18 ديسمبر، 2024 7:43 م

مؤامرة ( دوما ) – – و الحرب القادمة

مؤامرة ( دوما ) – – و الحرب القادمة

هل تذكرون مقالي ( أخبار متواترة عن ضرب سوريا ) في الثاني و العشرين من الشهر الماضي – – قلت به أن سوريا ستضرب في 48 ساعة القادمة و أقصد من ذلك التأريخ – – غير أن نصائح الدقائق الأخيرة التي قدمت الى ( ترامب المنفلت ) من قبل مستشار الأمن القومي و المخابرات بتأجيل الضربة لسببين : الأول هو معرفة نتائج مؤتمر أسطنبول بين الحلفاء الجدد ( روسيا و أيران و تركيا ) و ثانيا لأيجاد ذريعة لهذه الضربة – – ما حصل ببساطة الآتي : أولا” فشلت كل المغريات التي قدمتها أمريكا الى تركيا بالعدول عن شراء منظومة الدفاع الصاروخي المتطور الروسي ( س 400 ) و بما فيها أستعداد أمريكا لبيعها منظومة الباتروت المحسن و تصريح ترامب المنفلت بأّنّه سوف ينسحب نهائيا من سوريا – – و هذه محاولة فاشلة و مفضوحة لأسحب تركيا من حلف ( المحور الجديد ) و الذي من المرجح أن يضم مستقبلا” العراق و سوريا و حزب الله و الحوثين هذا بالأضافة الى الصين ) – – ثانيا تركيا التي شبعت من خداع أمريكا و من وعودها بعدم دعم الأكراد او بعدم مساندتهم لقيام ( كردستان الكبرى ) لن تقتنع بعد الآن بأية وعود أمريكية مطلقا” – – و عندما قلت أن العراق قد ينضم الى حلف المحور الجديد ذلك لو أصّرت أمريكا على قيام هذه الدولة المصطنعة ( كردستان الكبرى ) بين أربع دول هذا سوف يجعل العراق يتخذ ردّة فعل قوية و لا يوجد أفضل و أقوى من الأنضمام الى ( الحلف الجديد ) – – ثالثا” الآن و قد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود و فشلت كل محاولات أمريكا في أستمالة تركيا و تهديد أيران بالأنسحاب من الأتفاق النووي أصبح لا بد من تنفيذ الضربة الأمريكية و بشكل سريع بعد الأنتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوري البطل على الأرهابيين و عملاء أسرائيل فبدأت مقدمات هذه الضربة على النحو الآتي : الأنشقاق الذي حصل في صفوف الفصائل الأرهابية جيش الأسلام بالذات و أغتيال قياداته التي قادت مفاوضات الخروج من دوما مع روسيا و سوريا هذا الأنشقاق لم يأت صدفة بل بدراسة مركزة من قبل أمريكا و أسرائيل و ثانيا السماح لأسرائيل بضرب أهداف في سوريا لأشعال الوضع و ثالثا” ( مسرحية الضربة الكيماوية في دوما ) و التي فبركته و قامت بها أمريكا و أسرائيل و بريطانيا لوقف أنتصارات الجيش السوري البطل و رابعا و أخيرا تأتي الضربة التي تأجلت من تاريخ الثاني و العشرين من الشهر الماضي لقتل الرئيس السوري و ضرب مراكز قياداته و مطاراته و قواعده – – أمريكا دولة يقودها رجل مهزوز كل يوم في مشكلة ولا يمض أسبوع ألا و هنالك أستقالات في حكومته و التي خسرت الى الآن أكثر من 60 % من أصل أعضائها و هي في عامها الآول و ليس أخرا أن يقوم FBI بمهاجمة مكتب ( محاميه الخاص ) و الآستيلاء على سجلات في غاية الأهمية تتعلق بفضيحة ( روسيا غيت ) و للتغطية على كل هذه الأحداث أصبح لا بد من الهروب الى الأمام و تنفيذ الضربة على سوريا – – المشكلة الحقيقية التي تواجه ترامب المنفلت هي مدى ردة الفعل الروسي على هذه الضربة خاصة و قد حذّر ( القيصر بوتن ) أمريكا و الحلفاء من الأعتداء على سوريا بأنّه سيواجه برد قاس سواءا” بأسقاط الصواريخ و الطائرات المغيرة و ضرب القواعد التي أنطلقت منها و هذا نص تصريح بوتن – – المشكلة الثانية هي تحذير وزير الدفاع الروسي بأنّ أي ضربة لسوريا ستواجه برّد روسيّ و أخر تحذير ما حصل اليوم من قبل مندوب روسيا في مجلس الأمن و قام بتوزيعه علنا” داخل أروقة مجلس الأمن بأنّ الرد الروسي سيكون قوي و مدمر – – ترامب المنفلت يبدو أنّه توّرط حقا” من قبل حفنة من الأغبياء من أمثال ( جون بولتن ) العنصري و الذي قاد ( بوش الأبن ) الى مستنقع الهزيمة في العراق و أصبح من الصعب التراجع عن وعده بضرب سوريا خاصة في ظل المعركة المحتدمة في مجلس الأمن بين روسيا و حلفاؤها و أمريكا و حلفاؤها – – الأيام القادمة بل الساعات القادمة ستكون حاسمة في مصير الصراع في سوريا و قلوبنا مع أهلنا في سوريا و جيشها.