19 ديسمبر، 2024 8:08 ص

مؤتمر “اصدقاء سوريا” في الدوحة .. غرب بلا اخلاق وعرب بلا عقول .. وجريمة الاسير في صيدا اولى القرارات السرية للمؤتمر

مؤتمر “اصدقاء سوريا” في الدوحة .. غرب بلا اخلاق وعرب بلا عقول .. وجريمة الاسير في صيدا اولى القرارات السرية للمؤتمر

صحيح ان السياسة الغربية – وخاصة في المنطقة العربية – بلا اخلاق وان العرب والمسلمين بلا عقول, وهذا ما جعل الطرفين منسجمين وخاصة في القضية السورية . ولكن ان تبلغ الاتجاهات حدّ التناقض في نفس التصريح لنفس الشخص وفي نفس الوقت والمكان وعلى نفس القضية , فانه امرٌ لا اجد له مبررا غير ما قلته اعلاه وهو – غرب بلا اخلاق وعرب بلا عقول –
اعلن “اصدقاء سوريا” من الغربين والعرب في مؤتمر الدوحة الذي عُقد يوم السبت 22 حزيران وعلى لسان وزير خارجية قطر ان لديهم قرارات سرية , وفي اليوم الثاني  بعد مؤتمر الدوحة ظهر اول القرارات السرية لهذا المؤتمر متمثلا بقيام السلفي اللبناني احمد الاسير بمهاجمة الحيش اللبناني وقتل اكثر من عشرة ضباط وجنود  وما يزيد على الاربعين جريحا , وهذا اول الغيث من قطر ومؤتمرها . ويضيف المؤتمرون في الدوحة انهم ماضون في حلّ سياسي لحقن الدماء السورية, ويعلنون في نفس المؤتمر وفي نفس الوقت عن تزويد الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا بالسلاح ,  هذا يعني المزيد من اراقة الدماء واستباحتها.
ويعلن الغربيون ان اغلب الجماعات في سوريا او اقواها هي تنظيمات ارهابية مثل جماعة النصرة والقاعدة واخواتها – التي صنفها الامريكان والاوروبيين على انها منظمات ارهابية – مع كل هذا لتصينيف فان الغرب ( واعرابه) يدعمونها بالسلاح . في الوقت الذي يحاربونها في بلدانهم  وفي عموم دول العالم المختلفة وخاصة في جمهورية مالي وافغانستان والعراق وغيرها من دول العالم .
يعلن الغربيون واعرابهم , مطالبتهم بان توقف روسيا صفقات السلاح المُبْرَمَة مع سوريا – قبل الاحداث – بينما هم “واعرابهم” يقررون ارسال المزيد من السلاح المتطور نوعيا الى الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا .  ولكل يعلم ان التسليح الروسي لسوريا منسجما مع القواعد الدولية في هذا الميدان , بينما تزويد الجماعات المسلحة مخالفا للقواعد والانظمة والقوانيين الدولية الاممية . 
يعلن الغربيون ” واعرابهم” في مؤتمر الدوحة مطالبتهم بسحب مقاتلي حزب الله من سوريا بينما الغربيون “واعرابهم” , يجندون ويسلحون ويسهلون للارهابيين من كافة دول العالم دخول سوريا قبل ان يتدخل حزب الله بسنتين , ناهيك عن الفتاوى التكفرية والارهابية التي يطلقها شيوخ البترودولار العرب امثال القرضوي والعريفي ورهطهم والذين يدعون للجهاد ضد السوريين  بغض النظر ان كان السوريون مع النظام او ضده, فالجميع سوريون بكل الاحوال
ويطالب الغربيون ايرانَ ولبنانَ والعراقَ وروسيا وبعض الدول والمنظمات الداعمة للدولة السورية واستقراها ووحدتها ارضا وشعبا , يطالبونهم بعدم التدخل في سوريا . بينما وفي الوقت نفسه – كما حصل في الدوحة – يتدخل الغربيون ” واعرابهم ” في سوريا عسكريا وسياسيا واقتصاديا ولوجستيا  بلا اية شرعية ويطالبون رئيس سوريا بالتنحي عن رئاسة الدولة  لصالح مجاميع مسلحة جلّها منظمات ارهابية غير سورية ولا حتى عربية ويقررون تزويدها بالسلاح ودعمها .
واخيرا لنطرح هذا السؤال على المراقبين  : ماذا لو تدخل النظام السوري في شؤون دول عربية دكتاتورية ملكية واميرية مثل قطر والسعودية ودعم المطالبين بالحريات وبدستور يمكن شعوب تلك البلدان بان تحمكم نفسها بنفسها وليس برغبات ونزوات وشهوات وحماقات امراء وملوك لا شرعية لهم غير تلك التي وهبها لهم الاستعمار قبل عقود طويلة !؟
وماذا لو قدم النظام السوري لشعوب تلك الدول دعما سياسيا وماليا وعسكريا كما تفعل قطر والسعودية وتركيا وبقية الدول والانظمة التي تدعم اليوم الجماعات المسلحة في سوريا !؟
وماذا لو دعم النظام السوري الجماعات والشرائح الاجتماعية الرافضة او المتضررة من النظام الرأسمالي الغربي والامريكي, بما تدعم اليوم امريكا والغربيون المسلحين في سوريا !؟ هل سيقول الغرب ان هذا الدعم شرعي ويستجيب لما يطلبه النظام السوري الذي يتبنى مطالب تلك الشرائح كما تتبنى امريكا والغرب مطالب مسلحي سوريا !؟
الساسة الغربيون هم بلا اخلاق ومن هو بلا اخلاق لن يلتزم باي معيار اخلاقي . كما ان البلدان الغربية لن يصيبها ضرر حتى لو فنيَ الشعب السوري عن بكرة ابيه . ولكن ماذا يقول الحكام العرب (المتأمركين) لو وصلت النار الى بلدهم , لا شك انهم يسقولون ما قاله رئيس وزراء تركيا رجب طيب اورغان في التظاهرات السلمية ” الفنية” التي اجتاحت تركيا انطلاقا من ميدان تقسيم عندما قال واضفا المتظاهرين : انهم ارهابيون يساريون متطرفون يسعون الى تدمير البلاد واقتصادها , بينما كان اوردغان يصف من دمروا سوريا من أكلة لحوم البشر وقاطعي الروؤس بانهم ثوار احرار يبحثون عن الحرية والكرامة , طبعا من خلال نحر الانسان والتمثيل بجثته وأكل اعضائه .!!
الا ينظر العرب ! الا يفكروا ! الا يشاهدوا  ما حصل في العراق وليبيا وتونس ومصر, وكيف وقعت تلك البلدان في مصيدة الامريكان والغربيين , فكان مقابل سقوط الدكتاتور سقوط الدولة والبلد وتمزق وتشرذم وتناحر الشعب وصراعه الدامي مع بعضه البعض . وليعلمن الجميع من حكام وشعوب المنطقة انهم  سيرددون ذات يوم قابل لا محال المثل العربي القائل : ” أُكلت يوم أُكل الثور الابيض” وحينها لات ساعة ندم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات