23 ديسمبر، 2024 9:25 م

مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي والحضور العراقي غير المبرر ؟

مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي والحضور العراقي غير المبرر ؟

كشفت الدعوات التي قدمت من قبل حزب العدالة والتنمية التركي والذي يرأسه السيد رجب طيب أوردغان رئيس الحكومة التركية كشفت هذه الدعوات أختبارا لايقبل الشك للهوية الوطنية للآفراد وألاحزاب الذين وجهت اليهم الدعوة ؟
كما كشفت تلك الدعوات عن مدى هشاشة العلاقة بين ألاحزاب العراقية لاسيما أحزاب السلطة , وأثبتت أنها لم تبنى على ولاء وطني نابع من الحرص على وحدة القرار العراقي لاسيما في المسائل الخارجية .
لقد سقط في هذا ألاختبار الذي لم يكن ألاول كل ألاحزاب والشخصيات التي حسبت على العملية السياسية في العراق
وسبب هذا السقوط هو غياب كل من :-
1-  الوعي الوطني
2-  الفهم السياسي
3-  الوحدة الوطنية
وألاسباب التي حددت هذا السقوط هي :-
1-  قيام الحكومة التركية بشخص رئيسها السيد رجب طيب أوردغان وهو رئيس حزب العدالة والتنمية صاحب الدعوة بتوفير اللجوء وألآحتضان لشخص عراقي أتهم من قبل القضاء العراقي بمبررات قانونية تختص بألارهاب وعندما هرب ذلك الشخص من وجه القضاء وجد أحتضانا من قبل كل من قطر والسعودية وهي الدول التي تناصب العراق كراهية غير متوقعة لما حدث فيه من تغيير بعد 2003 ؟
2-  لم تكتفي الحكومة التركية بأحتضان السيد طارق الهاشمي فقط وأنما أصرت على عدم تسليمه للحكومة العراقية متحدية بذلك المعاهدات الدولية في هذا الشأن , ومتحدية أواصر الجوار والعلاقات المشتركة بين الشعبين العراقي والتركي ومتنكرة لمصالحها التجارية في العراق والتي لايمكن لآي دولة أن ترجح حساباتها الطائفية على حساب مصالحها الوطنية في التجارة وألاستثمار وهذا مافعلته حكومة السيد أوردغان خلافا لكل ماذكرنا ؟
3-  وعندما أصدر القضاء العراقي حكمه المعروف بشأن السيد طاق الهاشمي أكدت حكومة أوردغان أصرارها على عدم تسليم الهاشمي للحكومة العراقية ؟
4-  وعندما أصبح ألانتربول الدولي مسؤولا عن قضية تسليم  الهاشمي بناء على طلب حكومة منتخبة ذات سيادة ولها قضاء مستقل هي حكومة جمهورية العراق رفض السيد أوردغان رئيس الحكومة التركية ورئيس حزب العدالة والتنمية تسليم العراقي المدان قضائيا الى ألانتربول الدولي وظل الهاشمي يحظى بتوفير ألاجواء ألاعلامية التي ساعدته على أطلاق تصريحات تطعن بالقضاء العراقي وبالحكومة العراقية , ولم يتوقف عند ذلك وأنما بدأ يدعو للتحريض الطائفي داخل العراقي مستفيدا من وجود جماعات تنظيم القاعدة الوهابي التي لاتعرف سوى أراقة الدم العراقي وأشاعة الرعب في نفوس المواطنين .
5-  أصرار الحكومة التركية بشخص رئيسها أوردغان ووزير خارجيتها أحمد داود أغلو على مشاركة المدان قضائيا والهارب من وجه العدالة العراقية في مؤتمر حزب العدالة والتنمية المنعقد في تركيا والذي شكل مناسبة الدعوات ” الفخ ” التي وجهت للآحزاب والشخصيات العراقية ليس حبا بهاو أنما أمعانا في تمزيق الصف العراقي المتهرئ أصلا على مستوى أحزاب السلطة ومن يفق معها من المنتفعين والمتزلفين الذين شوهوا وجه الحضور العراقي الحكومي في أكثر من مناسبة ومجال ومنها :-
