18 ديسمبر، 2024 8:03 م

مؤتمر الرياض بين جدلية الباطل وسرقة الحقيقة

مؤتمر الرياض بين جدلية الباطل وسرقة الحقيقة

من الواضح أن لكل من الدولتين المهمتين في المؤتمر امريكا والسعودية خططا واستراتيجيات ربما تلتقيان في بعض النقاط وتفترقان في نقاط أخرى ولكل منهما مخططين وسياسيين محترفين وليس من الصحيح التشكيك بالغالب والمغلوب لكلا الطرفين فكلاهما فائزان حسب وضعهما الاقليمي ووزنهما السياسي ولذالك فعلى العراق الانتباه لما يجري من تحالفات ومحاور ولايدع ارضه وتطلعاته محط صراعات الكبار والاثرياء على حساب وجوده وتشكيلة مجتمعه الفسيفسائية وجعله هدفا لتصفية حسابات البعض مع البعض الاخر على ارضه والعبث بمقدراته وتاريخه واصوله الموغلة في القدم .
هيبة الدولة العراقية ورفعتها ورهبتها ربما تتوضح اكثر في مثل هذه المؤتمرات مهما كانت اهدافها وليس من الصحيح بناء دولة قوية يهابها الصديق والعدو ونرى رؤساء دولة العراق وممثليهم مجرد اشخاص لايعرفون وزنهم ووزن دولتهم ولا يهتمون لما ينعكس على وضع بلدهم امام تلك الدول التي كانت في يوما ما تنظر بنظرة مختلفة للعراق .
مؤتمر السعودية مع الاسف عكس الصورة المتهرئة لدولة العراق بسبب قادة العراق وممثليهم في هذا المحفل الذي نهض اغلب مشاركيه للحديث عن دولهم ولم يوضع اسم العراق على قائمة المتكلمين مع العلم أن العراق هو الدولة الوحيدة الحاضرة في المؤتمر الذي يقاتل شعبه الارهاب على ارضه وقدم الدماء والشباب من أجل البقاء كما هو .
انتهت القمة الامريكية الاسلامية في السعودية بحضور وفدا عراقيا رفيع المستوى وبتواجد زعماء ورؤساء أكثر من 55 دولة اسلامية الموضوع المهم في القمة التي أجتمعت من أجله كل هذه الدول هو محاربة الارهاب مع العلم أن محاربي الارهاب في المنطقة والعالم هما العراق وسوريا وبعلم كل دول العالم حتى احتلت اغلب اراضي الدولتين وعادتا ثانية لمحاربته وأخراجه من معادلة القوة والوجود خاصة في العراق الذي مثله وفدا للمؤتمر ربما يكون الاغرب من كل الوفود .
السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق واسامة النجيفي نائبه والسيد الجبوري رئيس البرلمان وبعض الشخصيات السياسية المهمة ..
الوفد العراقي كله من طائفة واحدة وهي الطائفة السنية وهذا خطأ لا يغتفر خاصة أن العراق بلد متعدد الاعراق والاثنيات وغالبية شعبه من الشيعة وقادة العراق هم من الشيعة اغفال هذا الجانب خطأ كبير ورسالة ربما اريد منها زعزعة الثقة بالحكومة والوفد لو فهمنا أن الخطوط العريضة لهذا المؤتمر هو اعتبار ان ايران الراعي الاول للإرهاب وايران دولة شيعية وغالبية الشعب العراقي من الشيعة وهذا يدلل على اخراج شيعة وقوة وحكام العراق من عراقيتهم وإلصاقهم بايران وايضا يعني ان الشيعة العراقيين هم مستهدفين ايضا من قبل المؤتمرين الاسلاميين .
ألامر الغريب ايضا أن ممثلي العراق للمؤتمر هم قادة تشريعيين وتشريفيين وليس تنفيذيين وكان من الاجدر والافضل ان يمثل العراق السيد العبادي ليشرح للمؤتمر الوضع العسكري وأنتصارات الجيش والحشد العراقي وأندحار داعش وخسارته في العراق وأخراجه من الموصل المعقل الاخير سواء بكلمة رسمية او بأجتماعات جانبية مع رؤساء الوفود على هامش المؤتمر .
من الوهلة الاولى لوصول الوفد العراقي الى مطار السعودية وصلت اشارات غير مطمئنة للشعب العراقي ان الوفد العراقي هو مجرد ضيف ليس له وزنا ولا يقدم للمؤتمر اي شيء يذكر واضح ذالك من استقبال الوفد وطريقة استقباله ومن استقبله ليس بموازاة رفعة الوفد وأهميته وهذا يعطي انطباعا سيئا لدى الشعب الذي ينتظر من قادته الهيبة ورفع اسم العراق خاصة في دولة مثل السعودية وهو يفتخر بأنتصاراته على عصابات داعش الارهابية التي تمول من بعض الدول التي هي اليوم حاضرة في المشهد بقوة كقوة واعدة لها تأثير كبير على القرار في المنطقة .
والذي زاد من اسف وشجب الشعب العراقي كثيرا هو عدم اعطاء وقتا للوفد العراقي ليلقي كلمته ويشرح للمؤتمرين وضع العراق الان وخارطة العراق وأنتصارات العراق وضحايا العراق الذي يقاتل نيابة عن دول المنطقة ويشهد على ذالك كل المتابعين ,,مع العلم أن عدد غير قليل من الدول الاسلامية اعطيت وقتا لتصعد المنصة وتتحدث عن الوضع العالمي والدولي ووضع داخلها وهي بعيدة عن الارهاب ولا تمت باي صلة بالمؤتمر ولكن جاءت بها ظروفها الخاصة ودعوات المملكة لهذه الدول .
خرج المؤتمر بتوصية أو قرار مثير للسخرية والجدل وهو تكوين قوة دولية تتكون من 34 الف مقاتل لدحر الارهاب في المنطقة والوقوف بوجه الداعمين له الحقيقة هذه القوة المزمع تكوينها فات اوانها كثيرا بعد أن اصبح الارهاب في المنطقة شبه منحسرا ومنتهيا في العراق وسوريا اذا نلاحظ أن العراق وسوريا بدءا باستعادة عافيتهما ومقاتلة داعش بشراسة ,, لكن السؤال لمن هذه القوة وعلى اي اسس دولية ستوجد على الارض وتحارب من ؟؟ .
[email protected]