22 ديسمبر، 2024 9:28 م

مأزق النظام الايراني العويص

مأزق النظام الايراني العويص

من ينظر للأوضاع في إيران وما قام ويقوم به قادة النظام الايراني من نشاطات وتحركات، يجد أنهم يصرون على السباحة ضد التيار وعدم القبول بالأمر الواقع مهما كلف الأمر، وهذا هو حال وموقف هذا النظام من مجريات الأحداث على عدة أصعدة، ولاسيما على صعيد الداخل والمنطقة والعالم، وکمثال فإن الاوضاع الداخلية التي وصلت الى درجة الانفجار من حيث الاحتقان غير المسبوق، لکن النظام لايتحرك خطوة واحدة بإتجاه تغيير نهجه وتعامله مع الشعب والذي أثبت سقمه وفشله الذريع، کما إنه”أي النظام” يصر على إستمرار تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة رغم إنه يرى بأم عينيه کيف إنه ليس شعوب المنطقة فقط بل وحتى الشيعة في البلدان التي تخضع لنفوذه يطالبونه بالکف عن التدخل في بلدانهم وإنهاء الدور المشبوه للأحزاب والميليشيات التابعة له، أما على الصعيد الدولي فحدث ولاحرج من حيث إصرار النظام على نهجه المشبوه والذي جر إيران الى طريق مسدود تحف به المخاطر من کل جانب.
إصرار الشعب على رفض هذا النظام الذي أذاقه الويلات والسعي من أجل تغييره لم يعد مجرد مسألة عادية بالإمكان تجاوزها أو تخطيها، خصوصا وإنه قد قام بأربعة إنتفاضات عارمة ضده ولازالت الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة جارية على قدم وساق، لكن مشكلة النظام الإيراني لا تنحصر فقط في دخول الشعب الإيراني على خط المواجهة ضده، إنما ذلك الدور المتصاعد من جانب منظمة مجاهدي خلق، الذي لفت الأنظار إليه بقوة وفرض نفسه بمثابة الرقم الأصعب في المشهد السياسي الإيراني، وهذا الأمر وضع قادة النظام في موقع صعب، وإن الاعترافات الاخيرة للمرشد الاعلى للنظام بتزايد شعبية مجاهدي خلق وتحذيره من ذلك الى جانب إن وسائل الاعلام الايرانية صارت ترکز على هذه المسألة، دليل على إن المنظمة قد نجحت في تغيير قواعد اللعبة في إيران وإنها تسحب النظام بإتجاه نفس المصيڕ الذي لاقاه النظام السابق.
لقد فشلت الخطة المشبوهة للنظام بعزل منظمة مجاهدي خلق عن الشعب الايراني وعن دول المنطقة والعالم وحصرها في زاوية ضيقة كي لا تواصل نضالها، وإن الاحداث والتطورات الجارية خلال الاعوام بل وحتى الاشهر الاخيرة قد شهدت صعودا غير عاديا للمنظمة وتمکنها من أن تسلك نهجا نضاليا غير مسبوقا أربك النظام وجعله يتخبط وبشکل خاص بعد تأسيس معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق وقيامها بنشاطات ثورية وتعبوية سياسية وحتى إنسانية، کما إن المنظمة وردا على السياسة الخاطئة للنظام والتي قادت الى عزل إيران عن المنطقة والعالم، فإنها قد منحت أهمية کبيرة للانفتاح على شعوب ودول المنطقة والعالم وتعاملها كقوة سياسية منفتحة تناضل من أجل إيران حرة وديمقراطية.
المحاولات المستميتة التي يبذلها النظام الإيراني من أجل الإمساك بزمام الأمور في إيران نفسها وفي بلدان المنطقة ولاسيما العراق ولبنان، باتت بالغة الصعوبة، والتقارير الواردة من داخل إيران تؤكد أن الأوضاع في داخل إيران بلغت مستويات غير مألوفة واستثنائية وصار الموقف بالنسبة للنظام أصعب ما يكون بل إن بعضا من هذه التقارير تشير إلى أن النظام لم يعد بإمكانه الإمساك بزمام الأمور كسابق عهده إلى الحد الذي باتت تتواتر فيه اعترافات من جانب قادة ومسؤولي نظام الملالي بتزايد نسبة الفقر والمجاعة في إيران مع صدور تصريحات تشير الى إن النظام قد صرف 30 مليار من أموال الشعب الايراني في سوريا ويجب إستردادها، مع ملاحظة العزلة الدولية والاوضاع الاقتصادية بالغة السوء وکل هذا يدل على إن النظام يواجه هذه المرة بالذات مأزقا عويصا لن يتمکن من الخروج منه إلا بعد أن يدفع ثمن باهض جدا يوازي سقوطه!