أ‌-      مناسبة تشييع أمير الكويت السابق حيث ذهبت أربعة وفود من أحزاب السلطة خلافا لكل ألاعراف الدبلوماسية في مثل هذه المناسبات .
ب‌-                      مناسبة وفاة ملك السعودية السابق حيث ذهبت مجموعة وفود وأفراد مما شكلوا مظهرا من النشاز الذي لم يحترم
ت‌-                      مناسبة وفة ولي العهد السعودي ألاخير حيث ذهبت وفود من بينها شخصيات رئاسية لم تحترم حيث خرج لآستقبالهم موظف أستقبالات عادي مما كانت صفعة للدبلوماسية العراقية وأهانة لمن حضر ولكنهم سكتوا عليها ؟
6-  ومما يجعل كل من ذهب لحضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية ساقطا في ألامتحان هو أن رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي وجهت له الدعوة من قبل أوردغان وأعتذر عن قبولها في الوقت الحاضر وكان السيد نوري المالكي محقا ومصيبا في ذلك نقول هذا لا من أجل السيد نوري المالكي , ولكن من أجل العراق الذي يجب أن يحترم في الوسط الدولي ولاسيما من قبل دول الجوار , ثم أن السيد أوردغان تمادى كثيرا هو ووزير خارجيته في التدخل في الشأن الداخلي العراقي وكانوا سببا مباشرا في التحريض الطائفي , وزيارة أحمد داود أغلو ألاخيرة لآربيل ثم لمدينة كركوك دون علم الحكومة المركزية ألاتحادية هو أستفزاز غير مقبل وتجاوز على الحق السيادي غير مسموح به ؟
7-  والذين لبوا قبول الدعوة وذهبوا الى تركيا ثم رفضوا دخول قاعة المؤتمر لوجود طارق الهاشمي فيها سجلوا على أنفسهم الخطأ مرتين , مرة لآنهم لبوا دعوة كان قد رفضها رئيس الحكومة العراقية ألاتحادية , ومرة لآنهم ذهبوا وهم يعلمون أن أوردغان صاحب الدعوة هو من يحتضن المدان طارق الهاشمي وبالتالي مسألة حضور المدان لذلك المؤتمر لاتحتاج الى كثير من التبصير لمن يفهم المواقف السياسية ؟
8-  وكل الذين لبوا الدعوات من عرب وأكراد وتركمان أحزاب وشخصيات وعشائر هم مخطئون وطنيا ودستوريا في حضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي , أما وطنيا لآن الذين قبلوا الدعوة وذهبوا الى تركيا يعلمون أن رئيس الحكومة قد رفض الدعوة , وكان الواجب الوطني من قبل هؤلاء أن يعرفوا حق التضامن الوطني مع رئيس الحكومة لا من أجل شخصه ولكن من أجل أحترام هيبة الحكومة والدولة العراقية أمام الخارج ؟ وأما دستوريا لآنهم لم يتحرموا المواد الدستورية رقم 106 ” التي تنص على ” تحافظ السلطات ألاتحادية على وحدة العراق وسلامته وأستقلاله وسيادته ونظامه الديمقراطي ألاتحادي ” وتلبية هذه الدعوات التي رفضها رئيس الحكومة ألاتحادية هو تفريط بالسيادة والوحدة الوطنية , وأما المادة رقم ” 107 ” – أولا – فتنص على ” رسم السياسة الخارجية والتمثبل الدبلوماسي من أختصاص السلطة ألاتحادية ” وهذه الدعوات تدخل في أختصاص رسم السياسة الخارجية وهي من أختصاصات الحكومة ألاتحادية وبما أن رئيس الحكومة ألاتحادية رفض هذه الدعوة أو أعتذر عن الحضور فكان ألاولى والواجب الوطني على الجميع أن لايلبوا هذه الدعوة أحتراما للعراق وسيادته الوطنية ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]