23 ديسمبر، 2024 3:05 م

مؤتمر بغداد لمكافحة الارهاب تشريع لأرهاب حكومة المالكي

مؤتمر بغداد لمكافحة الارهاب تشريع لأرهاب حكومة المالكي

من الضروري العمل وبكل الوسائل المتاحة على عقد مؤتمر او اي نشاط دولي واقليمي للاعداد صيغة عمل علمية مشتركة مع دول المنطقة للخروج باستراتيجية لمكافحة الارهاب بعد ان ضرب الارهاب العراق طولا وعرضا وكبد شعبنا الالاف القتلى والجرحى ومئات الملايين من الدولارات .
هذا النشاط وان جاء متاخرا الا انه يحسب عملا ايجابيا للحكومة العراقية بشكلها ” الرسمي” ونتمنى ان يخرج ليس بتوصيات كعادة مؤتمرات المصالحة العراقية البائسة ومنها مؤتمر الشرف الذي استبيح شرفه منذ اول لحظة , بل يجب الذهاب الى ابعد من ذلك حيث الخروج بأستراتيجية علمية قابلة للتطبيق تشترك بها دول المنطقة لمكافحة الارهاب.
وعلى اساس ذلك وبحضور قرابة 50 دولة ونحو 35 مركز أبحاث دولي مختص بالشأن الأمني، تم عقد مؤتمر بغداد الأول لمكافحة الإرهاب  في بغداد يوم 12 -3  والذي تضمن محاور عدة، تتعلق بـ” التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب” ومتابعة وسائل الإعلام المحرضة وكذلك الاستفادة من التجارب العالمية في إطارمكافحة الارهاب  .
سيشارك في هذا المؤتمر حسب قول الفريق قاسم عطا الناطق الرسمي باسم المؤتمر، أربعة مستويات من الوفود وهي:-
المستوى الأول : وكلاء وزراء الخارجية.
المستوى الثاني: ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.
 المستوى الثالث : رؤساء أجهزة مكافحة الإرهاب في البلدان المشاركة .
وأخيرا المستوى الرابع: سيخصص للباحثين والمشتركين الذين يمثلون مراكز الدراسات الإستراتيجية المعنية بالشأن الأمني.
ومن المؤمل أن يُختتم المؤتمر المذكوريوم 13-3 بإصدار توصيات متفق عليها بين المشاركين، وكذلك التوصل إلى تعريف لمفهوم الإرهاب يتفق عليه الجميع، وان يخرج المؤتمر باتفاقات ثنائية بين العراق والدول المشاركة في مجال تبادل المعلومات حول الإرهابيين.
غايات حكومة المالكي من عقد المؤتمر:
سوف لا اناقش مستوى التمثيل المتواضع للوفود المشاركة في المؤتمر ولا مستوى اهتمام السيد نائب رئيس الجمهورية والذي اظهرت لنا صور بثته الفضائيات استغراقه في النوم , لكن سنركز على الغايات الرئيسية لانعقاد المؤتمر وفي هذه المرحلة على وجه التحديد.
حيث تتزامن مع ايام المؤتمر من حيث الدعوة والانعقاد قضيتين اساسيتين هما:
1.الهجوم على محافظة الانبار وبعض المناطق السنية المنتفضة
2.قرب انتخابات مجلس النواب العراقي
يذكر ان المالكي في زيارته الاخيرة لواشنطن واثناء القائه كلمة في معهد السلام الاميركي عرض عليهم اقامة مؤتمر لمكافحة الارهاب في مسعى لتحقيق مايلي:-
1.ارضاء الولايات المتحدة الامريكية عن منهجه الدكتاتوري الطائفي بعد ان جوبه بالنقد.
2.محاولة اصدار موافقات الادارة الامريكية على صفقات السلاح.
3.اخذ موافقة الولايات المتحدة على استراتيجيته في القضاء على الانتفاضة السلمية والتي وصفها بالارهابية.
