بعد مِضي عدة أشهر، على إنطلاق التظاهرات الشعبية أو الإنتفاضة أو الثورة في العراق سمها ما شئت؛ فجميع التسميات صحيحة؛ أيقن الأغلبية بأن ما يحدث في العراق خاصة، وفي المنطقة عامة مؤامرة كُبرى تخدم مصالح بعض الدول الإقليمية والدولية، حرب الثمانِ سنواتْ، حرب الخليج الثانية، الحِصار الإقتصادي، أحتلال العراق، كل ما حصل خدم المصالح الخارجية وفتت البنية المجتمعية.
يوماً بعد يوم يتزايد هدر الدم العراقي؛ وما يحصل في بغداد والمحافظات، إلاّ دليل فشل للسياسات الداخلية والخارجية التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة، وهيأت الحروب والأزمات المذكورة للحرب الختامية، التي ستعيد العراقيين الى ما قبل عام 1971،.
“الحرب بالوكالة” سمعناها كثيراً وهذه الحرب تخيم حالياً في الشرق الأوسط ، وقد تكون عواقبها أكبر وأخطر مما حصل في اليمن وليبيا وسوريا، إن الديمقراطية الوليدة التي يتبجح بها البعض والسيادة على الأرض وحق تقرير المصير ماهي إلاّ شعارات ومفاهيم لا معنى لها؛ أمام الإستراتيجيات القادمة يجب ألا يفاجأ أحد عندما علم أن هناك حربًا بديلة أخرى تشن.
على جميع الكتل السياسية العراقية، خصوصاً تلك التي تساوم رئيس الوزراء المكلف، الإبتعاد عن المطالبة بما يسمى الإستحقاقات الإنتخابية وتغليب المصالح العامة، وإذا ما إستمرت الأزمات والإختلافات الراهنة، فإن الأوضاع ذاهبة الى تقسيم العراق وبعض دول المنطقة، ويقيناً يوجد تغيير ديموغرافي يلوح في الأفق بعد تنفيذ ما يسمى بـ”صفقة القرن” أو معاهدة السلام في الشرق الأوسط؛ وليس ببعيد التمهيد لإعلان (دولة كردستان) بمساعدة أمريكية بعد طمأنة الأتراك، وتوقيع معاهدة سلام طويلة الأمد، وربما ستبدأ مرحلة جديدة من الأزمات ستتزامن مع الإنتخابات الأمريكية قبل نهاية هذا العام، وستكون إيران الرافضة بقوة لتطبيق صفقة القرن، محور أساسي أو طرف أساسي للأزمات المقبلة التي ستتطور بمرور الوقت الى نزاع خطير يهدد عموم دول المنطقة.
إن المساومة بدئت فعلاً، و ستبدأ جولة مباحثات جديدة حول الملف النووي الإيراني، والتواجد الأمريكي في العراق والمنطقة، وأعتقد بأن الإتفاق بين أمريكا والصهاينة ساري المفعول الآن، وتم فعلاً تحديد مهام كل طرف.
على الجميع أن لا يتفاجأ عندما تبدأ الحرب التي ستدور بين قطبين متناحرين منذ أكثر من 40 عاماً بعد حرب أشبه بالحرب الباردة، لقد انتقلت اللعبة الأمريكية الأعظم إلى العراق؛ وستسخن الحرب بمرور الوقت وستواجه أمريكا دولة قوية لا تستسلم وتهيئ الآن العُدة والعدد لقادم الأشهر المقبلة التي ستكون خاتمة الصراعات في الشرق الأوسط !