أستهلال :
ليس الغاية من هذا المقال ، الدخول في مساجلات الفقه والعقائد بين ما خرج به المؤتمر من بيان ، حول من هم ” أهل السنة والجماعة ” ، هل هم ” الأشاعرة والماتردية و .. ” أم هم ” السلفية و الوهابية ” ومن غفى تحت عبائتهم الملتهبة . ولكن هدفي عرض بعضا من الصراع الأسلامي الأسلامي على الريادة مع تسجيل بعضا من الأضاءأت .
الموضوع :
ما بين 25 و27 آب / أغسطس الماضي ، وتحت عنوان « من هم أهل السنة والجماعة ؟ » انعقد في جمهورية الشيشان مؤتمر إسلاميّ ، تحت رعاية رئيس الشيشان رمضان قاديروف ، بحضور عالمي كبير يتقدمهم الأزهريين في مصر ، ومنهم حسب موقع القدس العربي ” الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وشوقي علام ، مفتي مصر ، وأسامة الأزهري مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .. ” ، إضافة إلى أكثر من 200 شخصية دينية أخرى ، بينها عبد الفتاح البزم مفتي دمشق ، الداعية الأشعري الأردني محمد إدريس ، الداعية الجبيب الجفري والمنظر الأشعري المعروف سعيد فودة وغيرهم .
النص :
وضع المؤتمر تعريف من « هم أهل السنة والجماعة » أو لـ « تصويب الانحراف الحاد والخطر » في هذا التعريف ، كما قال القائمون على المؤتمر ، ب (( حصر المؤتمر أهل السنة والجماعة في « الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد ، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه ، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً » وهذا جاء حسب موقع conference-www.sasapost.com/chechnya )) ، وهذا يعني إخراج كل من خالفهم من دائرة السنة والجماعة ، وقد أوضح الداعية الأشعري الأردني محمد إدريس ، (( ضرورة التمييز بين أهل الحديث التي تعني جماهير علماء الحديث ، وبين تلك الطائفة المنتسبة إلى مذهب الإمام أحمد ، والتي تبنت مقولات شاذة وغريبة ، تعرضت بسببها لنقد شديد من كبار علماء الحنابلة كابن عادل الحنبلي ، وابن الجوزي وغيرهما . وتابع إدريس ، ” إن المقرر عند الأشاعرة النظر إلى ما يطلق عليه السلفيون عقيدة أهل الحديث ، على أنه مذهب مجموعة انتمت في وقت مبكر إلى مذهب الإمام أحمد ، لكنهم تبنوا مقولات الحشوية والكرامية ( فرق منحرفة من مقولاتهم تجسيم الله ) ، فابن تيمية سار على طريق الكرامية ، والسلفيون المعاصرون تابعوا ابن تيمية ، وتبنوا أصوله ومقولاته تبنيا تاما “. وأضاف إدريس ” لذلك فإن الأشاعرة لا يدخلون ابن تيمية ، ومن سار على طريقته ومنهجه في أهل السنة والجماعة ، لأنهم وافقوا طريقة أتباع عبد الله بن كرّام ( شيخ الكرامية ) في تجسيم الله وتشبيهه بخلقه ” / نقل بتصرف من موقع البوصلة )) .