4. سعي المالكي لكسب الدعم الاقليمي والدولي لما يدعيه مكافحة الارهاب.

حضور العراقيين الى المؤتمر:
من خلال متابعة المؤتمر لوحظ عدم حضور غالبية القوى الرئيسية المشتركة في العملية السياسية وعلى الخصوص التيار الصدري والقائمة العراقية وغيرهم مما يوحي للناظر ان المؤتمر خاص بحزب الدعوة ومن تحالف معه.
تعريف الارهاب:
لايمكن لمؤتمر مكافحة الارهاب من الخروج بتعريف واضح لمفهوم الارهاب , هذا التعريف الذي يمكن ان يكون اساسا لفهم حقيقة الارهاب, وان معضلتهم في ذلك كمعضلة الكثير من الدول والهيئات ومراكز البحوث في الوصول الى تعريف حقيقي للارهاب وان سبب ذلك واضح لان الكثير من الدول الحاضرة الى المؤتمر بالرغم من انها ضحية من ضحايا الارهاب الا انها مارسته ولازالت تمارس الارهاب بحق الابرياء السلميين.
نوعية الاعمال الارهابية:
تحدد الاعمال الارهابية عادة بجانبين الاول, الجانب الاعلامي التحريضي والثاني الجانب العملي التنفيذي ويقع بينهما الكثير من الاعمال والاستحظارات التي تصب في نهايتها بتنفيذ العمل الارهابي بدأ من مفاتحة عناصر معينة بغية تجنيدهم مرورا الى تدريبهم وارسالهم الى ساحة العمل وصولا الى مرحلة التنفيذ.
توصيف القوى الارهابية:
بات من السهولة بمكان توصيف القوى الارهابية وعادة ما ياتي التوصيف عبر نوعية عملياتهم او ماهية خطابهم العقائدي ثم برنامجهم العملي.
عند النظر لهذه المعطيات سنلاحظ اسطفاف الكثير من القوى والحركات الى جانب تنظيم القاعدة في درجة اجرامهم بل تراهم يقفون في نفس الصف من حيث نوع العمل والجهة المستهدفة وغايات واهداف العمل كما نلاحظ تشابها ملحوضا في الية تنفيذ العمل وقد تختلف في التوجه العام او الاهداف السياسية ومثل ذلك نلاحظ تشابها في مايقوم به تنظيم “داعش” في سوريا مع ماتقوم به الميليشيات العراقية المدعومة من حكومة المالكي على الارض السورية.
كذلك نلاحظ تشابها في اعمال الاجهزة الامنية لحكومة المالكي حيال المواطنين الابرياء مع ما قامت به قوات الاحتلال الاميركي -البريطاني وما فضيحة ابي غريب الا كما هي فضيحة ملجاء الجادرية.
وللخروج بنتائج تخص هذا المبحث, يرى الباحث ان اية قوة او جماعة او حزب تقوم باستهداف المواطنين الابرياء حتى لو كانوا معارضين لسياستهم او برنامجهم, فهي قوى ارهابية تعمل على بث الرعب والخوف وتسعى لقتل الابرياء.
ووفق هذا التوصيف البسيط جدا والذي لايغفل عنه جميع من اشترك في المؤتمر, يمكن تحديد وتوصيف القوى الارهابية لكن معظلة القائمين على اعمال المؤتمر لديهم قوى مسلحة تمارس الارهاب يوميا بحقق المواطنين الابرياء.
يلاحظ في بعض مناطق بغداد يافطات نعي لشباب قتل في سوريا تعلق في الساحات العامة وتحت وصف” شهيد” والى ماغير ذلك من تسميات, فتصور اخي القارئ الكريم ان منطقة حي العامرية الكائن غرب بغداد وذو الاغلبية السنية قد علقت يافطة نعي لشاب عراقي قتل في سوريا مع المعارضة وضد نظام الاسد, هل تتصورون ماذا سيحدث لحي العامرية من قبل اجهزة الحكومة.
الارهاب والطائفية:
لايمكن لقوى طائفية ضيقة التفكير محدودة الافق ان تدعي مكافحة الارهاب بل يمكن القول بانها جزء رئيسي من الارهاب بل اداة من ادواته حيث يتعلق ذلك بالجانب العقائدي اولا حيث استخدام لغة الحشد الطائفي في تجنيد العناصر وتطوعها للقيام بالاعمال الارهابية وما خطاب تنظيم القاعدة في استهداف الشيعة بشكل عام بعيدا عن استخدام نفس سياق الخطاب الطائفي في تجنيد مقاتلي العصائب او فيلق بدر او جيش المهدي او حزب الله.
حاضنة الارهاب:
يوما بعد يوم تتكشف الحقائق والتي كانت غائبة عن البعض في ان الحكومة العراقية والمتمثلة بقيادة حزب الدعوة وحلفائه هم حاضنة الارهاب في المنطقة وليس في العراق فحسب عبر سلسلة من الاعمال المفضوحة والتي لم تعد خافية على الكثير من ابناء العراق فما بال من يدعي ان لهم علم وبحث في مكافحة الارهاب من المشتركين في المؤتمر سواء كانوا وزراء المالكي مثل ” وزير التربية” او الباحثين العرب والاجانب.
1. ان سكوت حكومة المالكي عن الاعمال الاجرامية التي تقوم بها ميليشيات معلومة لدى الحكومة ذات تنسيق مع المالكي مثلما يدعي “واثق البطاط ” تقوم باعمال الاعتقال والقتل والترويع والتهجير وبشكل خاص في محافظة ديالى , انه نوع واضح من ممارسات الارهاب المدانة.
2.ان علم حكومة المالكي وتقديمها التسهيلات كافة لارسال ميليشيات مسلحة عبر الحدود لتقاتل ضد الشعب السوري تحت ذرائع معينة مثل لواء ابو الفضل العباس ولواء عمار بن ياسر وغيرها من التسميات بالرغم من وجود قوى ارهابية على الارض السورية متمثل ب” داعش” حيث يمارس الجميع قتل الابرياء, لهو ممارسة حقيقية في تصدير الارهاب.
3.قيام الاجهزة الامنية والعسكرية العراقية وبامر من القائد العام للقوات المسلحة بحملات اعتقال ضد الابرياء شملت العراق من جنوبه الى شماله حيث بلغت الحملات في الشهر الماضي اكثر من 160 حملة شملت قسم كبير من الابرياء لهو دليل على ممارسة الارهاب, هذه الممارسات اصبحت مثار اهتمام للكثير من المنظمات القانونية والانسانية الدولية ومنها الاميركية والبريطانية وغيرها والتي قامت بتدوين وتوثيق جرائم الاجهزة الامنية والقوى العسكرية  بحق الابرياء بالصورة والصوت , وتسعى لاستحصال موافقات بعض الدول الاوربية لاقامت محاكم جرائم حرب ضد الانسانية قامت بها السلطة الحالية الحاكمة في العراق.
4.تواردت الاخبار عن قيام فيلق القدس الايراني بتاسيس معسكرات تدريب لعدد من العناصر الاجنبية للتدريب فيها على ارض العراق وخصوصا في محافظة البصرة بغية ارسالهم لتنفيذ اعمال ارهابية في مناطق معينة حيث يتم كل ذلك تحت علم مكتب رئيس الوزراء.
5.اعلان اكثر من مسؤول حكومي وغالبيتهم اعضاء في احزاب تمثل “الائتلاف الشيعي الموحد” بالقول ان عمليات اطلاق سراح بعض قادة تنظيم القاعدة من سجن البصرة وسجن ابي غريب وسجن التاجي تمت باوامر من مكتب رئيس الوزراء ومنهم تصريح وزير العدل وهو من كتلة حزب الفضيلة او السيدة مها الدوري من التيار الصدري دليل على الاسهام المباشر من قبل مكتب رئيس الوزراء بادارة بعض عمليات تنظيم القاعدة في العراق خدمة لاهداف معلومة ليست مدار بحثنا الحالي.
