أردوكان هذا العثماني الأخير يحلم بأعادة أحياء الأمبراطورية العثمانية و التي كانت مرفوضة في أوّج قوتها فكيف و قد أندثرت و الى الأبد –؟ هذا الرجل أصبح يخطو على خطى ( سعودية سلمان وأبنه ) فكل ما يخططون له ينقلب ضدهم بنتائج كارثية و هكذا هو حال ( تركيا أردوكان ) – – أقحم نفسه في المسألة العراقية و نصب نفسه قائد سنة العراق و حامي حماهم و دعّم نفوذ ( مسعود البرزاني ) على حساب بغداد و مدّه بكل مقومات الدولة كيدا و أضعافا لبغداد و قلل حصة المياه المخصصة للعراق الى أقل من 20 % تقريبا و أرسل الآف الأرهابيين الى العراق و أسقط ثلث العراق و أستباح أرضه و أرسل حفنة من جنده ليحتل جزءا” عزيزا من أرض العراق و حضن جميع الخونة الذين تأمروا على العراق وفتح لهم أبواب تركيا و بنوكها و مستشفياتها و خزائن سلاحها و تأمر مع مسعود الأنفصالي في مؤامرة أدخال داعش و قام بشراء النفط المسروق بسعر دولارين سواءا من مسعود او من داعش – -و هكذا أستمر بهذه السياسية سواءا بالعراق او بسوريا حتى أستفاق على وجود مشروع دولتين كرديتين واحدة في العراق و أخرى في سوريا كلاهما يدعم سرا و علنا ( حزب ب ك ك ) المعارض لتركيا و أستفاق على ( أستفتاء مسعود ) و اذا بالسحر ينقلب على أردوكان و يدعو مسعود الى أقامة دولة كردية مستقلة و اذا بالزلزال يقع على رأس أردوكان و يصحو من أحلام أمبراطوريته العثمانية بأن الكارثة على الأبواب – – فيسارع بالعودة الى بغداد و يقطع جميع علاقاته مع مسعود و يعترف أن مسعود قد غدرهم و قام بأغلاق الحدود و حصر تعامله مع بغداد التي حاول تهميشها سابقا – – و ما فعله بالعراق هو ذاته ما فعله بسوريا فدعم الأرهاب و شكّل فصائل أرهابية تابعة له و فتح لهم أبواب تركيا و بنوكها و مستشفياتها و خزائن سلاحها و تأمر مع النصرة و القاعدة و داعش و الجيش الحر و كل من هب و دب و مع السعودية و الأمارات و قطر و أمريكا و جميع مخابرات العالم لتهديم سوريا و تقويض حكم الأسد و الذي كان الضمان الأكيد لمنع قيام دولة كردية – – و فجأة أستفاق ليجد أن الولايات المتحدة- تشكل وتدرب قوة أمنية حدودية مؤلفة من ثلاثين ألف عنصر بقيادة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية لأقامة كيان كردي يفصل تركيا عن سوريا تحت حماية الناتو و أمريكا – – فعمد الى تخيير أمريكا بين أختيار تركيا او قوات سوريا الديمقراطية – – و الرد يأتي سريعا أننا قد أخترنا قوات سوريا الديمقراطية و أقامة كيان كردي سوف يكون نواة دولة كردية لتبدأ نهاية الحلم التركي في أبقاء تركيا موحدة — و كأنّ لسان حال الشعب التركي يردد ( هذا الذي جناه أبي عليّ- — و ما جنيت على أحد ) و هذا ما جناه أردوكان الأسلامي على تركيا من سياسيات فاشلة و عداء مستفحل لكل من أمريكا و حلفائها و روسيا و حلفائها — و أصبح يقلب كفيه وضع أقتصادي صعب و سياسي متأزم و أقليمي كارثي — هل جاء الدور على تركيا لتفتيها حتى و هي حليفة للغرب – -و هل وجود قاعدة ( الأنجرليك ) فيها هو سبب بقاء تركيا موحدة حتى تكتمل القاعدتين الأمريكيتين في سوريا ثم تبدأ عملية البطون الرخوة لأزالة أردوكان و الأسلاميين و الى الأبد — أقامة كيان كردي على حدود تركيا يعني تفتيت مؤكد لتركيا و هذا ما جعل أمريكا ترفض سيطرة بغداد على معبر فيشخابور في المثلث العراقي السوري التركي ليكون نقطة ألتقاء الأكراد —هل هذا ما جناه هذا الغبي من سياسيات هوجاء غير مدروسة بالأمس هو حليف لأمريكا و اليوم يهدد بضرب المشروع الأمريكي قرب أدلب و بالأمس حليف للسعودية و الأمارات و اليوم أنقلب عليهم لصالح قطر — بالأمس حليف لمسعود على حساب بغداد و اليوم حليف لبغداد على حساب مسعود — هل هذه سياسية أم ( تجريب سياسي ) أين الحنكة السياسية و اين ( البرغماتية ) و أين ( النظرة الثاقبة لبواطن الأمور ) و أين ( قراءة المستقبل ) و اين ( المصالح و دولة النأي بالنفس ) كل هذا قد تبخر وما سيأتي أكثر قتامة و اذا بلسان حال أردوكان يردد قول أبي نؤاس ( و اذا عصارة كل ذاك أثام )