القراءة :
أولا – هكذا هو ديدن شيوخ الأسلام ، التضادد والأختلاف والخلاف والتفرق والتمذهب والتكفير والتشدد والتزمت والتمزق ، أنا لا أقول بصواب رأي مؤتمر الشيشان من عدمه ! ولكني أنظر الى هذا الحال المزري ! فنحن في القرن 21 الميلادي ، وبعد أكثر من 14 قرنا هجريا على حقبة الرسالة المحمدية ، ولا زلنا نفتي ونتفقه بمن هم أهل السنة والجماعة ! . ثانيا – أذا كان أهل السنة والجماعة هم « الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد ، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه ، وأهل التصوف » ، فعلى من يحسب باقي أهل السنة من المسلمين ! . ثالثا – وهل السلفية والوهابية ظلموا بأخراجهم من هذا الوصف لأهل السنة والجماعة ، أم كان بيان المؤتمر قرر بما يستحقونه لأنهم يكفرون كل العالم وحتى أبناء عقيدتهم من المسلمين ومن غير مذهبهم ! ، رابعا – وهل كان هناك وهابية ألا قبل ما يزيد قليلا على قرنين من الزمن ( السلفية الوهابية أو الوهابية أو السلفية التوحيدية مصطلح أطلق على حركة أسلامية قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد ” محمد بن عبد الوهاب 1703 – 1792 ” / نقل وفق الويكيبيديا ) ، ولولا السلطة السياسية السعودية ، التي توافقت مصالحها مع الأفكار الشاذة و التكفيرية ل محمد بن عبد الوهاب لما وجدت الوهابية أصلا ، هذا وأذا قارنا هذه الحركة التي تستمد أصولها من الشيخ بن تيمية ، بالأشعرية مثلا ، ( وأمامها أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ولد بالبصرة سنة 260هـ وسكن بغداد وتوفي
بها سنة 324هـ / نقل وفق موقع أسلام ويب ) لرأينا أن الأشعرية ذات عمق تأريخي أسلامي يمتد لأكثر من 11 قرنا ! ، أي هناك أصالة أسلامية في جذور نشأتها التأريخية أكثر توغلا وعمقا من الوهابية التي يكتنف وجودها الكثير من الشبهات . خامسا – هناك صراع مصري سعودي على قمة القيادة الأسلامية ، فالأزهر من أمامه وشيخه أحمد الطيب فهو أشعري الى كل شيوخه وجلهم من الأشعرية ، والسعودية التي تتمذهب بالوهابية ، فلا بد من رياسة واحدة وليس أثنتين ! . سادسا – نعم هناك أوراقا سياسية متسترة تحت العباءة الدينية ، وهذا هو شأن المسلمين منذ القدم ، ومن المؤكد سوريا واليمن هي أحدى هذه الأوراق التي تختلف عليها السعودية ومصر ، وأيضا تختلف عليها روسيا والسعودية ! في وجهات النظر . سابعا – أبعاد السلفية والوهابية هو مستهدف بحصار الإسلاميين والجهاديين ، وما يتبعهما من توليد منظمات أرهابية أسلامية جديدة ، أضافة الى الكم الهائل من المنظمات الظلامية الحالية / كالقاعدة وداعش وجند الشام .. ، ويقف وراء توالد المنظمات الأسلامية الأرهابية شيوخ السعودية الوهابيين . ثامنا – أما ما أدلى به أستاذ الفقه السعودي محمد السعيدي ، حيث ( اعتبر المؤتمر بأنه ” مؤتمر تآمري على العالم الإسلامي ، وعلى المملكة العربية السعودية بشكل خاص ، ويقع ضمن العديد من التحركات الغربية لقتل كل مظاهر يقظة الشعوب الإسلامية إلى حقيقة دينها “. )
أرى أنها كلمة حق يراد بها باطل ، لأن السعودية لم تعمل يوما من الأيام على يقظة الشعوب الأسلامية بل هي تساهم في تنويم وتهميش الشعوب الأسلامية عقليا ، بفتاوى يرفضها المجتمع والعلم . تاسعا – في السياق ذاته أكدّ الباحث الأشعري الأردني ، حسام الدين الحنطي ، ( أن مؤتمر الشيشان ” قرر حقيقة قررها علماؤنا المتقدمون ، كأمثال العز بن عبد السلام ، والإمام عبد السبكي ، وغيرهما ، وهي أن مصطلح أهل السنة والجماعة خاص بالأشعرية والماتريدية “. وتساءل الحنطي عبر صفحته على الـ” فيسبوك ” : ” ثم من الذي يشق الصف ؟ أليسوا هم التيمية والوهابية الذين ما فتئوا عن تضليل الأشاعرة والماتريدية ، وربما يفتي بعضهم باستباحة دمائهم ، ومن رجع إلى أدبياتهم يجد هذا الأمر واضحا جليا “. / هذا ملخص ما نقل عن موقع البوصلة ) ، وهو بهذا يؤكد / الحنطي ، على أن الصفة التكفيرية التي تمتاز بها عقيدة الوهابية ، لا تتورع من قتل المخالف في سبيل تحقيق غايتها وهدفها . عاشرا – ما أستغربني تعليق بعض الكتاب السعوديين الذين فقدوا بوصلة العقل والمنطق وذهبوا بعيدا ، وهو ما يؤكد أن المذهب والمعتقد / في بعض الأحيان ، فوق الأهداف والمصالح السعودية ، حيث علق الكاتب محمد آل الشيخ ، عبر تويتر : ” مشاركة شيخ الازهر بمؤتمر غروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع مصر فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب.. كنا مع السيسي لأن الاخونجية والسلفين المتأخوين أعداء لنا وله ، اما وقد ادار لنا ظهر المجن في غروزني وقابلنا بالنكران فليواجه مصيره منفردا .” / نقل من موقع القدس العربي .