23 ديسمبر، 2024 9:12 ص

مؤتمر القمة القادم \ : ماذا و لماذا ؟

مؤتمر القمة القادم \ : ماذا و لماذا ؟

 يصعب الجزم او الحسم بأنَّ حكومةً عراقيةً جديدة سوف تتشكّل او يجري تركيبها قبل انعقاد المؤتمر الذي سيكون في العاصمة الجزائرية في شهر آذار القادم 2022 , واذا ايضاً ما تمّت الإستجابة لشرطٍ جزائريٍ بعودة او بإعادة سوريا الى الجامعة العربية < ولم يكن لقاء وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد بالرئيس بشار الأسد مؤخرا عبثاً , وكذلك اللقاء بين رئيس الإستخبارات السعودية الفريق خالد الحميدان بنظيره السوري اللواء حسام لوقا رئيس المخابرات السورية ” اثناء اجتماع للقادة الأمنيين في مصر ” , علما أنّ كلا اللقائين حدثا خلال ايامٍ معدودة !

ويشار بهذا الصدد أنّ تبايناتٍ ما بين ادارة الجامعة العربية والخارجية الجزائرية حول بعض آليات وجدول اعمال القمة , سيّما أنّ الجزائريين يصرّون على مسألة اعاد هيكلة ادارة الجامعة العربية , والتي تتولى مصر رئاستها وفق دستور او قانون الجامعة , بأستثناء الفترة التي جرى نقل رئاستها الى تونس بعد زيارة الرئيس السادات الى اسرائيل , وانعكاساُ لمؤتمر قمة بغداد في عام 1978 والتي قاطع العرب فيها مصر وقطعوا العلاقات الدبلوماسية معها , وثم عادت القاهرة لتتزعم الجامعة اواخر ثمانينيات القرن الماضي .

   قبل التطرّق الى المسائل الجوهرية المفترض مناقشتها في القمة القادمة , فهنالك مسألةٌ خاصة يجري طرحها لأولّ مرّة .! , فتقتضي الضرورات القومية من الناحية العملية استبعاد حضور بعض الدول الأعضاء في الجامعة مثل < جزر القمر والصومال وجيبوتي > ليس فقط لأنّ لغة بلدانهم لا علاقة لها باللغة العربية , وانّ حكوماتهم تفتقد ايّ وزنٍ مؤثر في القضايا القومية والمصلحة العربية , ويشار بهذا الصدد على قرارات الجامعة العربية التي يجري اتخاذها بالإجماع , ويكون لهذه الدول اصوات وارقام يجري شراؤها .! كما حدث في مؤتمر القاهرة في سنة 1990 الذي جرى التصويت فيه على مهاجمة العراق عسكريا إبّان اجتياح الجيش العراقي للكويت , رغم تأكيدنا أنّ قضية استبعاد هذه الدول الأفريقية الثلاث سوف لن يحدث , لكنّ المسألة ليست قضية مبادئ فحسب وانما تصب في صالح المصلحة العربية البعيدة المدى .

   القمّة القادمة المفترضة تبدو بالغة التعقيد ومن جوانبٍ متعددة , فبجانب أنّ ليبيا تشهد اوضاعاً مرتبكة ” سياسياً وعسكرياً ويلعب التدخل التركي والمرتزقة السوريين فيها دوراً ساخناً بالإضافة الى الميليشيات الليبية والصراع على السلطة , فمن سيتولى تمثيل الرئاسة الليبية في المؤتمر.!؟

ايضاً , فالأوضاع البالغة التأزّم التي يشهدها لبنان على كافة الصُعد < وهنالك تقصير فادح من عموم الإعلام العربي في عرضها والتعرّض لها > , فليس بمقدور القمّة تقديم ايّ شيءٍ او أمر للبنان , وقد خذلت دول الخليج الشعب اللبناني في مأساته التراجيدية , وخصوصاً في مسألة الوقود والأدوية وسواها مما لا يقل اهميةً عنها , وسيجري الإكتفاء بعباراتٍ انشائية في دعم لبنان .

من المثير للسخرية ” الى حدٍ ما على الأقل ” ان يتضمن جدول اعمال القمة مناقشة القضية الفلسطينية والصراع العربي – الصهيوني .! , وقد اثبتت التجارب ” وعبر السنوات ” انّ اللقاءات والأجتماعات الثنائية العربية , او بين قادة ورؤساء بعض الدول العربية , فإنها اكثر حيوية وجوهرية من مؤتمرات القمة المعهودة , وخصوصاً أنّ الوضع القومي ” اذا ما كان قومياً بالفعل , فتتحكّم به اقطارٌ عربيةٌ بعينها .!

< ————————————— >

هلالٌ تضطهده نجمة ! *

قوسٌ يتمرّد

يُطلقُ على قومه السهمَ ,

غادرَ قلمي مقرّ عملهِ , في خيمه

رحلَ تحت ظلالِ غيمة

اجتازَ منطقةً يُعقد فيها مؤتمر قمّة .

< النجمة هي نجمة داود , والهلال رمزٌ للمسلمين >