مؤتمر باريس .. فشل عراقي والنتيجة سبعة شروط !

مؤتمر باريس .. فشل عراقي والنتيجة سبعة شروط !

لم اكن اتصور ان تمر زيارة الرئيس حيدر العبادي بفشل ذريع مثل ما رايته وتابعته في مؤتمر باريس لمساعدة العراق وتخليصه من داعش ,,طبعا الفشل ليس مفاجئة في المؤتمرات وكثير من المؤتمرات تفشل ويعلن عن فشلها ولم يؤثر هذا الفشل على سير العمل للمستقبل الذي يخطه البيان الختامي للمؤتمر لتقليل تلك العقبات وانهاء الفشل نهائيا ,,لكن المفاجئة ان هذا المؤتمر الذي افشله العراقيون بأنفسهم هو يخص العراقيين فقط ونجاحه وفشله عائد على دولة العراق وحكومته وشعبه عقد المؤتمر لغرض واضح وجلي ولا يوجد غير هذا الامر أمرا اخر وهو مساعدة العراق للخروج من
محنته وتخليصه من عصابات داعش بالطرق التي يراها العراق اولا وتراها الدول الراعية للمؤتمر كدول راعية لمصالحها وايضا كدول تعمل في العراق على شكل تحالف دولي يستخدم اجواء العراق للقضاء على داعش اذن الامر هذا منوط بالعراقيين بنجاح او فشل المؤتمر وعليه على الحكومة العراقية ان تذهب للمؤتمر وهي حاملة كل وثائقها حتى ولو كانت بالأطنان وبمعية خبراء اختصاص يتمتعون برؤية انية ومستقبلية ويحملون الاسئلة والأجوبة والحلول وليس ان تذهب الحكومة العراقية على راس وفد يرأسه رئيس الوزراء ومجموعة من السادة النواب والخارجية وبعض من الاشخاص اللذين
لا يمتون للموضوع بصلة والمؤتمر هذا ليس هو مؤتمر صحفي ووقوف الاشخاص خلف منصات المايكات امام الصحافة بل هو مؤتمر كشف الحقائق ومن الضروري ان تكشف كل الاوراق على طاولة لمؤتمر وبكل اشكالها وبدون مجاملة ولا خوف من ان يخسر العراق اي شيء وليس لدى العراق شيء يخاف ان يخسره وكان على السيد رئيس الوزراء ان يصطحب معه اختصاص من الضباط المتمكنين والطيارين وأركان وعلماء في السياسة وشيوخ عشائر من المناطق الساخنة موقفهم مع الحكومة وكل له مهامه وله اعماله خاصة اذا عرفنا ان عدد المشاركين من الدول تجاوز 60 دولة وكل وفد قدم ومعه الكثير من المعلومات
وينتظر معلومات العراقيين ليقاطعها ويقدم لحكومته المحصلة لكيفية الوقوف مع العراق والأمر هذا اكيد اعلمت ادارة المؤتمر للحكومة العراقية بعدد المشتركين واختصاصاتهم كما جبلت عليه العادة في المؤتمرات الاختصاصية اي ان العراق لابد ان يكون سيد المؤتمر وعلى هامش القيادة للمؤتمر تعقد هناك مؤتمرات جانبية لاختصاصات سياسية وعسكرية ونفسية وصحية ومعالجة مشاكل النازحين والدمار الذي حل بالمناطق التي سيطر عليها داعش والكثير الكثير وليس المؤتمر هو بروتوكولي وتعارفي وأخذ الصور والابتسامات انه مؤتمر متخصص بمشكلة اسمها سقوط دولة العراق على
يد داعش والعراق ليس كأي دولة وحالها كحال جزر القمر او دولة الصومال لا تؤثر ولا يؤثر بها بل هي دولة لها وزنها الاقتصادي والسياسي والجغرافي وينظر لها دولة استراتيجية وبالتالي فأن تلك الدول تنتظر من العراق الكثير وتعتقد ايضا ان العراق سيمرر ما يعتقده ويريده على تلك الدول وسيستحصل موافقات وينتزعها انتزاع من افواه هؤلاء قادة وسادة الارض والجو بجيوشهم وأقتصادياتهم وهيمنتهم على القرار العالمي ..
فشل لم يسبق له مثيل مرت به الدبلوماسية العراقية التي ربما يعتقد قادتها انهم ذاهبون لمؤتمر من مؤتمرات اصلاح االبيئة او مؤتمر معالجة فتحة الاوزون او مؤتمر التلوث وأمراض السرطان وفي مثل هذه المؤتمرات كل شيء جاهز وما عليك الا ان تشترك بكلمة تشجب وتستنكر وتشكر وتمدح غير هذا لايحتاج منك المؤتمرون ووجودك رقم على القائمة لأنهم قد قرروا وأتخذوا الحلول والمعالجات وسيوصلونك الى باب الطائرة مع وفدك وبعض من الصور التذكارية وربما بعض من الهدايا البسيطة ..
لا ليس الامر هكذا في مؤتمر باريس بل كان الجميع ينتظر العراق ان يقدم ويقنع تلك الدول لتغير استراتيجيتها وتتعامل معاملة مختلفة بعد اقناعها بوحشية داعش وجبروتها ومن يقف وراءها ومن يدعمها ومن الممولين لها حتى لو تطلب الامر كشف الاوراق ضد سياسيين عراقيين للحصول على مكاسب وايضاح الامور لهؤلاء الناس الذين لايعرفون عن داعش الا من الاعلام وبالنتيجة فأن هذا الفشل انعكس على العراق لينتهي المؤتمر بمطالبات جدا صعبة على العراق العمل عليها ومن صميم هذه الشروط تشعر ان المؤتمر قد رمى باللوم على العراق وأعتبره السبب الرئيس في المشكلة وهو من
وجدها ولا يريد حلها والابتعاد عن داعش حيث ان بعض من تلك الشروط التي عددها سبعة واضحة وضوح الشمس ان العراق دولة غير ديمقراطية ومهمشة لمكونات المجتمع العراقي والاغلبية مهيمنة على الحكم وتبلورت تلك الدعوات العمل بموجبها وطمأنة المجتمع الدولي بشأنها من قبل المؤتمرين …
((سيادة القانون، وتطبيق سياسة لتعزيز وحدة الصف الوطني للعراقيين، وتحقيق التمثيل العادل لجميع المكونات في المؤسسات الاتحادية والمساواة بين جميع المواطنين واتخاذ جميع التدابير الضرورية والفعالة لمحاربة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية التي تمثل خطرا مهددا لجميع العراقيين ومن ضمنهم الأقليات الأكثر تعرضا للخطر..
وإذ يؤكّد الشركاء الدوليون مجددا دعمهم للحكومة العراقية فقد ذكّروا بضرورة دعم تطلعات الشعب العراقي لاحترام حقوق الإنسان في إطار اتحادي يمتثل للدستور وحقوق الأقاليم ووحدة البلاد بغية تحقيق تنمية عادلة لجميع المناطق ))هذه الكلمات كلمات للمجاملة وهي بروتوكولية تقولها الدول يوميا لحيادية موقفها كما تدعي وهذه ما قالته رئاسة المؤتمر في ختامه .
اما ما نادت به تلك الدول وطالبت العراق به هو محل استغراب من قبل المتابعين للمؤتمر بل ويشعر البعض ان المؤتمر جاء لصالح داعش وليس لمحاربتها .
ومن شروط المؤتمر السبعة على العراق التعامل بها بجدية هي ..
((طمأنة العرب السنة بتسليح العشائر ..إقرار وتنفيذ قانون الحرس الوطني ..تفعيل ملف المصالحة الوطنية ..إلغاء مذكرات القبض القضائية التي صدرت بدوافع سياسية سواء كانت تحت عنوان الاٍرهاب أو النزاهة ..إقرار قانون العفو ..اعمال ملف التّوازن داخل الملف الحكومي ..تحجيم الحشد الشعبي على مستوى التسليح والانفاق المالي والمشاركة في القيادة))..
قراءتنا تلك النقاط يشعرك بوجود عقدة لا يريد ان يفارقها المجتمع الدولي وقد شبع بها من قبل الاعلام القوي العربي كقناة الجزيرة والعربية واوصلت فكرة لايمكن ان يغادرها الغربيين الا بدلائل قوية من السياسي العراقي القادم الى باريس ان هذا الكلام غير صحيح وهذا هو الصحيح والتهميش التي تدعي به تلك الدول عار من الصحة ولا وجود له وليس له محل .
هذا ما وعد به الاوربيون للعراق وبتوصيات مقابل تنفيذ شروطها .
((التضييق على الاعلام الجهادي.. وتعهدت امريكا وفرنسا وإيطاليا والسعودية بتجفيف منابع تمويل الاٍرهاب، ..وتعهدت تركيا والناتو بالسيطرة على الحدود، ..وتعهدت فرنسا وبريطانيا بإيقاف تدفق المهاجرين تجاه العراق وسورية((
ولم يغفل الاوربيين اعطاء مهلة لحكومة العبادي ومراقبتها لتنفيذ توصيات مؤتمر باريس ولتلك الدول كلام آخر في حال فشلت الحكومة العراقية على تنفيذ او العمل بتلك المتطلبات ولكأن الحكومة العراقية بوضعها الحالي وثلث العراق مسيطر عليه من قبل منظمة داعش الارهابية هي بوضع يشترط عليه ويجب ان تنصاع لتلك الشروط وليس أنها حكومة فاقدة لأراضيها وتقاتل بكل الوسائل من اجل توفير العيش الرغيد لأبناءها ..
كل ذالك جاء نتيجة سوء التعامل من قبل الحكومة بمثل هكذا مؤتمرات وأعتقد ان هذا الحدث سيضاف الى احداث مضت فشلت الحكومة العراقية في التعامل معها .

[email protected]