23 ديسمبر، 2024 5:31 ص

مؤتمر المانحين أم المانعين ؟ لو كنتُ بمكان العبادي….!

مؤتمر المانحين أم المانعين ؟ لو كنتُ بمكان العبادي….!

من الواضح أنّ الوفد العراقي الى مؤتمر الكويت لم يكن لديه خطّة مسبقة او احتياطية للتعامل بها حين يستشعر أنّ المؤتمرين يعملون بغير الإتجاه الذي كان يظنّهُ الوفد العراقي الكبيركمياً وليس نوعياً , كما أنّ هذا الوفد لا يمتلك تصوراتٍ إدراكيّةٍ مسبقة عمّا يتوجب التصرف وفقها حين يلمس أنّ الدول المشاركة بؤتمر الكويت واولهم الكويت إنّما تعمل بالضدّ النوعي لما يتطلّع اليه العراق , وكان ذلك مؤسفاً ومحزناً للشعب العراقي الذي خيّبوا ظنّه من حكومته ومن ممثلي الدول الأخرى .

إذ , وما أنْ رأى وفد العراق أنّ تلك المبالغ التي كالصدقات منحوها للعراق على شكلِ قروضٍ واستثمارات , فكان ينبغي على السيد العبادي أنْ ينتفض منْ كرسيّه ويوجّه كلاماً حادّاً وموضوعياً الى اولئك المؤتمرين ورئاسة الجلسةِ بالقول : –

< إنَّ الغزو والإحتلال الأنكلو – امريكي للعراق في عام 2003 إنطلقَ مباشرةً من الأراضي الكويتية ” ضارباً القانون الدولي عرض الحائط ” , كما أنّ القاذفات والمقاتلات الأمريكية والبريطانية التي أغارت على العراق على مدى ثلاثة اسابيع في ذلك الغزو قد إنطلقت من 7 قواعد جويّة عربية ” وهذا مثبّتْ ومعلن ومكشوف ” ولم يطالب العراق من حكومة الكويت لحدّ الآن من دفع تعويضاتٍ لثمن ذلك العدوان والأحتلال ! , كما ايضاً أنّ غالبية الدول المشاركة في هذا المؤتمر قد شاركت بقصفها الجوي المريع على العراق في حرب 1991 , ولمْ يكن قصف خزّانات المياه وشبكات الكهرباء وتدمير المصانع والجسور والأهداف المدنية الأخرى بذي علاقةٍ بدخول الجيش العراقي الى الكويت آنذاك .! , أمّا الدول الممثلة بهذا المؤتمر والتي لم تشارك عسكرياً وجوياً في تلك الحرب , فأنها ساهمت ماليّاً ” كاليابان مثلاً التي دفعت عشرة مليار دولار للولايات المتحدة ” , فتلك الدول قد دعمت العدوان سياسياً واعلامياً , وكان بأمكانها أن تبقى على الحياد > , هذا وأزاء ما جرى التعامل به مع العراق بتلك القروض المتواضعة , فكان على رئيس الوزراء الإنسحاب من الجلسة , وموجّها كلامه الى الحضور بالقول ” مَنْ يرغب بالتعامل السياسي والأقتصادي مع العراق فليأتِ الى بغداد ” .!

ولو فعلها العبادي كما هو مفترض , لحافظ على كرامة العراق حكومةً وشعباً , ولحظيَ بتأييدٍ جماهيريٍ واسع وحتى على الصعيد العربي , ولربما حظي ايضاً بشبهِ ضمانٍ للولايةِ الثانية .!

الرئيس الفرنسي السابق ” الجنرال شارل ديغول ” وهو من أشهر الرؤساء الفرنسيين , وإذ كان يترأسّ المعارضة الفرنسية في لندن اثناء الأحتلال الألماني لفرنسا , وكانت بريطانيا آنذاك تزوّد المقاومة الفرنسية بمختلف الأسلحة والذخائر , لكنّ ديغول كان يؤكّد ويشدد على المسؤولين الأنكليز أن تعتبر تلك المساعدات العسكرية قروضاً مؤجّلة حتى يتم تحرير فرنسا ,ومن اكثر من الواضح أنّ الجنرال الفرنسي لم يتقبّل أن تتصدق بريطانا عليهم رغم تحالفهم في مقاتلة النازيين . !

وبقيَ أنْ اشير وَ وِفقاً للعنوان اعلاه , فَلَم اقصد احتكار الموقف لنفسي فقط لو كنتُ بدل العبادي , بل أنّ ايّاً من الوطنيين العراقيين كان سيتصرّف بذات الأمر .

وبدا أنّ الحكومة العراقية لم تدرك ولم تتمعّن أنّ عقد هذا المؤتمر في الكويت خطأٌ X خطأ .!