بلد مثل العراق، يمتلك موارد كبيرة، وثروات عظيمة، وطاقة علمية وعملية ذات مستوى متقدم، ليست بحاجة سوى إلى إدارة صحيحة لتلك الموارد، في خضم هذا الصراع الإنتخابي، والتدافع على السلطة، مع تزايد مؤشر الفساد في مفاصل الدولة، يحتم على المتصدين للشأن السياسي، أن يعوا حجم المشكلة في البلد.
انتصار العراق بفضل الفتوى العظيمة، ودماء الشهداء الزكية، جعل من الوطن، أيقونة نصر في عيون العالم، صاحبها انبهار بقوة وشجاعة هذا الشعب العظيم، واصبحت الدول مدينة لكل أفراد الشعب الذي أعطى الغالي والنفيس، من أجل الأرض والعرض والمقدسات.
العالم اليوم يقف مع العراق، من خلال ما أبداه من مشاركة جيدة، في مؤتمر إعمار العراق، وتقديم ملايين الدولارات، مع مساهمة جيدة من دول الإقليمية، أعطى إهتمام واسع ومتابعة كبيرة من الشارع العراقي، فظل يترقب الأخبار أولا بأول.
تعهد رئيس الوزراء أمام دول العالم، بمكافحة الفساد، والقضاء على البيروقراطية، يجعله أمام تحدي خطير، وهو كسب ثقة الدول العالمية، بعد أن فقدها على مر تلك السنوات، من الفساد والطائفية والمحاصصة السياسية المقيتة.
التفاؤل لا يعني ضمان النجاح، بل هو البحث عنه، بين الفوضى والصراع القائم، و تطبيقا للمثل القائل، أشعل شمعة أفضل من أن تلعن الظلام، يجب أن ندعم كل خطوة، من شأنها اخراج العراق، من عنق الزجاجة، وفتح أبواب الإستثمار على مصراعيه، فأرض العراق خصبة لكل أنواع المشاريع، فهو بلد خام يحتاج إلى كل شيء.
التعليم والبنى التحتية، ومشاريع الطرق والمواصلات، ومجمعات السكنية والمدن الحديثة ومستشفيات متطورة ومرافق ترفيهية وسياحية متعددة، إضافة لمعامل الزجاج والصناعات الهندسية، كانت من أهم ما تداوله المؤتمر بين أروقة الشركات العالمية وكبار المستثمرين، وهذا انطباع جيد في الخطوة الأولى نحو البناء والتغيير، في العقلية السياسية العراقية، وتعكس صورة ناصعة لانفتاح العراق على العالم والوطن العربي.
نتمنى من أعماق قلوبنا، أن يصدق معنا السياسيين، ولو لمرة واحدة في كلامهم، ويعطون نبضة أمل لتلك الأجساد التي تناثرت على تراب الوطن، فأيتام العراق ينتظرون، والأرامل يترقبون.. اللهم احفظ العراق وأهله، وانصرهم نصرا عزيزا.