23 ديسمبر، 2024 2:58 ص

مأزق النظام الايراني أمام إنتفاضة العطش

مأزق النظام الايراني أمام إنتفاضة العطش

بعد أن أخفق النظام الايراني في السيطرة على إنتفاضة العطش وتطويعها ولم تفلح کل أساليبه الامنية العسکريتارية القمعية في وضع حد لها، فإن إخفاق النظام هذا لابد من لمسه على أعلى المستويات وهاهو المرشد الاعلى للنظام يسعى من أجل تخفيف هول صدمة الانتفاضة غير العادية للشعب الايراني في محافظة خوزستان والعديد من المدن الايرانية الاخرى على نظامه عموما وأجهزته القمعية خصوصا عندما يقول: “أعرب الناس عن انزعاجهم وأظهروه لا يمكن لومهم أبدا؛ إنهم مستاؤون.مشكلة المياه ليست صغيرة” ولأن خامنئي يعلم جيدا بأن نظامه لايستطيع حل المشاکل وإنما فقط يتمکن من خلقها وإيجادها فإنه يسعى من أجل تقديم وعد ديماغوجي لمعالجة أساس هذه الازمة عندما يضيف: “لم يكن هذا الوضع ليحدث للناس لو تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في وقتها المناسب يجب على الحكومة القادمة أن تأخذ الأمور على محمل الجد”، علما بأن الشعب الايراني قد تعود دائما بأن القادم يکون أسوأ من الذي سبقه ولذلك فليس هناك أي أمل يرجى من وراء هذا النظام ووعوده.
خامنئي وبعد أن أعترف ضمنيا في کلامه الذي ذکرناه بمسٶولية حکومة روحاني عن هذه الازمة، فإن روحاني ولتوجسه ريبة من إحتمال توسع دائرة هذه الانتفاضة وإحتمال محاسبته فإنه وبعد أن أعرب عن أسفه وحزنه لما يجري وتقبله لذلك بقوله: “من الصعب جدا ولا يطاق تحمل نقص المياه والحرارة فوق 50 درجات. للناس الحق في الاحتجاج”، لکنه وفي نفس الوقت سعى لربط المشکلة من أساسها بالنظام برمته وليس بحکومته عندما أضاف من أنها: “نتيجة جفاف غير مسبوق في البلاد وتراكم المشاكل المتبقية من السنوات السابقة”، وهذا بحد ذاته يدل على الحالة الديماغوجية في هذا النظام ومن إنه لايجيد شيئا سوى المماطلة والتسويف وتقديم التبريرات الواهية والتنصل من تحمل المسٶولية وإلقائها على غيره.
هذه الانتفاضة التي أثبتت إضافة الى عجز النظام وإخفاقه في السيطرة على عليها، فإنها قد وضعته في مأزق کبير أمامها، ولاسيما بعد أن أصبح العالم کله على إطلاع کامل بحيثياتها وبالطرق والاساليب القمعية المرفوضة التي يتعامل بها النظام معها، والذي يحرج النظام أکثر ويجعل من موقف ضعيفا أمام العالم، إن هذه الانتفاضة قد أعقبت التجمع السنوي الدولي العام للمقاومة الايرانية والتي تم فيها فضح الساليب القمعية والتعسفية لهذا النظام في التعامل مع أي نشاط أو تحرك إحتجاجي من أجل الحرية والديمقراطية والتأکيد عليها بصورة غير مسبوقة، وهذا هو بحد ذاته مايصعب ويعقد کيفية تعامل وتعاطي النظام مع هذه الانتفاضة إضافة الى أن الشعب الايراني متحمس أکثر من أي وقت مضى للمضي قدما في إنتفاضته الغاضبة وعدم الانصات للنظام.