10 أبريل، 2024 2:04 ص
Search
Close this search box.

مأساة الإنسانية تتجلى في مجزرة خوجالي الآذربيجانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كشف ملف التحقيق الذي أعده المدعي العام العسكري في أذربيجان، فظائع مجزرة خوجالي التي ارتكبها الأرمن ضد المدنيين الأذربيجانيين في 26 فبراير/ شباط 1992.حسب التحقيقات التي أجرتها الحكومة الأذربيجانية بناءً على آراء الخبراء وشهادات 2000 ناجٍ، فقد قامت القوات الأرمينية بتعذيب الأسرى وحرقهم وهم أحياء، إضافة إلى ذبح الناس، وتقشير رؤوسهم، وقطع آذانهم وجدع أنوفهم وتشويه أعضائهم التناسلية وأيضاً اقتلاع عيونهم إلى جانب القتل الجماعي.أن الأرمن لم يكتفوا باحتلال الأرض فحسب، بل أقدموا على ذبح المدنيين أيضاً.كما يحتوي ملف التحقيق على أسماء ضباط الجيش الأرميني الذين نفذوا مذبحة خوجالي، وكذلك أسماء 38 ضابطًا من أصل أرمني من مرتبات الفوج 366 (مشاة ميكانيكية) التابع للجيش السوفيتي المتمركز في المنطقة في ذلك الوقت.وفي الوقت الذي وجه فيه ملف التحقيق تهم ارتكاب جرائم حرب للضباط المشار إليهم واعتبرهم مسؤولين عن الانتهاكات المذكورة، واظب الأذربيجانيون على المطالبة بتقديم قتلة 613 مدنياً إلى العدالة لمحاكمتهم.كما يتضمن ملف التحقيق وصفًا لطريقة ارتكاب المذبحة التي باتت تشكل وصمة عار يلطخ جبين الإنسانية والتاريخ البشري. مجزرة خوجالي التي تعدّ الحادث الأكثر دموية في تاريخ الصراع بين الدولتين، حين اجتاحت القوات الأرمينية البلدة الصغيرة التي تحمل اسم المجزرة وقتلت أكثر من 600 مدني أذربيجاني.
بعد أشهر من حصار بلدة خوجالي – الواقعة الواقعة غرب إقليم ناغورني قره باغ – بشكل خانق، اجتاح عدد من جنود الجيش الأرمني البلدة ذات الأهمية الاستراتيجيّة في 25 فبراير/شباط 1992، وارتكبوا مجزرة راح ضحيتها 613 مدنياً بينهم 106 نساء و63 طفلاً و70 مسناً.إصابة نحو 487 مدنياً بينهم 76 طفلاً، في حين لا يزال نحو 150 مدنياً من أصل 1275 أسرهم الجيش الأرمني خلال المذبحة في عداد المفقودين.
تعدَُ بلدة خوجالي من أهم البلدات الواقعة في مرتفعات ناغورني قره باغ لثلاثة أسباب رئيسيّة:
السبب الأول: وقوع البلدة على الطريق الرئيسي الذي يربط بينها وبين مدينتي خانكندي وأغدام حيث تأتيها المساعدات العسكرية.
السبب الثاني: رغبة الأرمن في استخدام بلدة خوجالي كقاعدة عسكرية لقصف خانكندي وأغدام.
السبب الثالث: هو أنّ البلدة تمتلك المطار الوحيد الموجود في المنطقة.
من جهته نشر الاستاذ إيلنور مصطفايف الباحث العلمي في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكادمية العلوم الوطنية الآذربيجانيةعلى صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي مقالة بعنوان مجزرة خوجالي : مأساة الإنسانية أكد بان الزعيم الوطني الاذربيجاني الراحل حيدر علييف في إحدى تصريحاته قال : بان مأساة خوجالي هي صحيفة دموية من سياسة التطهير العرقي و الإبادة الجماعية التي يمارسها القوميون الأرمن المخاصمون تجاه شعينا منذ أكثر 200 سنة” تعرض الآذربيجانيون لسياسة التطهير العرقي و الإبادة الجماعية التي يمارسها الانفصاليون الأرمن بشكل متتابع، و طردوا من أوطانهم التاريخية و أراضيهم الأصلية و أصبحوا لاجئين و مشردين، و ذلك يستمر منذ أكثر مائتي سنة. من المنتصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين شرع الأرمن من جديد بالدعاوى الإقليمية على الاراضي التأريخية الآذربيجانية بما فيها قرة باغ و المناطق الاخرى مستغلين من الفرصة الناشئة من اجل تنفيذ حلم “أرمينيا الكبرى”. ابتداء من تسعينات القرن الماضي اشتدت حدة القضية حول قرة باغ. خلال شهري يونيو – ديسمبر لذلك العام لقي 12 شخصا حتفهم و اصيب 15 شخصا آخر نتيجة هجوم القوات المسلحة الارمينية على قرية قاراداغلي لخوجاوند وقرية ميشالي لمحافظة عسكران . وخلال شهري أغسطس – سبتمبر لذلك العام قتل 17 مواطنا و جرح حوالي 90 أذربيجانيا بسبب استهداف الحافلات السائرة بين شوشا وجميللي، أغدام وخوجاوند، بالاسلحة الثقيلة. في نهاية أكتوبر وخلال شهر نوفمبر عام 1991 أحرق الأرمن ودمروا ونهبوا أكثر من 30 منطقة سكنية في قرة باغ الجبلية، بما فيها الاماكن السكنية ذات الاهمية الاستراتيجية مثل توغ وإمارة قروند، سيرخاوند، ميشالي، جميللي، أومودلو، قاراداغلي، كركيجاهان وغيرها. من ليلة 25 على 26 فبراير عام 1992 قامت القوات المسلحة الارمينية الارهابية باحتلال مدينة خوجالي و بالابادة الجماعية بدعم الفوج الالي برقم 366 التابع لجيش الاتحاد السوفيتي. تقع مدينة خوجالي على بعد 10 كيلومترات شمالا شرقيا عن مدينة خانكاندي على سلسلة جبال قره باغ وعلى مفترق طرق تصل بين أغدام و شوشا، أسكاران و خانكاندي. و كان مطار خوجالي وحيدا في إقليم قرة باغ الجبلية. قبل شن الهجوم العسكري، في 25 من فبراير مساء تم قصف المدينة بالمدفعية الثقيلة ، مما أدى إلى حدوث الحوارق فيها و إحراقها بالكامل في حوالي الساعة الخامسة فجرا في 26 من فبراير. اضطر 2500 شخص بقوا في المدينة من سكان خوجالي المحاصرة من قبل فصائل الأرمن المسلحة إلى مغادرتها متوجهين إلى مدينة أغدام الآذربيجانية. لاحق فصائل الأرمن المسلحة و عناصر الوحدات العسكرية الروسية الذين دمروا المدينة تماما السكان المسالمين العزل الذين استطاعوا إنقاذ أنفسهم من الحصار و قتلوهم همجيا و حصيلة الهجومات الهمجية الأرمنية المجرمة تم قتل 613 شخصا مسالما و أصبح 487 شخصا معاقين وتم أسر 1275 شخصا منهم مسنون و نساء و أطفال. و تعرضوا لمختلف أشكال التعذيب الجسدي و الإهانة. و مصير 155 أسيرا لا يزال مجهولا حتى أيامنا هذه. لقي 613 شخصا حتفهم و منهم 63 طفلا و 106 امرأة و 70 عجوزا حسب المعطيات الرسمية. كما أن 8 عائلات مقتولة تماما، ، 27 عائلة ما بقي لها إلا فرد واحد، 25 طفلا فقدوا كلا الأبوين، 130 طفل فقدوا أحد الأبوين، 230 أسرة فقدت أربابها، 487 شخص أصبحوا معاقين و منهم 76 معاقا من غير بالغي الرشد، 1275 ساكنا أصبحوا أسراء. كانت هذه السياسة الاحتلالية التي ينتهجها الأرمن شاملة على المجازر و الابادة الجماعية كما كان الحال في جميع الأزمنة. وقد خلفت العداوة الحربية الأرمينية خلال الفترة ما بين 1988-1993م أكثر من 20 ألف أذربيجاني قتلى وأكثر من 100 ألف منهم جرحى فضلا عن إعاقة أكثر من 50 ألف آخر بخسائر مختلفة الخطورة. وفي الوقت ذاته، قد قام أرمينيا بتنفيذ سياسة الإرهاب الحكومي والإبادة الجماعية علانية بتنفيذ 373 هجوم إرهابي عموما في مختلف مجالات الحياة ومن ضمنها تفجير حافلات المواصلات العامة والقطارات و مترو باكو و اسقاط المراكب النقلية الجوية و تدمير المناطق السكنية والاماكن المدنية والحكومية وغيرها، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1200 مسالم مدني وإصابة أكثر من 1700 آخر. وأدى الاحتلال الأرميني إلى تدمير ونهب وسلب وتهريب ما يقرب من 900 منطقة سكنية و22 متحفا و4 معارض للفنون الجميلة واللوحات و 9 قصور ذات الأهمية التاريخية الأثرية، و 44 معبدا دينيا بما فيها 9 مساجد قديمة فريدة من ناحية التأريخية و المعمارية فضلا عن القضاء على أكثر من 4 ملايين كتب والمخطوطات التاريخية الثمينة لدى 927 مكتبة. و ايضا اقتصاد أذربيجان تعرض لضرر كبير و تكبد بأكثر من 320 مليار دولار. في الوقت الحاضر تم تحديد التعريف بالابادة الجماعية في خوجالي باعتباره احد الاتجاهات الرئيسية لسياسة آذربيجان الخارجية. بصرف النظر عن آذربيجان اعترفت باكستان و السودان خوجالي بأنها الابادة الجماعية على الاطلاق. في 20 نوفمبر عام 2012 اتخذت الجلسة 39 لمجلس وزراء الخارجية ضمن منظمة التعاون الاسلامي في جيبوتي قرارا يعترف الجرائم المرتكبة في خوجالي بابادة جماعية. اصدرت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الباكستاني قرارا يدين الابادة الجماعية بشدة ضد المدنيين في خوجالي. الجدير بالذكر أن معهد الدراسات الشرقية التابع لأكادمية العلوم الوطنية الآذربيجانية ينشط في عمله في إيصال الحقائق الحتمية حول قره باغ و الجرائم التي ارتكبتها القوميون المتطرفون الأرمن، الى المجتمع الدولي. و هكذا قام المعهد خلال الأؤنة الأخيرة بتأليف كتب بلغات مختلفة عن مأساة خوجالي، و كتب زملاء المعهد مقالات حول هذا الموضوع و نشرها في الصحافة العالمية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب