لا أحد بمقدوره أن يحصي مؤامرات المالكي، او مسلسل فضائحه التآمرية، لأنها كثيرة، وبالمناسبة فأن أقرب المقربين الى المالكي لايسلمون من تآمره عليهم..فكيف بالأبعدين؟!!
ولنلقي ضوء على بعض تلك ( المؤامرات ) التي اعدها المالكي منذ ان كان في حزب الدعوة حتى الآن..!!
منذ أن غادر المالكي العراق نهاية السبعينات ، وقضى معظم حياته متنقلا بين سوريا ولبنان ، كانت مهنة الرجل التآمر على شخوص حزب الدعوة أنفسهم، قبل ان يتآمر على البعثيين!!
بل أن جواد المالكي الذي كان إسمه الاول ، وكما هو معروف عنه يقدم التقارير الى السفارة العراقية في دمشق وفي اخرى في بيروت انذاك ، عن تحركات حزب الدعوة وعن خططه لاستهداف نظام الحكم السابق، ويستخدم نفس النماذج الورقية التي يستخدمها حزب البعث العراقي في كتابة التقارير عن تحركات شخوص حزب الدعوة ومخططاتهم هناك وفي داخل العراق، علما بأن استمارة البعث مكتوب عليها تحية رفاقية..ما يعني انه كان وكيلا لدى حزب البعث العراقي في سوريا!!
بل ان قيادات في حزب الدعوة في الثمانينات شكت من كشف استهداف شخصيات وافراد من حزب الدعوة، لايعرف بتحركاتهم سوى قلة قليلة ، لكن تقارير المالكي عنهم الى السفارة العراقية في دمشق واحيانا في بيروت، هي من تقضي على حياة هؤلاء، ويقدمهم طعما لاجهزة النظام السابق، كي تصطادهم!!
وفي عمله داخل أوساط الحكومة العراقية منذ عام 2003 بعد سقوط النظام السابق، أصر المالكي على ان يكون الواجهة الرئيسة لحزب الدعوة، ودعا الى حرمان جماعات المجلس الأعلى والتيار الصدري، من الحصول على مواقع في السلطة والقرار!!
وفي صولة الفرسان كانت أخطر مؤامرة اراد من خلالها المالكي التخلص من قيادات وانصار التيار الصدري عام 2008 ، واراد ان يثبت للمكون الآخر ان خير من يستهدف التيار الصدري هو المالكي، وهي رسالة الى القوى السياسية الشيعية التي كان لديها ميليشيات ومنها جماعة بدر وجماعات اخرى ، انها سوف لن يكون لها مستقبل في العراق اذا ما ارادت ان تلعب بذيلها مع المالكي لاقصائه من واجهة السلطة الاولى في العراق!!
ولم يترك المالكي فرصة للتآمر على قيادات حزب الدعوة الا وخاض غمارها وكان من اكثر المتآمرين ضد الدكتور ابراهيم الجعفري يوم تولى رئاسة الوزراء عام 2006 في أول رئاسة وزراء بعد فترة اياد علاوي المؤقتة، وهو من حرض الجماعات المسلحة على شن هجمات طائفية لاسقاط حكومة الجعفري، والاخير على علم بما قام به المالكي من خطط ضده ومن مؤامرات، لكن الرجل كان من الكاظمين الغيض، كما يقال، وبخاصة ان ( حظوة ) الجعفري لدى التحالف الوطني كانت تزيد على مكانة المالكي التي بقيت موضع شك وريبة ، وبخاصة لدى التيار الصدري الذي كانت لديه علاقة وثيقة مع الجعفري، واستهدفهم المالكي أكثر من مرة، وادخل المئات من عناصرهم في غياهب الجب!!
بل ان المالكي كان يكن من العداوة لرئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم مالا يمكن لاحد ان يحمل من الضغائن ضده ، بالرغم من ان السيد عمار الحكيم هو من انقذ المالكي في ولايته الثانية وهو من استطاع ان يساعده على عبور اكثر المراحل حراجة للقبول به رئيسا للوزراء يوم اراد الكثيرون انهاء ولايته، لكن ( فيتو ) السيد عمار الحكيم هو من انتشله من مكامن السقوط، وبقي في ولاية ثانية، لكن تهميش المالكي حتى لقيادات التحالف الوطني وسعيه للانفراد بالقرار هو من حرك قيادات التحالف الوطني ضد المالكي ورفضوا بأي شكل من الاشكال، القبول بتولي المالكي لولاية ثالثة حتى استطاعوا ازاحته عن طريقهم.
وفي قضية سقوط الموصل، كان المالكي هو المتآمر الاول على قيادات التحالف الوطني كونه هو من ادخلهم في تلك المتاهة، حتى يكون له شأن في الانفراد بموقع السلطة والقرار عندما اراد ان يحول القضية الى قضية صراع طائفي ، وقد ركز على تسمية سقوط الموصل على انه ( مؤامرة ) وليست ( خيانة ) لقيادات عسكرية، ولاعفاء نفسه من تهمة ان يحال الى الاعدام بتهمة الخيانة العظمى، وبقي يصر على ان سقوط الموصل وكذلك الانبار قضية ( مؤامرة ) وليست ( خيانة )، واعفى نفسه من اية مسؤولية عن سقوط الموصل ، لكن جميع قادة التحالف الوطني يدركون في قرارة انفسهم ان المالكي هو من سلم الموصل الى داعش بلا قتال!!
وفي قضية إعتصامات الانبار كان المالكي في ذروة التأجيج الطائفي ولم يترك وسيلة للشحن الطائفي واذكاء جذوة الصراع تحتدم الا وظرق أبوابها لكي يشعل نار حرب طائفية لاتبقي ولا تذر، بل ان هناك من داخل التحالف الوطني من وصف المالكي بانه ( رب الطائفية ) وهو محرضها الاول ومفجر براكينها وهو من همش الآخرين سنة وشيعة وكردا، بل انه همش حتى حزب الدعوة نفسه وابعد الكثير من قياداته من على الواجهة ، ولم يبق الا نفسه ومكتب القائد العام على انهما من يديران العراق وما الآخرين الا بيادق في محرقته، وسيهيء الاجواء لكي يضطروا للرضوخ لارادته تحت دعاوى التجييش الطائفي، وكان سقوط الانبار قد وقع قبل سقوط نينوى وجاءت ( نكبة الموصل ) لتضيف جرحا داميا الى الهم العراقي ليكتوي بنيرانها العراقيون، والتي أراد من خلالها المالكي ان يبقى على رأس السلطة بحجة مواجهة خطر داعش بعد ان اقتربت من بغداد، لكن قادة التحالف الوطني ادركوا اللعبة وافشلوها قبل ان يطيح بهم المالكي فأطاحوا به، ولم يسمحوا له بتولي فترة ولاية ثالثة ان لم يكن كبار قيادات التحالف الوطني ومنهم السيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر، أنهم هم من حملوه مسؤولية ماحصل..ما يعني ان ( مؤامرات المالكي ) لن تنتهي او تتوقف، وها هو يعيد الان بيادق الطائفية ويؤجج نيرانها من جديد في ذكرى انطلاقة الحشد الشعبي عله يعود الى الاضواء مرة اخرى..ولكن هيهات ان يعود، فمؤامرات المالكي إنكشفت ، واخيرا انكشفت الاعيبه امام الجميع وبانت مؤامراته مكشوفة، ولم يكن بمقدور طفل رضيع ان يصدق طروحات المالكي وتحريصاته على التصعيد الطائفي ، ولكن مؤامراته ستستمر، الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا!!