23 ديسمبر، 2024 9:17 م

مؤتمر بغداد حجر في ماء راكد

مؤتمر بغداد حجر في ماء راكد

قد يقال ان مشكلة الارهاب بلغت من الحجم والتفشي درجة لا يمكن الاحاطة بها عن طريق المؤتمرات، ولا يمكن القضاء عليها عبر التصريحات واصدار البيانات، ان الامر بحاجة الى وقفة عالمية والتزام دولي تشرف عليه الامم المتحدة ويتابعه مجلس الامن الدولي ،على ان توضع قرارات صارمة تعاقب الدول التي تساند المنظمات الارهابية سواء بالايواء وتوفير الملاذ الامن او بالدعم المالي والاعلامي  والترويج لافكاره او بالتسليح والتدريب ، غير هذه الوقفة الجادة فان كل الحلول تبقى ناقصة ولن تؤدي بالنتيجة الى القضاء على الارهاب ولا حتى اضعافه .وهذا الرأي صحيح جدا لكن اقامة المؤتمرات ضرورية لتحريك المسألة على الاقل لكشف واحراج الدول التي اسست للارهاب ومازالت مستمرة بدعمه ماليا ولوجستيا واعلاميا ، ولعل مؤتمر بغداد سيكون البداية لتشجيع باقي الدول والمنظمات على التصدي بحزم للارهاب، فضلا عما يستفيده العراق من خبرات الدول والمنظمات المشاركة في مجال مكافحة الارهاب خاصة وان المؤتمر مدعوم من هيئة الامم المتحدة والاتحاد الاوربي والمنظمات العالمية  .أعمال مؤتمر بغداد الدولي الاول لمكافحة الارهاب تضمنت  18 ورشة عمل ناقشت البحوث المقدمة من المراكز البحثية والمشاركين في المؤتمرالذي اقيم للفترة 12- 13 آذار بمشاركة اكثر من  خمسين دولة والعديد من المنظمات الاقليمية والدولية المتخصصه بمكافحة الارهاب .
شدد البيان الختامي لمؤتمر مكافحة الارهاب،  على ضرورة الحيلولة دون حصول الارهابيين على غطاء سياسي او اعلامي، داعيا الى تبادل الخبرات والتعاون بين الدول في مكافحة الارهاب وتجفيف منابعه وضرورة اعتماد إستراتجية لمكافحة الإرهاب.
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر التوصيات الآتية :
1- السعي لتطوير المنظومة القانونية الدولية المتعلقة بالإعلام من اجل حظر الخطاب الاعلامي المحرض على العنف والكراهية والتكفير والارهاب والانشطة الدعائية التي تروج وتدعم الجماعات الارهابية والإرهاب.
2- تعزيز التعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات والخبرات والاستجابة الى متطلبات تسليم المجرمين والمتهمين بجرائم ارهابية او المحكوم عليهم والتعاون في مجال مكافحة غسيل الاموال وتمويل الإرهاب.
3- تقويم جهود المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب وعلى وجه الخصوص الانشغالات العملية التي تتخذها الدول لمنع استخدام اراضيها بانطلاق الانشطة الارهابية تجاه الدول الأخرى.
4- تطوير القوانين الوطنية المتعلقة بمكافحة الارهاب بما في ذلك التمويل والترويج والتجنيد والتحريض وفقا للمواثيق الدولية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة.
5- حث الدول على تنظيم تدابير وطنية قادرة على منع الارهابيين من استخدام قوانين اللجوء والهجرة للوصول الى مأوى آمن واستخدام اراضيه كقواعد للتجنيد والتدريب والتخطيط والتحريض وشن العمليات الارهابية منه ضد دول أخرى.
6- تطبيق الاتفاقيات الدولية والاقليمية المتعلقة بمكافحة الارهاب وضرورة توافر الارادة السياسية لتنفيذ هذه الاتفاقيات.
7- اعتماد استراتيجيات وطنية لمكافحة الارهاب تتضمن الجوانب القانونية والأمنية، بالإضافة الى معالجة كافة اسبابه الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية.
8- نشر ثقافة وحماية وتعزيز حقوق الانسان وفق المعايير الدولية تعد عاملا اساسيا للقضاء على الارهاب وكذلك تعزيز دور المرأة في مكافحة الارهاب حسب قرار مجلس الامن 1325.
9- دعوة المجتمع الدولي بتحديد يوم عالمي لتخليد ضحايا الإرهاب.
10- دعوة الدول لأعداد برامج تربوية وثقافية تستهدف تحصين الشباب من التطرف الفكري والديني من ظاهرة الإرهاب.
11- تشكيل امانة عامة لانعقاد المؤتمر لتنفيذ ومتابعة توصياته والاعداد للمؤتمر المقبل لمكافحة الارهاب تضم في عضويتها الدول الراغبة في المشاركة، وسوف تتشاور اللجنة العليا في هذا المؤتمر مع هذه الدول والدعوة لاجتماع مقبل للأمانة.
ليس بمستغرب مقاطعة متحدون للمؤتمر خاصة وهم يدافعون علنا عن السعودية وقطر وداعش .
كان المفروض باللجنة المنظمة للمؤتمر ان تهيئ وتعرض الافلام والوثائق والاعترافات  التي تثبت بشكل قاطع تورط السعودية وقطر في دعم الارهاب وامداده بالمال والسلاح واسناده اعلاميا ولوجستيا لتطلع الدول والمنظمات المشاركة في المؤتمر وترى بالملموس الدور التخريبي لهاتين الدولتين والذي تمارسانه في العراق منذ 2003 والى اليوم .