6.تتعرض مدن الفلوجة , الكرمة , الصقلاوية والرمادي الى موجات قصف عشوائية استهدفت المدنيين تحت ذريعة مكافحة الارهاب, تنفذه الوحدات العسكرية والامنية دون تفريق حقيقي بين الارهابي والمدني الامن ,بل ذهب بعض قادة القائد العام الى اعتبار ان جميع اهل الانبار هم ارهابيون ودليل ذلك اسلوب تعامل بعض هؤلاء القادة حيال النازحين من الفلوجة في منطقة سامراء او صلاح الدين وقد اعلنت مستشفى الفلوجة مؤخرا عن بلوغ عدد القتلى والجرحى من ابناء الفلوجة والنواحي المرتبطه بها فقط (878) قتيل وجريح.
7.قيام بعض الوحدات الامنية والعسكرية بالتمثيل بالجثث واعدام مشتبه بهم ميدانيا ودون محاكمة عادلة.
8.قيام محاكم المالكي باصدار قرارات عفو خلال يوم واحد عن شخصيات متهمة بالارهاب ,باوامر من المالكي شخصيا , هذه الشخصيات كانت تقدم الاسناد الاعلامي الكبير من خلال بث نشاطات وعمليات تنظيم القاعدة في العراق.
9.التصريح الاعلامي المستمر للسيد المالكي باستهداف مكون محدد من ابناء الشعب العراق  وقد وصل حد التطرف الى التوصيف بان بينه وبينهم “بحر من دم” حيث لم يورد في حديثه  تشخيص واضح للحال كي يعرف ما المقصود من ذلك, ان هذا الادعاء هو عملية ارهابية واضحة في تهديد المخالف بالدم والقتل تمارس من رئيس السلطة الادارية الحاكمة.
مقاومون لا ارهابيون , بعض قيادات العشائر في الانبار:
ليس خفيا على احد , ان القيادات العشائرية الفاعلة والتي وقفت الى جانب عشائرها للدفاع عنها هي اول من قاتل ودحر تنظيم القاعدة في مرحلة كانت الحكومة العراقية واجهزتها كافة عاجزة عن فعل اي شيئ, وليس هنا مجال الترويج الاعلامي لهم, لكن ارى من الضروري ذكر بعض الاسماء من التي تقود الانتفاضة المسلحة دفاعا عن مدنها وعشائرها والتي يعتبرها المالكي قوى ارهابية تعمل باوامر “داعش” وذلك لدحض ادعائاته الباطلة, مع كامل احترامي وتقديري لكافة شيوخ وابناء قبائل الانبار خصوصا والعراق عموما.  
1.الشيخ علي الحاتم العبد الرزاق علي السليمان , امير قبيلة دليم, حيث كان من القيادات التي قاتلت القاعدة فيما سبق كما انه تحالف مع كتلة المالكي في الانتخابات السابقة وقد استهدف لاكثر من مرة من قبل تنظيم القاعدة.
2.الشيخ رافع المشحن الجميلي, شيخ قبيلة جميلة, من اوائل الشيوخ الذين قاتلوا تنظيم القاعدة وقد قتلت القاعد(5) من اخوته واكثر من( 75 ) رجلا من اولاد عمومته.
3.الشيخ لورنس الحردان , شيخ عشيرة البو عيثة, من اوائل الشيوخ الذين دحروا الارهاب في منطقته وقد قتلت القاعدة شقيقه نائب محافظ الانبار عام 2005 والجدير بالذكر انه ابن عم وشيخ المدعو وسام الحردان احد  قادة صحوات المالكي.