23 ديسمبر، 2024 6:16 م

مأساة العراق تكمن في قياداته الشيعية

مأساة العراق تكمن في قياداته الشيعية

إن المأسي التي عانا منها العراق وشعبه بعد زوال طاغية العصر صدام ، لم تكن في حقيقتها من خارج الحدود أو القاعدة أو الأمريكان ، ولم تكن أيضاً من باقي قيادات المكونات الأخرى كالسنة أو الكرد ، كل هذه تحصيل حاصل وجد له الحضن الذي يحتضه ويربيه ويجعله أكثر تأثيراً وتدميراً وعنفاً وهذا الحضن هو القيادات الشيعية التي وصلت الى الحكم والقيادة ، فمن هذه القيادات تنحدر جميع المساوئ التي هتكت بالعراق قتلاً وتدميراً وحرقاً وتعذيباً ، فلولا فساد هؤلاء القادة لم تتجرأ الدول في التدخل في الشأن العراقي ولولا الأنا الشخصية ومن ثم الحزبية لم يتجرأ مكون في طلب أكثر مما يستحق ولولا الضعف الذي خلقه الفساد والأنا بنوعيها لم تتجرأ حثالات العالم أن تدخل أرض العراق وتعيث فيه الفساد من قتل وتدمير وتهجير ، فحقيقة ما يعاني منه العراق وشعبه لا تكمن في الإرهاب المجرم أو ساسة الدواعش ومن يحيط بهم من شيوخ العشائر ومرتزقتها أو القيادات الكردية المنهومة في إبتزاز الحكومة العراقية ولكنها تكمن في القيادات التي أشغلت نفسها وتفكيرها في سيطرة تنظيماتها على الساحة العراقية الشيعية حتى تحصل هي على المكاسب المادية من ناحية المناصب أو الصفقات المادية ، أي كل ما يفكر فيه القيادي الشيعي في مكاسبه الشخصية أولاً وقد أستخدم لهذا التنظيمات التي ينتمي إليها ، وإن تضاربت المصلحتين تقدم المصلحة الشخصية على التنظيمية وما تجربت بعض القيادات التي خسرت الإنتخابات الداخلية لقيادة تنظيماتها والتي تركت تنظيمها وكونت تنظيما جديداً تحت قيادتها أو الكتل الحزبية التي أرادت من وزراءها أن يستقيلوا ويتركوا الحكومة فإن الوزير يستقيل من الكتلة ويتركها ويرحل الى كتلة إخرى أو يبقى مستقلاً من أجل الوزارة وهكذا الأمثلة تطول ، ونتيجة الركض وراء المكاسب المادية الشرعية أو الغير شرعية جعلت من القيادي الشيعي أضعف من أن يأخذ أي قرار شجاع ينقذ به شعبه ووطنه بل بقى هذا القيادي عند كل موقف مهم ينظر الى هذا ويلتفت الى ذاك ويطبطب على الأخرين عندها يخرج القرار أو الموقف الذي لايزعل الجميع كما قال قائلهم هذا قبر مولانا حجر رضوان الله عليه قتله مولانا معاوية رضوان الله عليه ، وهكذا أستفحلت المشاكل حتى تدخلت المرجعية في فتواها المقدسة التي أوقفت توغل داعش الى شوارع بغداد ، ولكن بقى الشاب العراقي يسقي أرض العراق بدمائه الشريفة وبقى القيادي العراقي يحصد (يسرق) ما أنبتته تلك الدماء من بطولات وإنتصارات ومواقف مشرفة ، وفي الحالتين بقى القيادي الشيعي يفعل المستحيل من أجل الحصول على المكاسب الشخصية التي أضاعت العراق وشعبه ، وجعلت أرض المقدسات تغرق بدماء ابناءها الشرفاء الأبطال وتركت أمهاتهم يسبحن بهذه الدماء الطاهرة وهم بين فترة وأخرى يتنعمون بما سرقوا من أموال الشعب العراقي في بلدان العالم المختلفة ، لهذا فأن ما يعاني منه العراق وشعبه اليوم من إرهاب وسوء خدمات يتحمل مسؤوليته أولاً ثم أولاً ثم آخراً القيادات الشيعية.