24 ديسمبر، 2024 5:37 ص

مؤتمر القمة العربية الاسلامية/ الثانية في الرياض: يفتقر الى الإجراءات العملية

مؤتمر القمة العربية الاسلامية/ الثانية في الرياض: يفتقر الى الإجراءات العملية

انتهت القمة العربية الاسلامية الثانية في الرياض، العاصمة السعودية، والتي تم عقدها في الحادي عشر من ت2، نوفمبر. هي القمة الثانية بعد ان سبقتها القمة الاولى والتي تم عقدها في ذات التاريخ من السنة السابقة. في الاولى تمخض النشاط او العمل الذيقامت به اللجنة العربية الاسلامية والتي تم تشكيلها من قبل المؤتمر؛ عن استصدار قرار من مجلس الامن الدولي، لوقف اطلاق النار في غزة؛ لم تلتزم به دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ لأنه قرار غير ملزم. البيان الختامي للقمة العربية الاسلامية الثانية؛ ركز على حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي( الصراع العربي الاسرائيلي)، او كما جاء في البيان حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؛ بحل الدولتين. اضافة الى امور اخرى من قبيل شجب العدوان الاسرائيلي على لبنان وغزة، وان اسرائيل او عدوان اسرائيل سوف يجر المنطقة الى صراع واسع، اضافة الى جملة من الادانات الانشائية التي لا تغني ولا تسمن، مجرد كلمات ليس لها وجود فعلي في تغير الواقع الموضوعي، او التأثير الجدي والحاسم والفعال على جرائم الاحتلال الاسرائيلي. في الخلاصة ان المؤتمرين لم يقدما اي معالجة او خارطة طريق للتصدي لعدوان اسرائيل على الشعب الفلسطيني، وعلى بقية دول المنطقة، سوريا ولبنان واليمن. ان المؤتمرين عقدا وكأنهما لم يعقدا، انهما للاستهلاك الداخلي سواء في دول المنطقة العربية او في بقية الدول الاسلامية. كل هذا جرى ويجري سواء بعقد مؤتمرات، او في خطب وتصريحات؛ لا فائدة منهما؛ في اوضاع عربية واقليمية ودولية حبلى بالمتغيرات والتحولات التي سوف تطال الكثير من دول المنطقة العربية ودول اسلامية في جوارها. لو كان هناك جدية في استخراج مواقف عملية واجرائية في دعم واسناد المقاومة الفلسطينية والعربية وغيرهما من دول الدعم والاسناد؛ لكان او لعمل الرؤساء والملوك الذي حضروا الى قاعة المؤتمر؛ على الاتفاق على  خطة عمل بألية اجرائية وعملية وقابلة للتنفيذ على الارض؛ في اجبار الاحتلال الاسرائيلي على ايقاف ما يقوم به من مذابح لم يكن لها مثيلا في تاريخ البشرية؛ عبر استخدام ادوات الضغط التي تمتلكها ال 57دولة التي شاركت في المؤتمر، وبالذات الدول العربية المعني الاساس بها او بإيقاف محرقة الكيان الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وايضا لبنان وحتى اليمن وسوريا والأخيرتين بدرجة اقل كثيرا عن مما يجري في فلسطين وعلى وجه التحديد في غزة. ان اللافت للانتباه؛ ان امريكا ترامبوالكيان الصهيوني؛ لم يعرا اية اهمية لماء جاء به المؤتمر. الاحتلال الاسرائيلي او قادة الاحتلال الاسرائيلي او احدهم من الذي هو من بينهم؛ اكثر عنصرية وتطرفا ووقاحة منهم، صرح في تزامن مع بيان المؤتمر العربي الاسلامي؛ ان اسرائيل عليها ان تبسط سيطرتها على المستوطنات في القدس والضفة الغربية، التي تغطي ثلثي مساحة الضفة الغربية، في عام 2025. ان مجيء ترامب الى سدة الحكم في امريكا؛ لسوف تشكل مرحلة إدارة، اخطر مرحلة على القضية الفلسطينية، وعلى غيرها من دول الجوار العربي واقصد هنا هو ايران، التي سبقت فوز ترامب بأشهر؛ بأعداد قدراتها للمواجهة سواء برسائل التبريد والتهدئة او بمد جسور الود مع دول الخليج