23 ديسمبر، 2024 4:12 م

مؤتمرات تبويس اللّحى

مؤتمرات تبويس اللّحى

أطلق عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي مبادرة لقاء حسن النوايا لرؤساء الكتل في العملية السياسية العرجاء ،وقد حضر الى هذا اللقاء نوري المالكي رئيس الوزراء وأسامة النجيفي رئيس مجلس النواب هما ابرز الحضور ،أما الآخرون فهم عبارة عن (ثرادة ثريد فقط مثل رئيسا الوقف الشيعي والسني وموفق الربيعي)، لا ادري على ماذا حضروا مثل هكذا لقاء يحدد مصير العراق (على كل هذا ليس موضوع مقالنا  ولكن للتنويه والتشويق )،المؤتمر غاب عنه من هم أصل الأزمات ومحور الكلام ومفتاح الحل (البرازاني والصدر والمطلك وإياد علاوي )،وبالرغم من إننا كنا  متأكدين وما زلنا أن مثل هذه اللقاءات أو المؤتمرات لا تحل أزمات العراق ،لان الحل والحوار ليس بيد هؤلاء أبدا ومن ينكر هذا فهو واهم جدا ،(فالحل في مكان آخر وما هؤلاء إلا بيادق بيد ذلك المكان (حكام طهران وإدارة اوباما ) ،وحكام طهران وملاليها الآن هم في أزمة خارج إيران، ومشغولون في إدارة الصراع هناك ،لإنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط بأي شكل من الأشكال ،ومعهم ذيلهم حزب الله اللبناني وميليشياتهم العراقية ،لذلك لا يريدون الأمن والاستقرار في العراق أبدا ،لإشغال أبنائه وإغراقهم في الاقتتال الطائفي، وإشعال الحرب الأهلية وتصعيد وتيرة  الأزمات ومنسوب الدماء العراقي في التفجيرات الدموية للمصلين الأبرياء والجوامع والمساجد والحسينيات ،فأطلقت يد ميليشياتها في العراق قتلا وذبحا على الهوية بالعراقيين من السنة والشيعة ،ولم يسلم منهم حتى أبناء المحافظات الشمالية (محاولة اغتيال اثيل النجيفي محافظ نينوى )،(حسب بيان حزب الله العراقي –فرع البطاط)،فماذا نسمي هذا الانهيار المريع في الأمن وعنف التفجيرات والاغتيالات ،ماذا نقول ونحن نرى الميليشيات (تستعرض عسكريا وتهدد العراقيين علنا بالويل والثبور والقتل بل تنفذ تهديداتها، وحكومة المالكي تغض الطرف عنها (خوفا من زعل سادتها في طهران )،لأنها هي من يصرح ويقول بان( الخامنئي هو من يشرف علينا ويدعمنا )(تصريحات البطاط وجماعته مثالا)،لذلك لا يقول لنا احد بان المالكي يستطيع أن يوقف عمل الميليشيات ويقضي عليها، وهو مشترك في أعمالها اقصد أجهزته الأمنية وسياراتها وبززتها العسكرية وهويات الأمانة العامة لمجلس الوزراء وغيرها (اعتراف المالكي نفسه )،فكيف يقضي عليها وهي تعمل في أجهزته الأمنية والعسكرية باسم القانون ، وهل يستطيع إخراج ميلشيات الدمج من الجيش والشرطة ،فمن يقتل ويداهم ويفجر ويغتال ويخطف بعد ذلك ،هذا هو بيت الداء الطائفي العراقي ،وهو سبب ماسي العراق كله ،ومن يريد أن يستقر العراق عليه إعادة توازن الدولة وحل جميع الميليشيات  وإعادة الخدمة الإلزامية الى الجيش العراقي ،وإخراج الميليشيات منه فورا ،وإجراء مصالحة ومصارحة حقيقية لا على طريقة عامر الخزاعي رئيس  لجنة المصالحة الخادعة التي يضحك بها على ذقون الرأي العام والعالم  كأكذوبة أمريكية –إيرانية ، وتأسيس صحوات لإثارة الفتن والاقتتال بين العشيرة الواحدة والمحافظات وغيرها ،مع تفعيل العفو العام وإطلاق سراح الأبرياء وهو بمئات الألوف في سجون الحكومة، بدون أي ذنب اقترفوه سوى أنهم من طائفة معينة وبدون حكم قضائي ،وتنفيذ جميع مطالب المتظاهرين العراقيين في ساحات الشرف والكرامة ،فكان المفترض من عمار الحكيم أن يأخذ المدعوين الى ساحات التظاهر واللقاء بهم هناك وعلى الهواء مباشرة وأمام العالم ليؤكدوا ولاءهم للعراق ،لا خلف الأبواب المغلقة يعقدوا مؤتمرهم  الرمزي ألتشاوري والتصالحي وتبويس اللحى والضحك على ذقون الشعب أمام الكاميرات والشعب ينزف دما طهورا وشوارعه غرقى بالدماء والأشلاء المقطعة وجوامعه مفجرة وميلشيات طائفي تسرح وتمرح وتعبث بالعراق من أقصاه الى أقصاه دون أن يرف لعمار الحكيم ونوري المالكي ومقتدى الصدر ،والذي هدد المالكي خلال 24ساعة ولم نر غير تقديم الشكر للمالكي بعدها على دعمه للميليشيات الليلية والنهارية، (الشكر على ماذا يا سيد مقتدى ألا ترى الدماء والتفجيرات واشلاء العراقيين في الشوارع  ؟؟؟) ،بدلا من إجراء حل سريع وإيقاف نزيف الدم العراقي ،بالقضاء على الميليشيات الحكومية وحل الحكومة والبرلمان وإجراء انتخابات عاجلة لإعادة العراق الى وضعه الطبيعي وإنهاء العنف والقتل الطائفي، هذا هو الحل في الحوار والتصالح والتصارح وليس في تبويس اللحى ….الشعب لا يريد مثل هكذا مؤتمرات ترقيعية مخادعة ،فيها الكثير من الضحك على ذقون بعضكم البعض  ،قبل الضحك على ذقوننا نحن الذين ندفع ثمن فشلكم وطائفيتكم ……