ليس في الأمر غرابةً؛ فبينما يحتشد الملاييِن من مختلفِ الطوائف، لتخليد ذكرى إستشهاد الإمام علي أبن أبي طالب(عليه السلام) وإذا بِأحفاد أبن ملجم يعقدون المؤتمرات لإشاعة ثقافة العنف، وسفك الدماء، والتحريض الطائفي بين الأديان والطوائف.
إنعقد مؤتمر عمان، وإجتمع شيوخ الفتنة، والمتآمرين على العراق، الذي يشهد إنهيار داخلي، وزعزعة الأمن في أرجاءه ، وحالة التوتر القصوى في النظام السياسي، وما تمخض عن المؤتمر؛ كان مكشوفاً على الطاولة، ولا يحتاج الى برهان ، فالمجتمعون متفقون سلفاً، حول عدة محاور، إبادة، وتهجير، وإسقاط نظام سياسي يقف بِساق واحدة طيلة فترة ما بعد 2003، وحتى يومنا هذا.
المؤامرة واضحة، عندما نشخص الجالسين على الطاولة، سنجد كلاً منهم كان له دور بارز في سفك دماء العراقيين، والعبث بمقدراتهم، فتركيا؛ تلك الجارة الخائنة، والتي لها اليد الطولى في ما يجري من إنتهاك حقوق وتهجير، في مدينة الموصل. وبعض دول الخليج التي تصدر الفتاوى المحرضة للقتل، وإنتهاك الحُرمات، والأموال، لعصاباتها الإجرامية. والأردن؛ تلك الجارة التي لازالت متكأة على مقدرات أرض العراق. بادرت هي أيضاً، في جمع اصحاب المؤامرة على أرضها.
ينساق الى الذهن، تلك المصادفة التي لاتخلوا من الغرابة، بين لحظة تآمر الخوارج على قتل أمير المؤمنين، وتآمر أحفادهم” الدواعش” على سفك دماء العراقيين، وكأن التأريخ عاد من جديد، ليضع أوجه متقاربة بين زمانين، زمن الخوارج، وزمن الدواعش.
بعد مخاض عسير، والنوايا التي لم تخرج الى العلن، حاول بعض دواعش مجلس النواب، أن يجعلو هذا المؤتمر في تصريحاتهم؛ هو حلاً أنجع في فك قيود أزمة الموصل، بضرورة التفاوض، فهل لا أكرمتمونا بِصمتكم يانواب النوائب..!
قد يعزى سبب عقدِ كهذه المؤتمرات ذات النوايا الإجرامية، الى كلمة المرجعية التي زرعت الخوف في نفوس المتآمرين، ووحدت الصفوف لتطهير الأرض من الدواعش، وكان نتاج ذلك أن تقف أطراف التكفير، وقفتها في دعم الإرهاب، بكل ما يحتاج إليه من موارد بشرية، وأسلحة، وأموال ، وفتاوى قد توفر لهم الملاذ والمأوى في حياتهم، وهم في أرضٍ ليست بأرضهم.
سُجل الخوارج في صفحات التأريخ السوداء، ولم يحصدوا سوى العار والشنار، فمصير الدواعش كمصير أجدادهم دعاة التكفير، وسفك الدماء.