العربي، وبالذات السعودية، وبقية الدول العربية من ذوات التأثير في الاحداث.. وهي مستمرة في هذا النهج المدروس، او بالتمترس العسكري. هناك كما قلت او اوضحت في الذي سبق من هذه السطور المتواضعة؛ تغيرات وتحولات تلوح في الافق؛ سوف تطال البعض من الدول العربية، وحتى غيرها من دول الجوار، سوريا واليمن على سبيل المثال لا الحصر. من هذه المتغيرات وهي متغيرات ذات اهمية وابعاد استراتيجية؛ هو استمرار او العمل الامريكي الاسرائيلي على استمرار عمليات التطبيع بصرف النظر او تأجيل البحث عن حل الدولتين؛ واخطر عملية تطبيع اذا ما تمت هي تطبيع المملكة العربية السعودية. السعودية تجري مفاوضات وحوارات بينها وبين امريكا حول عقد تحالف جديد؛ يكون اساسه او قاعدته هو التطبيع مقابل توطين التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، والحماية. من وجهة النظر الشخصية ربما تكون كل هذه المؤتمرات وحتى الأتلاف الدولي من اجل او العمل على حل الدولتين، التي سعت له السعودية؛ هما للتغطية على عملية التطبيع في القادم من الزمن وهو زمن ليس بعيد. من القول المفيد هنا؛ بالتذكير به في هذا السياق؛ هو ان اتفاقات اوسلوا التي مضت عليها اكثر من ثلاثة عقود لم تفضِ الى اقامة دولة فلسطينية كما نصت عليها هذه الاتفاقات، والتي كانت برعاية الرباعية الدولية، امريكا وروسيا واوروبا والامم المتحدة. فقد تنصل عن تنفيذها الكيان الاسرائيلي تماما، بل لسوف يخضع المستوطنات في القدس وفي الضفة الغربية الى السيادة الاسرائيلية، كما قال احد مسؤولوها العنصرين والمجرمين. من غير المستبعد ان تدخل روسيا على خط هذه المتغيرات والتحولات؛ في الحلحلة والتطبيع، عبر مقايضات محسوبة، لجهة تحالفها مع سوريا، وطبيعة العلاقة المستقبلية لسوريا مع كل ما سوف يحدث في محيطها العربي، والابعد من هذا المحيط؛ من تغيرات وتحولات؛ هل تركض مع الراكضين والمنبطحين والخانعين؟ ام تقاوم على عدة اتجاهات؟ يظل هذا السؤال معلقا على منصة الزمن القادم. كاتب هذه السطور المتواضعة؛ يشك شكا عميقا بانها اي سوريا ستقاوم، لسبب واضح هو ان رماح النظام وسيوفه وقدراته قد تم كسرها، وتشظيها وتشتتها على اكثر من مكان من الجغرافية السورية، وتوزيع مكونات الشعب السوري على عدة مرجعيات وولاءات. خصوصا اذا ما علمنا ان روسيا ودولة الاحتلال الاسرائيلي تربطهما علاقات قوية وفي كل الحقول ليس الآن، بل حتى في زمن الاتحاد السوفيتي؛ اضافة الى ان عائلة روتشيلد او مؤسسة روتشيلد لها وجود فعال ومؤثر في الاقتصاد الروسي وفي السياسة الروسية، كما ان هناك في الكيان الاسرائيلي اكثر من مليون ونصف المليون من اليهود الروس الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية والروسية. في الختام اقول ان العالم كل العالم ليس فيه او في سياسته؛ الدعم والاسناد المجاني، او لنصرة العدالة في العالم، بل ان ما يحكم كل العلاقات في العالم هي المصالح، وان الدول العظمى في هذا العالم لا تساند الحق حتى وان كان حقا واضحا تماما، بمقتضى القانون الدولي، وقرارات مجلس الامن الدولي؛ الا حين يكون صاحب هذا الحق قويا ومؤثرا بما فيه الكفاية، في حقول الاقتصاد او في غير الاقتصاد، وفي استقلاله وسيادته وقدرته تبعا لهما في انتزاع المواقف سواء من الدول العظمى او من الدول الكبرى وحتى من بقية الدول في المعمورة؛ دعما لحقه وقضيته التي اقره له القانون الدولي. هذا هو ما تفتقر له تقريبا الدول العربية وما اقصده هي المنظومة الرسمية العربية.