22 ديسمبر، 2024 12:40 م

مؤتمر القمة .. وعصا موسى

مؤتمر القمة .. وعصا موسى

القرن الواحد والعشرون دخل على العرب منذ أكثر من 23 سنة مضت .. وبقدمه اليسرى ، وهذا هو رمز التشاؤوم . وأحلامنا تتباعد يوماً بعد يوم وكأنه حكم علينا نحن العرب أن نلهث وراء السراب ، وقد قلنا عن أنفسنا يوماً ما إننا اتفقـنا على أن لا نتفق ، لكننا متفقون على نقطة أخرى ألا وهي مأساوية وضعيتنا الحالية ، وفشل الأحلام العظمى التي كانت تدفع بنا قدماً في الخمسينيات من القرن الماضي من نصر إلى آخر !

سياسياً فشلت كل الصيغ والشعارات الوحدوية .. وكنا نسمع بإن زيد اجتمع بعمر للتباحث في إقامة وحـدة فـوريـة ، فـنبدأ بهـز الأكتاف طرباً ، وأصبحت حتى فكرة الوحدة ” موضة ” قديمة يتلهى بها البعض ولم تعد تثير( الوحدة ) ذلك الحماس الذي كان يختلج في نفوسنا في بداية إطلاق الشعارات أو ( الملحمة الوحدوية ) .. وحل محل تلك الأحلام لا بإقامة الوحدة بل بعدم تفكك ( بعض ) بلدان العرب ..

ولنسأل بعض حكامنا العرب عن معاناة الفرد العربي وهو يتلظى بنظرات احتقار الشرطي العربي في المطارات عند قدوم ( شقيقه المسافر العربي ) .. ومن خلال بطاقة التعريف في حين يمر الأجنبي رافع الرأس موفور الكرامة ! لماذا لا يقرر مسؤولونا في اجتماعاتهم في ( القمم ) لفتح المجال كي يتجول العربي في وطنه العربي على الأقل بدون تعقيدات في تأشيرات الدخول !

ظاهرة جديدة طفت على السطح في بعض الدول العربية وهي انقسام طبقات المجتمع الى أثريـاء ( مليارديريه ) والى فقراء أو ما نسميهم ( تحت خط الفقر ) وأخذت الطبقة الوسطى تضمحل إلى أدنى المستويات .. وهذا شرخ جديد في جسد الأمة .. ! ولا غرابة في ذلك .

مشاكل العرب ونزاعاتهم تملأ فراغات وسائل الإعلام ونشرات الأخبار .. لكن أخبار العلم والتكنولوجيا وبناء الحضارة الحالية وحضارة الغد لا تكاد تذكر .. ونبقى نتعكز بحضارتنا وأمجاد ماضينا . ونعتبره البديل السحري ..

وتختلف الحلول والمواطن العربي في حيرة من أمره .. وينتظر عصى موسى .

فاضل حسين الخفاجي