26 نوفمبر، 2024 12:45 م
Search
Close this search box.

مأزق اوباما في المنطقة

مأزق اوباما في المنطقة

اوباما في مأزق في المنطقة ،هذا واضح من تخبط سياسته الفاشلة تجاه الأوضاع المأساوية في الشرق الأوسط كالأزمة السورية والعراقية والمصرية ،كثيرون في مجلس الكونكرس الأمريكي انتقدوا سياسته الحرباوية في منطقة الشرق الأوسط دون حسم الأمور فيها، ووضع الأمور في سياقها الصحيح وتصحيح الخطأ الأمريكي الذي ارتكبه المجرم بوش في العراق ،فالكل يعلم هبة اوباما وإدارته في موضوع الثورة السورية وكيفية إعلان اوباما دعمها ماديا وإعلاميا وتسليحها بأقرب وقت ممكن ،والتعجيل بإزاحة بشار الأسد من الحكم ،وكانت تصريحاته إيذانا بعصر سوري جديد بلا بشار ونظامه الطائفي (لا يمكن الحوار مع نظام دموي قتل ويقتل شعبه أو أيام بشار الأسد أصبحت معدودات ، ونقل السلطة على أساس أن بشار الأسد يكون خارج الحكم ولاحوار مع بشار ونظامه ) ،وهكذا توالت التصريحات الاوبامية .إلا أن الأوضاع على الارض ظلت هي هي ،فلا دعم تسليحي وصل الى الثوار والمعارضة ،ولا دعم إعلامي يشد من أزر الثوار ،بل على العكس صرنا نسمع إن الثورة السورية يقودها عناصر جبهة النصرة (تنظيم القاعدة ) ،ولا يمكن دعم هؤلاء بهذه الحجة التي كذبها الواقع عندما اغتال مسلحو جبهة النصرة عملية اغتيال احد قادة الجيش الحر فثبتت أكاذيب اوباما وإدارته تجاه الثورة السورية ،ثم خذلت الثوار إعلاميا عندما استخدم نظام الأسد الدموي السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري في حمص وادلب وحلب وريف دمشق وغيرها ،والكذبة الكبرى هو مؤتمر جنيف الثاني الذي يجمع المعارضة السورية ونظام الأسد وبرعاية رموز الدعم للنظام السوري (روسيا وإيران والصين وأمريكا )،وهاهو المؤتمر أفشلته الوقائع على الارض بفعل نجاحات وانتصارات الجيش السوري الحر ،بعيدا عن الدعم الأمريكي الكاذب ،والاعتماد على الدعم العربي والذاتي ،الآن وبعد فشل اوباما في سوريا فشلا ذريعا، وعدم إظهار مصداقيته تجاه الثورة وخذلانها وخداعها والتخلي عنها بحجج أسقطها وكذبها الواقع والأحداث على الأراضي السورية ،وهي أكذوبة الخوف من إيصال السلاح بيد (جبهة النصرة )،والتي أثبتت جهات سورية صحة القول أن جبهة النصرة عبارة عن (مخابرات وشبيحة بشار الأسد )،والتي تلتحف بلحاف القاعدة أو قد اخترقتها، كما اخترقت في العراق ،والدليل هو اغتيال كمال حمامي احد ابرز قادة الجيش السوري الحر ،أليس هذا اكبر دليل على ما نقول أن جبهة النصرة هم شبيحة الأسد ومخابراته ،هذا مأزقه المخجل في سوريا ،أما في العراق فالحال اشد وأوضح صورة للفشل الأمريكي وتقزيم الموقف الأمريكي  أمام النفوذ الإيراني العسكري والسياسي والديني ،وتسليم الملف العراقي لهذا النفوذ الذي أوصل العراق الى حافة الحرب الأهلية مرة أخرى (آخر تصريح للممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فرانشسكو الذي يحذر حكومة المالكي من دخول العراق في حرب أهلية طائفية وكذلك تصريحات أمريكية لبايدن وغيره تؤكد انفلات الوضع الأمني وانهياره )والدليل ارتفاع نسبة التفجيرات والاغتيالات بشكل يؤكد ذهاب العراق الى حرب أهلية ،وهذا دليل فشل ادارة اوباما في مواجهة النفوذ الإيراني والميليشيات الطائفية المسلحة التي لم تستطع حكومة المالكي السيطرة عليها بسبب نفوذ إيران العسكري الواسع على الحكومة وتبعيتها له لذلك أسرع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاتصال برئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب يحثهم على السيطرة على الوضع الأمني  في العراق ويعلن دعمه لهم ،ولم يقل لهم بايدن أو سبب هذا الوضع هو إيران لأنه لا يتجرأ على قول هذا بفعل التخادم الأمريكي –الإيراني في المنطقة (سوريا والبحرين والعراق ولبنان وسوريا )،في حين ظهر الموقف الأمريكي من ثورة مصر التصحيحية الثانية موقفا ذليلا جدا ومراوغا ،فأعلن اوباما في بداية الثورة وإزاحة محمد مرسي انه يجب الحفاظ على الديمقراطية وضبط النفس والخضوع لرأي الشعب ، في إشارة الى دعمه للثورة والشعب في وقت طالب جون ماكين المرشح الرئاسي الفاشل إيقاف المساعدات الأمريكية لمصر ،هذا التلاعب بالمواقف وتذبذبها وتغولها أمام الرأي العام  ،جعل الموقف الخليجي والسعودي واضحا وسريعا و مشرفا، بوقوفهم مع الشعب المصري وإعلان مساعدات مادية كبيرة جدا لدعم الثورة، وردا على الإعلان الأمريكي المتخاذل والملتبس بإيقاف المساعدات الأمريكية لمصر،فعاد اوباما وأراد تصحيح الموقف ومسك العصا المصرية من الوسط فطالب بإطلاق سراح الرئيس المخلوع محمد مرسي  .إذن الموقف الأمريكي في المنطقة والقرار الأمريكي في المنطقة أصبح تأثيره واهنا وضعيفا جدا نتيجة فشل اوباما وإدارته في معالجة أزمات الشرق الأوسط وبالذات أزمات العراق وسوريا ومصر ،فهل نشهد بعد كل هذا الفشل الأمريكي في المنطقة ،وفشل ربيع أمريكا العربي، وفشل مشروعها في تولي الإسلام السياسي الحكم في كل من العراق وليبيا وتونس ومصر ،إعلان موت مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي دفنه العراقيون الى الأبد في العراق، قبل أن يموت في المنطقة …. انه مأزق اوباما وإدارته في المنطقة ….

أحدث المقالات