23 ديسمبر، 2024 8:34 م

مؤتمرات الاصلاح لن تصلح ما افسده صناعه

مؤتمرات الاصلاح لن تصلح ما افسده صناعه

الإصلاح هذا المصطلح التخديري اعتادت القوى الماسكة بزمام قيادة المجتمعات تداوله بفجاجه وهو في حد ذاته ولد ميت فكيف ينهض ويغير ثوبه البالي لذلك فالإصلاح لا يعني شيء إزاء التغيير الجذري من حالٍ الى حال , وتجربة الاصلاحيون وعلى مر الازمنة والعصور انتهت افكارهم الاصلاحية عند حدود وجودهم او تتجاوز زمن ما او مكان ما وتنتهي نظرية الاصلاح اذ انها لا تعبر الا عن فكرة ترميم الواقع ولنا في تجارب افكار المصلحين امثلة مر بها شعبنا وامم اخرى.
لقد حاول قبلكم يا ساسة العراق صدام تحسين صورته بأجراء تبديلات في مفاصل الدولة وفي بناها الا انها فشلت حيث كانت لغاية مبتدعاً الوسائل الترقيعية الميكافيلية والتي اطاحت به تحت حصار حبل حقير قصم رقبته غير مأسوف عليه.
وها هو شعبنا المانح هبه صبره لقيادات الوطن من اجل ان يرى انعتاقه وسموه وهو المحاط بثروات الله الكامنة تحت اقدامه والذاهبة ادراج الريح وتحت وصاية ناكري الجميل لنا نحن العراقيين.
ما اجمل ساسة العراق (المقوطين , المعممين , المدشدشين) وهم يطلوا علينا كل يوم بفلسفة العراك والصراخ والتناحر والتنابز وكانهم يفكرون في كيفية صنع وكالة فضائية على غرار وكالة ناسا او يفكرون من اجل خلق (ايفون 6 ) او غواصة نووية او انهم انجزوا انتصارات علمية يخلدها التاريخ.
هذه هي مهزلة العقل العراقي وهذه هي البكائية الحقيقية الجاثمة في قلوب البائسين الحيارى المغلوبين على امرهم والذين خدعوا عندما ابرموا عقد الشراكة مع هكذا ساسة.
بالله عليكم اين كنتم بالامس هل تناسيتم غربتكم وضيم الاهوار والجبال والخوف والرعب من البعبع صدام ودهاليز سجونه المظلمة وهل تناسيتم الادبيات الاسلامية بالذات التي امنتم بها ووعدتم نفوسكم على ان سياسة العدل والمساواة والحق هي من صلب رسالتكم ايها الاخوة من الشمال الى الجنوب الم تهزكم ايام الحيف او لم تقرأوا فلسفتنا واقتصادنا او رفعتم شعار التغيير لان ما يحكم العراق (حسب رؤيتكم) هو كفر والحاد وانظمة فاسدة فاسقة حيث علقتكم شعارات بطلان الزواج حتى من تعمل مع الدولة الكافرة وانتم يا نشامى الحزب الاسلامي (الاخوان المسلمين) وانتم ايها الكرد  وياشيعتنا  الجهايذةالمتمردون على الانظمة الملكية والجمهورية هذا هو العراق بين ايديكم تقاسموه وفككوه واعزلوه عن العالم عن الحضارة المدنية لانكم المصلحين من الطراز الاول.
اقول ذلك والوطن مسجى بين ايديكم تعتقدون انه مات وشرعتم في  علم المواريث ووفق القسام الشرعي كيف تتوارثونه بينكم والفائض البسيط تصدقون على البقية الباقية.
لا والله ما عاش من يذل العراق وما عاش من يذل العراقيين لا الاصلاح ولا الخطب الرنانة المزوقة تستطيع ان تحجب شمسه وسمائه واعلموا ان للباطل جولة وللشعب قولة ولو الى حين.