400 مليار دولار  ،لم تحظى بها اي دولة في العالم .
في نهاية سبعينيات القرن الماضي ،استلم أربعة زعماء زمام السلطة في أربعة دول أسيوية ، هم الشيخ زايد في الإمارات ، الحريري في لبنان ،والدكتور مهاتير محمد في ماليزيا ،ما أنجزه هؤلاء في تنمية وتطوير وازدهار بلدانهم يوصف بالمعجزة لا أقول أكثر، في نفس المدة ، تسلط على رقابنا الدكتاتور المقبور ، وأوصلنا للحصار الاقتصادي والاحتلال ونحن أغنى بلد في العالم بثرواتنا الطبيعية  فقط، ناهيك عن آثارنا ومزاراتنا وطبيعتنا ، إنا اريد طرح سؤال عليكم لو أردنا تصنيف زعمائنا السياسيين ، ووضعهم في درجة بين من ذكرت من الرؤساء ، فاين سيكون تصنيفهم ، هذا ليس اجتهادا بل هذا ما سيكتبه التاريخ عنهم بامتحانه لأصحاب السلطة والقرار ، لكن اهانة التاريخ تكون للأبد وبلعنات كما تفعل الملايين الآن عند ذكر المقبور .
عندما سئل الدكتور مهاتير محمد عما انجزه خلال  رئاسته للوزراء في ماليزيا لعشر سنوات اجاب “
كانت صادرات ماليزيا السنوية 5 مليار دولار من المطاط أوصلتها الى 50 مليار من صادرات تكنولوجية كانت نسبة الفقر المدقع في ماليزيا 53% ، ومعدل الدخل السنوي 1000 دولار للفرد
أوصلتها ، فقر مطلق 3% ومعدل دخل سنوي 9000 دولار للفرد
كان لدينا 4 جامعات ، لدينا اليوم 80 جامعة 40 منها حكومية و40 خاصة وكلها تحظى بالاعتمادية الدولية للتعليم
واخيرا كنا بلدا لا مؤشر اقتصادي عالمي لنا ، نحن الآن في الترتيب 15 وسنصل في 2015 الى الترتيب الثامن .
ماذا سيقول سياسيونا بعد تركهم لمناصبهم وفق النظام الديمقراطي والذي تعتبر تداول السلطة حجر زاويته ، ووفق حساباتنا لن تزيد عن السنتين القادمة ، الكثير منهم ان لم اقل الأغلبية ، سيكونون في الشارع بلا منصب ولا جاه ، والناجي منهم ، من يفلت من ملفات فساد ستلتف حبالها على رقبته . اترك لكم التعقيب  مع اني اعرفها وستكون ، انجزنا ،نجاح العملية السياسية، توافق المكونات ، الشراكة المشاركة .
[email protected]