مؤتمر قمة بغداد من زاويةٍ ما .!

مؤتمر قمة بغداد من زاويةٍ ما .!

قد لا يصحّ الحديث مسبقاً عن هذا المؤتمر القادم قبل انعقاده , باستثناءٍ اشارةٍ غير عابرة الى سهامٍ نقديةٍ مدبّبة ما انفكّت تتردّد في الميديا والسوشيال ميديا حول تخصيص 300 مليار كنفقات تغطية متطلبات المؤتمر والذي يترآى أنّه مبلغ مبالغ فيه الى حدٍ ما , والذي اغلب الظن أنّ فترة انعقاد المؤتمر قد لا تتجاوز بضعة ساعات ولا نقول سويعات .! , لكنّنا لسنا بصدد ذلك الآن

أمّا عن الزاوية الخاصة التي نروم التطرّق عنها , والتي للأسف لم يجرِ التطرّق اليها من أيٍّ من وسائل الإعلام او وسائل التواصل الأجتماعي , فمنذ فترةٍ قصيرةٍ ومن خلال التحضيرات لتزيين العاصمة لإستقبال القمّة , لاحظنا بما يكاد يخطف الأبصار شعاراً موحّداً وبالخط العريض , مدوّناً ومكتوباً على ” لافتات ويافطات ” يملأ الشوارع الرئيسية في بغداد , وفي التقاطعات والساحات وسواهنَّ , نصّ الشعار : –
< القمّة , حوار وتضامن وتنمية > .!
لا نستبق الأمور في تفكيك مفردات هذا الشعار بالتساؤل عن طبيعة وماهية ” الحوار ” الذي سيدور في المؤتمر , ولا دليل مسبق لدينا عن مديات تضامن كافة الدول الأعضاء او رؤسائها مع العراق وعن علاقاته بدول الجوار وسواها , ولا عن الموقف المتأزّم والمشتعل الآني حول احقيّة اعادة ” خور الزبير” الى العراق من سيطرة الكويت عليه ( والذي اضحى مسألة داخلية وخارجية معاً .! ولا نشأ التوسّع في هذا الموضوع حالياً ) والذي نرجّح بإفتراض عدم تضامن قادة الدول الذين سيحضرون المؤتمر ” وخصوصاً دول الخليج مجاملة واكثر منها لدولة الكويت ” ..
بالعودة الميمونة الى هذا الشعار ومفرداته الثلاث , فأين يكمن موقع < التنمية > في مؤتمر القمةِ هذا , وهل هي من جدول اعمال المؤتمر .! وهل ستنمو التمية خلال ساعات المؤتمر المعدودة .!؟
, ثمّ اذا ما اتفقنا أنّ الذي قام بتأليف كتابة هذا الشعار المنتشر بأنّه يفتقد الدراية والقدرة التعبيرية بفن ومتطلبات كتابة الشعارات ” ومدى تأُثيرها وانعكاسها على الجماهير ” , انّما التساؤل يدور ويحوم حول صمت كبار مسؤولي الدولة ال VIP ووزارة الخارجية ومؤسساتٍ رسميةٍ اخرى عن عدم ايراد ووضع هذه المفردة غير المناسبة داخل هذا الشعار .!؟
النقطة الموازية الأخرى , والتي لعلها اكثر اهمية من سابقاتها ( والتي نحذّر منها من باب الحرص ) فهي عدم اقامة ” استعراضين لحرس الشرف ” داخل مطار بغداد او في القصر الرئاسي , مثلما فعلوها بعض رؤساء الوزراء السابقين في الحكومات السابقة .! فهذا أمرٌ معيب ولم يحدث في ايّ دولةٍ اخرى من قبل , ولا يعدو سوى كونه شخصنة دعائية إمّا لرئيس الجمهورية او رئيس الوزراء .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات