هناك ثمة ميزة يکاد أن ينفرد بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية دون غيره من بلدان العالم عموما والانظمة الديکتاتورية خصوصا، وهذه الميزة إنه وفي ذروة ضعفه وتراجعه وخوفه من الاحداث والمستجدات، فإنه يبادر لإبراز عضلاته وإطلاق العنان للسانه السليط في تحدي الآخرين والتأکيد على إنه على أحسن مايرام!
النظام الايراني المحاصر حاليا بالاحتجاجات الشعبية الداخلية مضافا إليها نشاطات معاقل الانتفاضة والدور والحضور غير العادي للمقاومة الايرانية داخليا وخارجيا وبالنأي الدولي المتزايد عنها الى جانب العقوبات الامريکية وقمة وارسو وماقد تتداعى عنها، في هذا الوقت يطل علينا أحمد خاتمي، خطيب الجمعة في طهران وعضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية والمقرب من المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، ليعلنها ودفعة واحدة وبصورة تهديد ضمني واضح”أن طهران أصبحت لديها معادلة صنع قنبلة نووية.”، وهولايعلم بأن البلدان الکبرى صارت تعرف جيدا حقيقة مايقوم به هذا النظام ولکنه سيتلقى في الحظة المناسبة الصفعة التي ليس تعيده الى صوابه وإنما حتى قد لاتبقي له صواب لأنها ستکون نهايته.
هذا التصريح البائس المثير للشفقة سبقه تصريح آخر للرئيس الايراني روحاني أعلن فيه أن نظامه سيقبل توبة الولايات المتحدة الامريکية إذا ماتابت! هذا إذا ماتذکرنا أيضا ماطالب به المرشد الاعلى نظامه بعدم الثقة بأوربا، وکأن أوربا تثق بهم کثيرا رغم إنه ناقض کلامه في الوقت ذاته مذکرا بإنه لايطلب مقاطعتها وقطع الحوار معها، والذي يبدو واضحا جدا، إن طهران تمر بواحدة من أصعب وأعقد المراحل الخطيرة منذ تأسيس بلاء ولاية الفقيه، وإن الذي صار واضحا هو إن هذا النظام وخلف الستار لم يترك بابا لم يطرقه مستجديا الولايات المتحدة الامريکية للتفاوض معه وإيجاد حل لمأزقه العويص، وإن أوضاعه أصعب مما يمکن تصوره، وحتى إن الزيارة المشبوهة التي قام بها وزير الخارجية ظريف للعراق والتي إستکملها بزيارة للبنان، إنما کانت من أجل الاستعداد للملمات بعد أن وصلت الاوضاع بهذا النظام الى حالة يرثى لها، والمثير للسخرية والاستهزاء أن أذنابه وعملائه في العراق ولبنان أطلقوا سيلا من التصريحات البائسة التي سعوا من خلالها إظهار النظام الايراني وکأنه في ذروة قوته وقادر على مد يد المساعدة للعراق ولبنان، وهذا الکلام الفارغ جملة وتفصيلا يسعى لقلب الحقائق والتغطية على الاصل وهو رعب النظام الايراني مما ينتظره من مستقبل مرعب نتيجة لنهج مشبوه مستمر دونما إنقطاع منذ 4 عقود، وهذه المزاعم الواهية التي يطلقها عملاء النظام في لبنان والعراق هي في الحقيقة أشبه بمديح مشوه للنظام وحتى هو يسعى الى قلب المثل العراقي المعروف”القرد في عين أمه غزال”، فيجعل منه”القرد يرى أمه غزالا”!