23 ديسمبر، 2024 6:37 ص

مؤتمر سنة العراق في (أنقرة)

مؤتمر سنة العراق في (أنقرة)

اجتمعت القيادات السنّية العراقية في (أنقرة) يومي الثاني والثالث من الشهر الحالي ، أعني به السابع من سنة 2018 م ، لمناقشة مستقبل المكوّن السنّي العراقي، وأهم الأخبار التي تسرّبت عنه ، هي :
(أوّلاً). توحيد الموقف السنّي العراقي ؛ ليكون (خميس الخنجر) رئيساً للتحالف السنّي ، ولكن إلى الآن لم يتبلور شيءٌ واضحٌ ، بل كان هذا الكلام محلّ نقاش وجدلٍ ، ويمكن القولُ : إنّ الكتلة السنّية الأكبر تكاد تتشكل في (أنقرة) )، وقد تمّ الاتفاق على الخطوط العريضة .
والآن تمّت مناقشة تشكيل لجنة قيادية سنّية تضمّ «خميس الخنجر ، وأسامة النجيفيّ ، وسليم الجبوريّ ، وجمال الكربوليّ ، وسعد البزّاز ، وأحمد الجبوريّ ، ومثنّى السّامرائيّ » .
ويشاع أنّ السنّة يفكّرون في أنْ تكون بيدهم رئاسة الجمهورية ، ولكنّ هذا الأمر إلى الآن مجرّد فكرةٍ لن تتبلور ، ولم يتمّ الاتفاق عليها ؛ لأنّ الأمر مرتبط بالكُرد بجميع أحزابهم ، وبالسنّة بجميع أحزابهم ، فضلا عن وجود الاستحقاقات الدّستورية .
حسب المصادر فإنّ اجتماع (أنقرة) يهدف إلى إنهاء الخلافات بين القوى السنّية وتحديداً بين أسامة النجيفيّ وسعد البزاز ، وخميس الخنجر .
(ثانيا). حسب إلينا أنّ السعودية والسفارة الأمريكية تجد في الموقف السنّي ضعفاً في كلّ جوانبه ، ومن أبرزه عدم وجود قائمةٍ محددةٍ أو حزبٍ محددٍ قد تمكّن من أن يحصد عدداً كبيرا من الأصوات ؛ ليكون النواة في قيادة السنّة السياسية ، بل الأصوات والمقاعد السنّية موزّعةٌ على أعداد من (20) إلى (15) إلى مادون ذلك ، وهذا ممّا يصعب معه جمع الموقف السنّي وتوحيده .
(ثالثا). من الأسباب التي تزيد في تعقيد الموقف السنّي وضعفه أنّ القائمة الكبرى هي القائمة الوطنية التي حصلت على (24 ) مقعداً ، وهذه القائمة منها (6) شيعة لعلاوي ، وقد لوحظ من قبل سنّة العراق والخليج أنّ علاوي أخذ يدخل بتحالفات مع الشيعة كـ «الحكمة ، الوطنية ( الوفاق) ، النصر ، سائرون» الذي أعلن عنه بنحو أوّليٍّ بتاريخ 16-6-2018,وهذا يعني أنّ «الوطنية» التي هي القائمة الكبرى معرّضة من قبل إياد علاوي إلى التفكك أو أنْ يتصرّف علاوي _ كونه رئيس القائمة – خلاف المصالح السنّية ؛ لذا تمّ سحب السيّد سليم الجبوريّ ، وصالح المطلك إلى (أنقرة) حتّى يتمّ خلق تحالف جديد بعيداً عن إياد علاوي ، وبهذا يكون مؤتمر (أنقرة) عبارة عن إعادة صياغة إلى التحالفات السنية.
(رابعاً). من المشاكل التي يعانيها الموقف السني التي تؤدّي إلى ضعفه أنّه لا توجد أيّ نقاط تقارب بين القيادات السنّية ، بل الخلافات ضاربة في العمق بينهم ، فنجد أنّ ( صالح المطلك ، علاوي ، أسامة النجيفيّ ، خميس الخنجر ، سليم الجبوريّ ، جمال الكربوليّ ، سعد ، أحمد الجنابيّ ، وغيرهم ) هؤلاء موزّعون على شكل محاور وتحالفات ، وربّما 90% منهم لا يوجد بينهم أدنى تواصل واتفاق أو تنسيق.
(خامساً). الآن في انتخابات عام 2018 ظهرت قيادات جديدة تمتلك عدداً من المقاعد أكثر بكثير من جميع القوى السنية ، وهم الحلبوسي (الأنبار هويتنا) ، وأحمد الجبوري ، وهذا الأمر بدوره يعقّد المشهد السنّيّ؛ إذ يجعل القوى السنّية الأساسية لا تمتلك رصيداً من المقاعد تستطيع أنْ تفاوض به وتفرض إرادتها ، بل ستكون منقادةً ومضطرّة إلى التنازل إلى الجبوري والكربوليّ وسائر القوائم ذات المقاعد الأكثر.
(سادسا). بعض القيادات السنية الآن تمتلك رؤيةً مخالفةً تماماً للرؤية الخليجية، فبعض القوائم والأحزاب الفائزة قد غادرت الوقوع تحت تأثيرات المشروع الخليجي التقسيمي ، وتريد الالتحاق بالمشروع الوطني ، بهدف التفاهم مع المشروع الشيعيّ في بناء تحالف وطنيّ ، وهذا الموقف من بعض القوى السنّية يعقّد المشهد على الدّور الخليجيّ في العراق بعد خروج عدد من الأحزاب السنية من الهيمنة السّعودية ممّا يتعذّر بنسبةٍ كبيرةٍ جمع السنّة في موقف موحّد في (أنقرة) أو غيرها
(سابعاً). من أسباب الضّعف السنّيّ أيضا أنّهم اليوم موزّعون على محاور ، فمنهم متحالفٌ مع العباديّ كالحزب الاسلاميّ ، والبيارق ، ولا يقبل التنازل عن هذا التحالف ، ومنهم متحالفٌ مع المالكيّ كأحمد الجبوريّ ، وجمال الكربوليّ، تحالف بغداد بقيادة سعدون الدليميّ ، ومنهم متحالف مع السيّد مقتدى الصّدر والحكمة كإياد علاوي ، ومنهم مَنْ يريد أنْ يكون للسنّة موقعٌ مستقلٌّ بعيدٌ عن التحالفات وهم (خميس الخنجر) ، ومنهم قريب من تيّار الحكمة ، كأسامة النجيفي
لهذه الاسباب وغيرها نجد أنّ الموقف السنّي في غاية الضّعف وأنّ مؤتمرات تركيا سوف لا تأتي بجديد ، سيّما وهي ليست بجديدةٍ ، بل يمكن أنْ يقال : إنّه لا تمرّ سنةٌ إلّا وكان هناك مؤتمر للسنة في الخليج أو تركيا ، ولكن إلى الآن لم تفلح أيٌّ من المؤتمرات في خلق رؤية موحّدة للمكوّن السنّيّ