23 ديسمبر، 2024 4:38 م

مأساة الحسين ع رصيد انتخابي رائع ! .. “يُضحّي أبا عبد الله” و “ياكل أبو جزمه” ! ..

مأساة الحسين ع رصيد انتخابي رائع ! .. “يُضحّي أبا عبد الله” و “ياكل أبو جزمه” ! ..

التعبير عن حبّ الحسين  أو التعبير عن الحزن عليه للطريقة الانتقاميّة الّتي قتل بها , بمثل هذا التعبير البدائي الغريب عن هذا العصر عصر الاتّصال اللحظي صوت وصورة و”رائحة” يوقع أصحابها في دائرة الاشمئزاز عند الآخر فور مقارنته سمعة العراق اللامعة وحضور عمقه الحضاري في ذهنه ! , وبالنهاية يعكس صورة قبيحة عن الإسلام الّذي استشهد الحسين لأجل مبادئه العظيمة المُعيبة لإراقة الدماء أو للإتّجار أو للاستغلال ومهما كانت الأسباب , لأنّ الأصل في محاولة الحسين هي وقف نفاق بني أميّة ووقف جنوحهم  بالإسلام نحو الاستغلال والبطش بالخصوم ووقف أطماعهم السلطويّة , تلك باختصار ثورة الحسين ؛ علّ وعسى “تجربة” عشر سنوات حكم تفهم هذه الحكومة ويفهم المتسلّطون على رقاب الشعب العراقي فيها تلك المعاني ويدركون معنى ثبات الحسين على المبدأ حتّى الممات “وما بدّلوا تبديلا” , بعد أن أعجزوا جميع من دعاهم لفهم معنى القيادة الحقيقيّة في الاسلام لا الطائفيّة الّتي تستغلّ الاحتفالات السنويّة لعاشوراء وأمثالها رصيداً يمكن الاعتماد عليه عند كلّ انتخاب !.. لذا , فعلى الواعون من كلا الطائفتين , ولكونهم “الأقربون” لأوساط للمحتفلين بمثل هذه المهرجانات الّتي تسوّق الرنين والأنين من دون طحين ؛ تدبّر الكيفيّة المناسبة التي من الممكن أن يجد في سريانها ضمن نطاق ما يمكن أن تطاله أيديهم أن يجعلوها هدفاً وواجباً تحريضيّاً للارتقاء الحضاريّ بمن سرقه نصل السكّين وهو غافل تستعبده طقوس تفرّق قد ولّى زمانها ؛ فإن لم تؤت أكلها مثل هذه النشاطات قريباً فعلى الأقل ستكون مقدّمة لبدء قلق في عقول كلّ من تصله تلك المحاولات , والقلق هي “شكوك” تزرع في مثل هذه العقول المتأزّمة قد تتطوّر مستقبلاً إلى أسئلة يطرحونها على أنفسهم تعالج تأزّمهم الفكري , أو يمكنها أنّ تحدّ بعض الشيء ممارساتهم المغلوطة , وفرصة الانعتاق من مثل هذه الحالات المرَضيّة متوفّرة جدّاً اليوم بسبب الاتّصالات الهائلة السرعة في انتشار تكنولوجيا المواصلات بين البشر , وهي أيضاً فرصة لا تعوّض في استغلال علوم الاتّصال الكبيرة لإعطاء صورة لحقيقة المسلمون الناصعة لمن لم يفهم الاسلام سوى إرهاب “على العكس! فقد استغلّ القائمون على هذه الطقوس التطوّر التقني في تحسين الأداء التعبيري الطقوسي كتزويد “سفينة النار” أثناء الاستعراض العاشوري بطاقة الغاز بدل الحطب كان يوقد فيها سابقاً! وفي التخاطب الرقمي للعمليّات الانتحاريّة ونصب المتفجّرات وسرعة ودقّة تفجيرها” ! , وإفهام شعوب الأرض من خلال ميزة الاتصال المباشر أنّ منجز الحسين مُنجز إنساني بعيد عن الخزعبلّات البائسة , وأنّ تضحيته العظيمة كانت لأجل الناس كافّة وليس لفئة محدّدة ورصيد إسلاميّ وإنسانيّ عامّ يعيش في القلوب لا في اليدين المخّضّبتين بالدماء ولا في ممارسات الأنين ولا في التجمّعات الخارجة عن الإرادة الشعبيّة العامّة الّتي لفضها الإسلام عند ظهوره , إسلام نعرّفه للآخر حضارة وقيم ورأفة وتسامح وعيش مشترك لا ممارسات بدائيّة .. فأهداف الحسين سرّاً بينه وبين الله “النيّة” , لم يسع لإزاحة الطغاة عن السلطة حاملاً رايات البكاء والعويل واللطم “على جَدِّهِ” أو على مقتل أبيه أو على سمّ اخيه “ليأخذ الثأر منهم أو ينصب لهم الكمائن ! .. وقبل كلّ شيء أن يفهم الموهومون من الشيعة أن هذه الممارسات هي في واقع أصلها “فعّاليّات سياسيّة” هدفها إيصال من افتعلها إلى سدّة الحكم , وأنّ ممارسوها ليسوا أكثر من رصيد شعبي ينفعهم للوصول للسلطة ! , يعني بصريح العبارة من يمارس مثل هذه الطقوس اليوم يعمل دعاية انتخابيّة مجّانيّة للسياسيين الّذين يتبنّون مثل هذه “العزاءات” دون أن يدرون ويضرّون كافّة الشعب العراقي ! , يحصدها اليوم بنفس طريقة الأمس عندما استغلّ “المختار” مأساة الحسين للوصول لحكم الكوفة ! ؛ من أمثال هؤلاء الّذين يحسبون أنفسهم قائمون على شؤون العراقيين, طالما أقنعوا قادة المحتل “عن شعبيّتهم الكبيرة” أثناء ما تسير المواكب في عاشوراء ! ..
البعض”االمتحذلق” يظنّ بإمكان هذه الطقوس تصريف جميع الهموم ومشاكل العصر الضاغطة في حين نسي أنّ مثلها كان يمارس في مكّة قبل الاسلام “وما صلاتهم إلاّ بكاء وتصدية” قرآن . ونسي هذا البعض أنّ السلوك النبوي الأخلاقي يوصل إلى التصالح مع الذات بتفسير كلّ حدث مهما كبر إن كان إيجابي أو سلبي إلى معادلات مسبّباتها , أو يجدّ بهدوء في البحث عنها لحين العثور عليها , هي هذه الممارسات وحدها من ستُقنع الإنسان  بجدواه “المحيّر” في هذا الوجود فينصلح المجتمع ويتوازن مع محيطه ويستقرّ , وتلك كانت من نتائج ذلك السلوك المحمّدي ..