23 ديسمبر، 2024 8:52 م

قد يبدو العنوان غريبا بعض الشيء…فالعنوان الاصلي هو بيت لشاعرنا النواب((ان السياسة عهر فدُول)) ولعل مؤتمر الارهاب (وليس مكافحة الارهاب) الاخير يمثل عهرا سياسيا حقيقيا
فالأرهاب الاول في العالم كان امريكيا اولا واوروبيا ثانيا والارهاب الثاني هو ارهاب الحكومات والارهاب الثالث هو ارهاب الجماعات الارهابية والذي هو من مخرجات الارهاب الدولي والحكومي والرد الطبيعي عليه فأن زال الاول والثاني فقد يزول الثالث.
نعم ايتها الاخوات ايها الاخوة انها الحقيقة المرة بل القاعدة المرة التي لا ينتقص منها انها لها شواذ هنا وهناك .فلا احد ينكر على الشعوب حقها في تقرير مصيرها وحقها في الاستقلال والحرية بكل الطرق التي آخرها العنف المسلح ..ولا احد ينكر على الشعوب حقها في الدفاع عن حرياتها العامة تجاه الظلم والارهاب والاستبداد ..
كل الدراسات التي تحدثت عن الارهاب ايها الاخوة عدا بعض دراسات المستعمرين والطغاة اشارت الى ان البيئة المناسبة  لنمو الارهاب هي البيئة الفاسدة التي تولد البطالة والخوف من المستقبل والشعور بالأحباط  الناتج عن غياب العدالة والاقصاء والتهميش فالمواطن عندما يشعر بالظلم ويحاول رفعه بكافة الطرق السلمية ويفشل قد يتحول الى حاضن للأرهاب بوعي او بدونه. ومهما كان شاعرا بخطورة الأرهاب ذلك لأن خياراته ضد الارهاب تقلصت.
الارهاب الحكومي العراقي بات واضحا وهو لم يكن ارهابا ضد الارهاب بل ارهابا ضد الناس بحجة الارهاب وهذا ما وضحته مجزرة الزركة والحويجة والامعان في الاهمال المتعمد لمطالب شعب في محافظات ست لأكثر من سنة ولم يكن الاهمال فقط بل الامعان في تشويه ذلك الحراك السلمي المطالب بمطالب دستورية لا يمكن الطعن بدستوريتها  ..واهانة الجماهير بالفقاعة النتنة والخلط بينهم وبين داعش خلطا مسرحيا هزيلا وآخرها اعتبارهم اتباع يزيد في معركته ضد سيدنا الحسين عليه السلام ..وكانت خاتمة المسرحية هي الاكثر هزالة حيث تم رفع خيام المعتصمين  بالتزامن مع انتشار الجيوش في صحراء الانبار وبالتزامن مع اختطاف نائب دون امر قضائي وقتل اخيه ..كل تلك الجيوش في صحراء الانبار وداعش تدخل الانبار بثقل كبير غير مسبوق.فتبدأ الحرب (المقدسة) ضد داعش ومن ليس معنا فهو ضدنا
اذا كنتم لا تريدون داعش يا سياسيو العراق فلماذا اصررتم وعاندتم لتخلقوا لها الحاضنة ولماذا خلقتم شعبا غاضبا عليكم نتيجة لكل تلك المهازل التي قمتم بها ولماذا زرعتموها بين شعب الانبار وبدأتم بقصفه وقصف اطفاله ونسائه قصفا لا معنى له ولا جدوى عسكري منه الا جدوى الظهور بمضهر حامي الشيعة من السنة للفوز بولاية ثالثة
نعذر المؤتمرين ان كانوا نسوا الزركة والحويجة ولكننا لا نعذرهم عندما لا يسمعوا اصوات القصف الوحشي ولا يرو من هجرتهم الحكومة بقصفها وتركتهم يلتحفون السماء كما تركت المعتصمين من قبلهم ونعذرهم لأن فنادق النجوم الخمس فيها عازل للصوت
هل عرفتم الهدف الاساسي لهذا المؤتمر ؟؟ انه اضفاء شرعية هزيلة على هدف متحقق اصلا وهو تكميم الافواه وارهاب المعارضة السلمية من خلال الاعلان للمرة الاولى عن ((حظر الخطاب المحرض على العنف والكراهية )) والكراهية مفهوم حكومي يعني كراهية المعارضين للحكومة وهذا ما يسهل عليهم محاربة معارضيهم ، وهذا تقييم اللجنة الدولة لمكافحة الارهاب حيث سبق وان طالبت الحكومة بتعديل قانون الارهاب العراقي كونه يتيح للحكومة محاربة معارضيها
نعم البغدادية تثير الكراهية فاغلقوها بأمر عدناني وليس قضائي …المرشح الفلاني يثير الكراهية فاجتثوه ..وباقي القصة معروفة.
ليست الغرابة في كل ذلك بل الغرابة في التصريحات الواثقية والقاسمية ((ستكون هناك اتفاقيات ومعاهدات واستراتيجيات وخطط اقليمية ودولية)) والتي نقول بصددها ان العراق لا يمتلك استراتيجية مكتوبة بعد العام 2008 فكيف سيضع استراتيجيات للعالم اما الخطط الامنية فهي عبارة عن خطط لعرقلة سير المارة وتدمير الاداء واشاعة الكراهية للأجهزة الامنية اما الخطة الكبرى فهي خطة نشر الجيوش في صحراء الانبار ونتيجتها امتلاء الانبار بداعش..اما التنسيق فكيف يمكن لبلد ان ينسق مع العالم وقواته الامنية لا تمتلك تنسيقا فيما بينها وقواه السياسية تنسق فيما بينها بالكواتم والمفخخات
قاتل الله الارهاب ليس لأنه قتل الابرياء فقط بل لأنه اعطى الحجة للحاكمين في ممارسة الابادة الجماعية بحجة قمع