9 أبريل، 2024 10:42 م
Search
Close this search box.

مأساتنا في ان الشعب العراقي معاق عقلياً ومشلول الإرادة

Facebook
Twitter
LinkedIn

دائما ما يتم ترديد جملة (( التعميم على الشعب لا يجوز)) لكن بعض الشعوب هي من تساعد على نفسها وتجبرك على العميم ومن هذه الشعوب : العربية والأفريقية واللاتينية وبعض الشعوب الآسيوية .. وفي العلوم السياسية لأسباب أخلاقية وأكاديمية يتجنبون قضية الفوارق التكوينية للشعوب وعدم قابليتها على التطور على سبيل المثال : توجد شعوب مضى على تاريخ وجودها آلاف السنين ومعها هذا ظلت تراوح في مكانها المتخلف كالشعوب الأفريقية واللاتينية ، يضاف لها الشعوب العربية التي بإستثناء قوة البطش العسكري وجرائم الغزوات لم تكن تمتلك مقومات الدول الحضارية الحقيقية ، فهذه الشعوب لاتنسجم مع التفكير العقلاني العملي وتفتقر لروح العمل الجماعي والإنتماء الوطني الحقيقي ، وأسباب المشكلة ليس لها علاقة بالتعليم والثقافة والخبرة السياسية ، وانما بالتكوين البيولوجي القاصر!

المأساة الحالية للعراق تلخصها : مشكلة الإعاقة العقلية للعراقيين ، وشلل الإرادة السياسية للتغيير ، لاتوجد أفكار وطنية واقعية تستوعب الواقع السياسي الكارثي ، والشعب واقف يتفرج على نهب ثرواته وتدمير بلده وذبحه وهو لايتحرك لأنه فاقد إرادة التغيير ، شعب ممزق ومشتت طائفيا وإذا إستبعدنا الكورد من مكونات الشعب العراقي ، فإن عرب العراق داسوا على مصلحتهم الجماعية في إستقرار وبناء البلد ، و دخلوا في صراعات وحروب من أجل السلطة ، وكل من السنة والشيعة إرتكبوا جريمة الخيانة الوطنية العظمى حينما إستضاف قسم من السنة عناصر القاعدة وإشتركوا معهم في قتل أبناء شعبهم ، وكذلك حينما سمح قسم من الشيعة لإيران بإحتلال العراق ونهب ثرواته وقتل أبناء شعبهم !

والتظاهرات التي خرجت في قسم من المدن العراقية رغم نبل أهدافها وكوكبة الشهداء الشرفاء الذين إغتالتهم يد الغد الميليشياوية .. فإن هذه التظاهرات ظلت محصورة في دائرة الإحتجاجات والهتافات ، وتقديم الضحايا البشرية بالمجان ، وهي دليل على فقر العقل السياسي العراقي وغياب الحلول العملية وغياب إرادة التغيير الجماعية !

الشعب العراقي يعاني من تركيبة نظامه العقلي البدائي المغلوط الذي يفكر ضد مصالحه ، ولايعرف معنى أهمية النشاط الجماعي ، وقدسية الإنتماء الوطني ، والفرق بين العقلانية و البدائية هي في مدى إدراك مصالح الفرد والجماعة ، العراقيون على الصعيد السياسي منطق تفكيرهم يسير ضدهم ، وهم أعداء لأنفسهم ويمارسون جرائم التدمير الذاتي بفكر وسلوك عدمي لا يشعر بالمسؤولية ، وكل شيء لديه بالمقلوب ، العراقيون بدل من بناء وطنهم قسم منهم ضحكت عليهم مخابرات الإتحاد السوفيتي السابق وزرعت بينهم الحزب الشيوعي الذي كان مهمته تعطيل عمل الدولة والتآمر عليها ، ثم حمل السلاح ضدها وإرتكاب جرائم قتل الجنود ، ثم إستورد بعض العراقيين الأفكار القومية العروبية العنصرية وتحكمت بهم مصر وسوريا ورفعوا راية العداء لدول العالم ونفذوا سلسلة من الانقلابات العسكرية ، وبعدها سقط قسم من العراقيين في مستنقع الإسلام السياسي وأسسوا تنظيمات دينية إرهابية تدعو علنا الى خيانة الدولة وتبيح العمالة لإيران !

ماذا عن مستقبل العراق ؟

خسر العراق المستقبل منذ إنقلاب 14 تموز 1958 وتعايش مع الخراب والإنقلابات والقتل الجماعي ، فما هو الجديد في مأساة اليوم غير انها إستمرار لخراب الأمس ، وسيظل العراق يتآكل من الداخل ومادام فيه ثروات نفطية ستنشط المزيد من عصابات الأحزاب للسرقة ، و ستحاول إيران فرض المزيد من الإحتلال ونهب ثروات العراقيين ، شعب مشتت من الموصل والرمادي الى كربلاء والنجف وبغداد والعمارة والبصرة ( ميت وطنياً ) لايدافع عن حقوقه ومصالحه ووطنه .. كيف سيكون شكل مستقبله .. مؤكد سيلتحق العراق بدول الخراب: سوريا ولبنان وليبيا والجزائر والصومال … ولاعزاء للشعوب الميتة !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب