في شهر تشرين اول / 1980 انعقد في مدينة البندقية الايطالية مؤتمر للاتحاد الدولي لموزعي الصحف والمطبوعات . وشارك العراق بالمؤتمر بوفد اعلامي . وفي جلسة الافتتاح ، تفجرت ثلاث قنابل من عيار ثقيل . الاولى : نقلتْ الوكالات الاعلامية ، نبأ اغتيال الرئيس المصري ، في حينها ، محمد أنور السادات . كان الوفد المصري يأمل من الوفود العربية تقديم التعازي له بهذه المناسبة . ومعظم الوفود لمولن تفعل ذلك ، إن لم نقل كانتْ (مستبشرة) بهذا الحدث (خاصة الوفدان : العراقي والسوري) .
والثانية : رئاسة المؤتمر قدمتْ التهنئة لليهود بعيد الغفران (6 تشرين/اكتوبر) . واعترضت الوفود العربية على ذلك متسائلة : لماذا لا تقدم التهنئة للوفود العربية وللمسلمين بمناسبة عيد الأضحى ، الذي مَرَّ آنذاك ؟
أجابتْ رئاسة المؤتمر : بانها لا تعلم بهذه المناسبة ، ومع ذلك فأنها تهنئ المسلمين بحلول عيدهم . وتمت تسوية الأمر .
الكراسي الفارغة …
والثالثة ، وهي المعقدة والمثيرة جداً : دعتْ رئاسة المؤتمر ناشطاً يهودياً من الأرجنتين ، كان معتقلاً في بلاده ، لالقاء كلمة أمام المؤتمرين كان أسمه (دانييل) . وفي وقتٍ ما ، شعرتْ الوفود العربية ، أن تقديم هذا الناشط لالقاء كلمة أمام المؤتمرين ، أمر مفتعل وسياسي بامتياز . ولم تُجدي اعتراضات هذه الوفود . وطرح رجا العيسى رئيس اتحاد الموزعين العرب (اردني) موقفاً اعتراضياً حاداً يتمثل بمغادرة الوفود العربية للقاعة ، مع بدء حديث الناشط اليهودي . وفعلاً تم ذلك ، وغادر المشاركون العرب القاعة ، ما عدا الوفد المغربي الذي قال رئيسه : إننا لا نؤمن بالكراسي الفارغة ، والوفد المصري حيث كانت مصر مقيدة باتفاقية (كامب ديفيد) .
عندها شتم هذا اليهودي الوفود العربية قائلأً : المنسحبون أمّا فاشستْ أو عرب ، ورد عليه المنسحبون ، خاصةً العيسى ، بشتائم أقسى . وحضر المؤتمر ، مدير عام مجلة (تايم) الامريكية ، وأقترح أخذ صورة معه لنشرها في غلاف للمجلة وهو ماحصل .